شــــــعت فلا الشمس تحكيها ولا القمر ** زهـــــراء مــــن نورها الأكوان تزدهر
بنت الخــــــلـود بــــها الأجيال خاشعـة ** أم الزمـــــان إليــــها تنـــــتمي العصـر
روح الحيــــــاة فـــلـولا لطف عنصرها ** لم تأتلف بــــــيننا الأرواح والصـــــور
سمــــــــت عـن الأفق لا روح ولا ملك ** وفاقــــــت الأرض لا جـــــن ولا بـــشر
مجبولـة مــــــن جــــــلال اللـه طينتـها ** يرف لطـــــفاً عـــــليها الصون والخفر
خصــــــالها الــــغر جلت أن تلـوك بهـا ** مـــــنا المـــــقاول أو تـــدنو لها الفكـر
معنـى النبوة ســـــر الــــوحي قد نزلت ** في بــــــيت عـــصمتها الآيات والسور
حـــــوت خــــلال رســـول الله أجمعهـا ** لولا الرسالـــــة ســـــاوى أصلـه الثمر
تـــــدرجت فــــي مراقـي الـحق عارجة ** لمشرق النـــــور حــــيث السـر مستتر
ثـــــم انثـــــنـت تــــملأ الـدنيا معارفهـا ** تطوي القرون عـــــياء وهـــي تنتشر
قــــل للـــــذي راح يخفي فضلها حسداً ** وجه الحقيقة عنـــــــا كـــــــيـف ينستر
أتـــــقرن النــــــور بالظلماء مـن سفـه ** مـــــا أنـــــت فـــي القول إلا كاذب أشر
بــــــنـت النـــــبـي الــــذي لولا هـدايته ** مـــــا كــــــان للــــحق لا عـين ولا أثر
هـــــي الـــــتي ورثـــــت حقـاً مفاخـره ** والعطر فـــــيه الـــذي في الورد مدخر
فـــــي عـــــيـد ميلادهـا الأملاك حافلـة ** والحــــــور فــــي الجنة العليا لها سمر
تـــزوجت فـي السماء بالمرتضى شرفا ** والــــشمس يــــقـرنها في الرتبة القمر
عـــــلـى النـــــبـوة أضفت فـي مراتبها ** فـــــضل الـــــولاية لا تبـــقـي و لا تذر
أم الأئـــــمــة مــــــن طــوعاً لرغبتهـم ** يعلو القـــــضاء بـــــنا أو يـــنزل القـدر
قـــــف يا يراعي عـن مدح البتول ففي ** مـــــديحها تــــــهتف الألـــواح والزبـر
وارجــع لـــــــتستخبر التاريـخ عـن نبأ ** قــــــد فــــــاجأتنا بــــه الأنباء والسـير
هــــل أسقـط القوم ضرباً حملها فهوت ** تـــــــأن مــــــما بــها و الضلع منكسـر
وهــــل كـــــما قيل قادوا بعلـها فـعـدت ** وراه نــــــادبـة والــــــدمع منــــــهمر
إن كـــــان حــــقاً فإن القــوم قـد مرقوا ** عن الهـدى وبـدين الله قد كفروا