فى بعض دولنا العربية تضطر احياناً الظروف المعيشة والحياتية الصعبة بعض الناس الى سكن المقابر ومجاورة الاموات ولكن فى الفلبين فوضعهم اكثر استقراراً فهم يعيشون فى قرية كاملة مشيدة جنباً الى جنب مع الاموات حتى أٌطلق عليها “مدينة الأشباح”.
عادة ما يقع المدافن فى اماكن هادئة ونائية وبعيدة عن تجمعات الاحياء حتى لا يقلق الأحياء وجود رفات أخرين بينهم ولكن فى مانيلا بالفلبين فان الامر مختلف تمام الأختلاف حيث الأحياء هم من يقومون بمزاحمة الأموات فى مثواهم الاخير ويصدورن اعلى الاصوات ويعيشون حياة مدنية عادية صاخبة لدرجة انى أعتقد أن بعض المدفونين هناك سيتيقظون من شدة الأزعاج .
وتحول منذ عشرات السنوات اكبر مدفن فى الفلبين الذى يقع فى شمال مدينة مانيلا العاصمة الفلبينية الى مدينة صغيرة جداً يسكنها المشردون و الفقراء وهناك تستطيع ان ترى المتاجر الصغيرة التى تبيع كروت لشحن الهواتف المحمولة ومحلات الاكلات السريعة الجاهزة و محلات البقالة وأيضاً بعض المطاعم الصغيرة التى تقع فى وسط المقابر وشواهد القبور وعدد من المقاهى ومحلات الكاريوكى وصالون تجميل ومصفف شعر ومحل لحياكة الملابس ،أى ان السكان هناك يعيشون حياة كاملة رغم وجودهم فى المتاجر ورغم ظروف الفقر الا انهم يجدوا الوقت لامتاع انفسهم والتكسب .
ويقدر عدد السكان هناك بحوالى 1000 نسمة جاء بعضهم من قرى صغيرة ليستقروا ويعملوا فى العاصمة ولم يجدوا مأوى لهم غير المقابر والبعض الاخر من سكان الشوارع ولكن الغالبية العظمى ولدت فى المقابر وورثت منازلها الصغيرة عن أجدادها وأبائها .
يعمل معظم الشباب والمراهقون هناك فى حمل النعوش وتجهيزها و كافة الأمور المتعلقة بالدفن والموت مقابل أجور زهيدة للغاية فمثلاً لا يزيد مقابل حمل النعش عن 50 سنتاً ، وقد بذلت الحكومة والسلطات الفلبينية جهوداً جبارة وحاولت مراراً وتكراراً توفير مسكن جيد وملائم لهؤلاء الاسر وحثهم على ترك الحياة فى القبور والأنتقال منها الأ ان الجميع رفض بشدة مبررين ذلك ان المقابر تمثل لهم الحياة ففيها بيوتهم وفيها عملهم ورزقهم