إن النظر للخلف مضيعة للوقت، وهو يكلفك جهداً كبيراً في التفكير فيه، والبكاء عليه، فلا تنظري للماضي فقد بات بعيداً عنك وذهب في طريق اللاعودة، ومن الأفضل أن تنظري للمستقبل فالأمل فيه كبير، والسعي له بناء ومفيد، أما العودة للماضي لن تجلب لك إلا الألم وزيادة الجرح والحزن والحسرة .. فلم كل ذلك؟
حاضرك ومستقبلك هما الأولى بعنايتك وإهتمامك، وستحصلين على ثمار جميلة جراء الإهتمام بهم، فالماضي سيعيق أي محاولة منك لصنع المستقبل، وسيحول دون إخلاصك فيه، فلا تفسدي عليك حياتك بتذكرك ما لا ينفع ولا يضر، فقد ضرك سابقا ولكنه مر بكل ما فيه فلا تفتحي أبوابه أبدا مهما كان.
ولا تتذكري من ظلمك، ومن جرحك ومن أساء إليك، واتركي أمره، فهو لا يستحق أن يأخذ من تفكيرك، ولا تفسدي عليك هدوء نفسك وراحة بالك بذكر ما قد سبب لك آلاما وجروحا عميقة تعذبت كثيرا في مداوتها.
غاليتي إذا أردت تحقيق النصر وتحقيق أهدافك وأحلامك فلا تنظري خلفك، فالأحلام لن تتحقق هكذا، فتخيري لنفسك الأفضل وتمتعي بحاضرك وأنظري لمستقبلك بعناية وتوخي الحذر وتعلمي من أخطاء الماضي، واجلعيها عبرا لك، وأنظري حولك هل يسير القطار للخلف أم للأمام، وهل ينظر السائق أثناء القيادة للخلف، وأنت كذلك، هل تنظرين للخلف وأنت تمشين، قطعا لا فإذا حدث ذلك، ستحدث الحوادث، وما لا يحمد عقباه.
واعلمي أن نظرتك للمستقبل وتمعنك في الحاضر ستربحك الكثير، أما عودتك للماضي لن تجلب لك إلا الحزن واليأس والندم، وهذا كله لن يجدي شيئا.. فلا تنظري خلفك.