يعاني قصر الأخضير وسط بادية العراق من الاهمال ووزحف التعرية نحوه برغم بقائه مئات السنين شاهدا على تاريخ المكان.
في صحراء مترامية الأطراف أصابت الرياح الشديدة من أركان القصر مقتلا، فقد تعرت أطرافه، وسابت نهاياته،
في دلالة واضحة على غياب يد الصيانة والإدامة التي لم تلمس طابوق القصر من سنين.
وبينما جرت محاولات عبر السنوات لتطوير المكان وجعله مرفقا سياحيا، وإحاطته بحزام أخضر، لتقليل تأثيرات البيئة الصحراوية على المكان والزائرين، الا ان ذلك لم يسفر عن نتيجة، وكل الترميمات التي حصلت ارتجالية لا تتمتع بالديمومة، بل هي جولات تستمر لعدة أيام ثم لا تلبث ان تتوقف من دون نتائج على المدى البعيد.
ويقول الباحث الاثاري كامل حسين ان مثل هكذا صرح عظيم يمكن ان يعود لمدينة كربلاء بعوائد مالية اذا ما جرى تأهيله كمرفق سياحي لاسيما وان الكثير من العراقيين والعرب والأجانب يقصدونه.
ويضيف : على الحكومة المحلية ان تشرع في تأهيل القصر فورا، وأن لا تنتظر برامج وزارة الثقافة او الجهات السياحية الأخرى، لانها لم تفعل شيئا عبر سنوات.
ويشير كامل ان مدينة كربلاء تضم حوالي 400 موقعا اثريا وسياحيا واغلبها مطمور تحت رمال الصحراء..
يتابع كامل: القصر في تخطيطه وعمارته يشبه قصور العباسيين في سامراء، وينسب إلى الأمير العباسي عيسى بن موسى الذي أقام في هذه المنطقة عام 778م.
ويتابع: بنية القصر تتألف في اغلبها من الحجر والطابوق المفخور و الجص، وهذا ما زاد من أضرار الرطوبة والمياه الجوفية، لان هذه المواد لها قدرة كبيرة على الامتصاص.
وعدا ذلك فقد تعرض القصر الى الكثير الإضرار من قبل البشر نتيجة ضعف الثقافة الأثرية وغياب الحماية والمراقبة لهذه المعالم التاريخية.
وفي كثير من الأوقات استخدم القصر من قبل البدو لأغراض شتى تبدأ بالسكن إلى الاحتماء، أو قيام جماعات مسلحة بالاختباء فيه، لاسيما في فترة الاضطراب الامني منذ الام 2003 والسنوات التي تلته.
المصدر
http://www1.alforattv.net/modules/ne...?storyid=54333