روتانا
أصبح عدد كبير من شبابنا يتجه إلى نوع جديد من الزواج أطلق البعض عليه مسمى "زواج الوجاهة" أو المصلحة من امرأة ثرية أو ذات منصب حتى لو كانت مطلقة أو أرملة أو تكبره في السن أو حتى دميمة! فهل هذه الظاهرة تنبئ بموت زواج الحب فعلاً؟
الحب الحقيقي
يقول "طارق . ر" محاسب من القاهرة: "تزوجت من ابنة مدير البنك الذي أعمل فيه بحثاً عن الأمان والراحة والوجاهة وبالتالي تغاضيت عن أشياء كثيرة مثل كونها مطلقة!"، مضيفاً: "ارتباطي بها لم يكن عن حب بل كان للمصلحة والوجاهة معاً، فبمجرد أن تم طلاقها، عرضت عليها الزواج فقبلت على الفور".
كما ذكر أنها وفرت له كل شيء بداية من تكاليف الفرح وتجهيز الشقة، فضلاً عن شرائها سيارة جديدة له ووعدته بحياة سعيدة، ولكنها حسب قوله، اشترطت عليه أن تكون العصمة بيدها، وأنه اضطر إلى قبوله حتى يضمن ألا تذهب هذه "النعم" لغيرها.
كما يرى طارق أن "الحب" الحقيقي يأتي بعد الزواج وليس قبله، والأهم هو توفير حياة جميلة ومستقبل مشرق لأطفاله حتى لا يعانوا كما عانى هو.
زوج الست
من جهته، يرى أحمد عبدالمنعم أن: "هذا النوع من الزواج لا يستمر طويلاً، وغالباً ما تنتهي العلاقة بنهاية درامية تكون نتيجتها كارثية على الطرفين"، مضيفاً: "غالب هؤلاء الشباب يكونون أضحوكة بين الناس، ومن يتزوج بهذه الطريقة يصبح "زوج الست"!".
سابق ولاحق
بينما تقول "سعاد . س" سيدة أعمال: "الارتباط بين الرجل والمرأة يختلف عنه في أي علاقة أخرى ربما تكون عابرة، لذا لابد لهذه العلاقة أن يتحكم العقل في قبولها".
كما ذكرت أنها تكبر زوجها بخمس سنوات، لكنها تعيش معه في منتهى السعادة ولم تفكر يوماً في فارق السن بينهما لأنها ترى أن طرفي العلاقة يكملان بعضهما بعضاً.
ولفتت إلى أن البعض يفهم العلاقة الزوجية خطأ فيظن أن الزواج لمجرد الحب وعلى المرأة أن تدر حباً حتى الممات فإذا ما نجحت هذه العلاقة ينسب نجاحها للرجل وإذا فشلت ينسب الفشل للمرأة، مضيفة: "لا مانع أن يبحث الرجل عن المرأة ذات المنصب أو أن يتزوج زواجاً يحقق له وجاهة اجتماعية بشرط وجود الحب سابقاً أو حتى لاحقاً".
على الحلوة فقط!
يحلل الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس قائلاً: "الوجاهة الاجتماعية من ملذات الحياة التي يبحث عنها الشاب في بداية حياته العملية غير أنه يبحث عنها في المكان الخطأ"، مضيفاً: "بعض الشباب يتخيل أن علاقته الارتباطية بزوجة ذات منصب أو ثروة سوف تحقق له كل شيء وربما يكون مرجعه الحرمان والفهم الخاطئ".
كما يشير دكتور عكاشة إلى أن بعض هذه الزيجات ينقصها التكافؤ العمري أو المادى أو الاجتماعي، لذا تكون نهايتها مأساوية، حيث لا يستمر الارتباط وإذا استمر يكون مرتبطاً باستمرار الفوائد التي يحصل عليها الشاب وشعاره "معاً في السراء ووداعاً في الضراء" أي أن هذا الارتباط يظل مرهوناً بتدفق المزايا فقط دون النظر إلى السعادة أو الحب".