كشفت دراسة علمية حديثة أن جلسات "المساج"، أو التدليك، قد تكون علاجاً فعالاً لآلام أسفل الظهر، مقارنة بالعلاجات الطبية التقليدية، والتي ينفق عليها الأمريكيون ما لا يقل عن 50 مليار دولار سنوياً.
وتعد مشكلة الآم أسفل الظهر ثاني أكثر المشكلات الصحية مجهولة المصدر، المتعلقة بالأعصاب شيوعاً في الولايات المتحدة، بعد الصداع، وفقاً للمعهد الوطني للصحة.
ودائماً ما ينصح الأطباء مرضى الآم أسفل الظهر بعلاجات معتادة، تتضمن أدوية لتخفيف الآم والالتهابات، وتشنجات العضلات، كذلك علاج فيزيائي عن طريق بعض التمارين الرياضية للظهر، كما يحرصون على تثقيف المرضى حول الأسباب المحتملة لآلام الظهر، وطرق الوقاية منها في المستقبل.
وذكرت الدراسة، الصادرة عن مجلة "انلز أوف انترنال مديسن"، أن الكثير من مرضى الآم أسفل الظهر يسعون إلى العلاجات البديلة، لتخفيف الآلام، وأكدت أن التدليك واحد من أكثر البدائل شعبية، حيث يزور مراكز "المساج" ما يزيد على 100 مليون سنوياً، أكثر من ثلثهم يبحثون عن طريقة لتخفيف الآم أسفل الظهر.
ولم تجد الدراسة سوى دلائل طبية محدودة، تشير إلى أسباب تخفيف التدليك لآلام الظهر المزمنة، لكن المرضى أكدوا أن التدليك أكثر فعالية وسرعة من العلاجات الطبية التقليدية.
وشملت الدراسة 401 شخصاً في الفئة العمرية بين 20 إلى 65 عاماً، مصاباً بآلام أسفل الظهر مجهولة السبب، تم تقسيمهم عشوائياً إلى ثلاث مجموعات، 133 مشاركاً خضعوا للعلاج بأدوية تقليدية دون تدليك، بينما تلقى 132 مشاركاً تدليكاً للعضلات والهيكل العظمي.
أما المجموعة الثالثة والأخيرة فقد تلقى أعضاؤها جلسات "الاسترخاء والتدليك"، وهو ما يسمى أيضاً "المساج السويدي"، ويهدف إلى إنتاج حالة عامة مريحة.
واستمر العلاج لمدة عشرة أسابيع، خضع فيها المشاركون في مجموعتي التدليك إلى ساعة تدليك كل أسبوع، وبعد ذلك أجابوا على استبيان، يضم أسئلة عن معدل الألم ومدى تكراره، من 10 أسابيع و26 أسبوعاً، و52 أسبوعاً.
وكشفت الدراسة أن كلا النوعين من التدليك أديا إلى تقليل معدل الألم، وتحسين حركة المرضى، من العلاجات المعتادة بعد عشرة أسابيع، وتحسن في الوظائف بعد 26 أسبوعاً.
ولم تشر الدراسة فوائد أو الأسباب المؤدية إلى ذلك، لكن الباحثين تكهنوا، بأن التدليك يؤدي إلى تحسن في الأنسجة، ويساعد في تحفيز استجابة الجهاز العصبي.
كما أشارت الدراسة إلى احتمال آخر، هو أن تعرض المريض إلى بيئة
مريحة للأعصاب، يؤدي إلى التحسن الذي شعر به المرضى في كلا المجموعتين.
المصدر
http://www1.alforattv.net/modules/ne...?storyid=54689