شكرا جزيلا لمرورك... اسعدني توجدكمينبغي لتلافي اللبس في تعريف "الأدب المقارن" أنْ نشير بدءاَ َ إلى أنَّ مدلوله يظل تاريخياَ َ.. فالأدب المقارن يدرس مواطن التفاعل والتلاقي بين الآداب في لغاتها المختلفة، في ماضيها وحاضرها وما كان من ذياك اللقاء من تبادل حالات التأثير والتأثر في المحاور الرئيسة الكبرى أو العامة كالأجناس والمذاهب الأدبية وتياراتها الفلسفية أم في شأن موضوعات\ مواقف\شخوص معالجات الأدب وكذلك فيما يخص أمور الصياغات الجمالية وجملة القواسم المشتركة أو المتشابهة متبادلة التأثير بين ألوان آداب الشعوب...
إنَّ الحدّ الفاصل بين الآداب يتمثل أساسا في اللغة بالمعنى الواسع للمصطلح وهي بالتحديد ما يجري قراءته ومعالجته في تناول حالة التأثير والتأثر والمقارنة في الأمر على وفق منطق تعاقب الحدث والواقعة المتناولة.. وهكذا فمن المفيد توكيد البعد التاريخي للأدب المقارن لأنه يسلـّط الضوء على مصادر التيارات الفنية \ الفكرية للأدب وعلى مراحل تفاعله مع الآخر..
إذ كلّ أدب قومي (بلغة بعينها) لابد أن يلتقي مع الآداب العالمية ويحمل تاريخا من وقائع تبادل العلاقة إفادة واستفادة. على أنَّ منهج الأدب المقارن ليس ملزما بالخضوع رياضيا لمناهج الأدب والنقد ولكن تبقى هناك حالات التكامل بين تلك المناهج بالتأكيد.