روتانا
الرجال في تعاملهم مع زوجاتهم أصناف؛ صنف يتعامل معها بتعالٍ وديكتاتورية وكأنها خادمة في بيته، فلا يستمع لرأيها وإن استمع يكون تعليقه ساخراً أو تهكمياً وكأنه يطبق المثل القائل: "شاوروهم وخالفوهم!"،
وصنف على النقيض تماماً بلا شخصية في ظل زوجة ديكتاتورة وقوية، وصنف آخر يحترمها ويستشيرها ويعاملها كصديقة، لكن بكل أسف ما زال هذا الصنف نادراً في مجتمعنا العربي إلى الحد الذي يجعلنا نتساءل: هل الزوجة الصديقة وهم أم حقيقة؟
في البداية يقول ناصر حسن "محاسب": "كثيراً ما أشاور زوجتي في كل كبيرة وصغيرة، ففضلاً عن كونها حبيبتي إلا أني أؤمن إيماناً كبيراً بأن حياتنا واحدة، ولا بد أن نتقاسمها سوياً، وكل ما له علاقة بهذه الحياة لا بد أن يكون بمشورتها"، مضيفاً: "هذاالاحترام والتقدير مبعثه الحب وليس الخوف، كما يحب البعض أن يشيع بين الناس أن من يستأذن زوجته يحترمها وليس خائفاً منها".
كما ذكر أن الرجال الذين يتقاسمون حياتهم مع النساء هم الأكثر سعادة، أما الذين يظنون أنهم أكثر منهم إدراكاً ويستطيعون أن يديروا الحياة بدونهم وأن زوجاتهم مجرد ديكور يفشلون.
على النقيض تماماً يرى محمود السخاوي، "طبيب": "أنا لا أشاور زوجتي، وإذا شاورتها فلا بد أن أخالف مشورتها، لإدراكي أن رأيها سوف يؤدي إلى إغراقي والقضاء على حياتنا"، مبرراً ذلك بأنها تغلب عواطفها ودائماً ما تنظر للأمور نظرة سطحية.
أما منى ثروت "موظفة" فتشير إلى أن شخصية الزوجة مع ثقافة الزوج يحددان بشكل كبير طبيعة العلاقة بينهما مستقبلاً، فكلما كان الزوج مثقفاً وعلى درجة عالية من التنوير كانت معاملته مع زوجته راقية ومهذبة وقائمة على المشورة والصداقة والثقة، والعكس صحيح، فالرجال الذين نشأوا في بيئات أمية ما زالوا يتعاملون مع الزوجة على أنها وعاء للمتعة والإنجاب فقط!
من جهتها، تقول الدكتورة حنان زين مدير مركز السعادة للاستشارات والتنمية الأسرية: "الحياة السعيدة لا تتحقق إلا بزوجة مشاركة في هذه الحياة، وهذه المرأة تدفع هموماً كثيرة عن الرجل، وفي نفس الوقت تستطيع أن تعبر عن نفسها من خلال هذه المشاركة،
مضيفة: "أجريت دراسة على المترددات على "المركز" فوجدت أن أكثرهن سعادة أولئك اللاتي يشاركن الزوج هموم الحياة فيكن شريكات في القرار والمصير، كما أنهن شريكات في الحياة وإن كان ذلك يسبب لهن إرهاقاً شديداً، إلا أنه أحد أسباب السعادة، والعكس الصحيح".
كما لفتت إلى أن غالب المرضى أو الذين لديهم مشكلات ومنغصات في حياتهم الزوجية أما أن يكون الزوج منعزلاً عن حياة البيت وزوجته أو يقوم بعزلها قصراً بدعوى أن "الرجال قوامون على النساء"، فالفهم الخاطئ للآية دفعه لعدم استشارة زوجته،
وبالتالي لا تنشأ بينهما صداقة، مؤكدة أهمية أن يتخلى الرجال عمّا يعتقدون ويتنازلون عن خلفياتهم التي تقلل من شأن المرأة لأنها شريك أساسي له في هذه الحياة وتنازله عن هذه الشراكة يعني هدم الحياة بأكملها.