النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

التوبة في الصحيفة السجادية..

الزوار من محركات البحث: 293 المشاهدات : 2290 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    حيـدرية الهــوى
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: العراق .. بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,498 المواضيع: 489
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1408
    مزاجي: عادي
    المهنة: طالبة
    موبايلي: Samsung Galaxy S3
    آخر نشاط: 27/June/2018

    التوبة في الصحيفة السجادية..








    التوبة في الصحيفة السجّاديّة.

    وَرَدَ ذكر التوبة في الصحيفة السجادية في مواضع عديدة، بعضها كان خاصاً بذكر التوبة كالدعاء الخاص بذكر التوبة وطلبها كقولهِ :


    (اللَّهُمَّ إني أتوبُ إليك في مقامي هذا من كبائر ذُنوبي وصغائرها، وبواطن سيئاتي وظواهرها، وسوالِف زلاتي وحوادثها، توبة من لا يحدث نفسه بمعصيةٍ ، ولا يضمرُ أنْ يَعُودَ في خطيئته، وقد قلت يا إلهي في محكم كتابك إنك تقبل التوبة عن عبادِك، وتعفو عن السيئات وتحب التوابين).

    وكقوله في مناجاة التائبين: (إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوكَ سمّيته التوبة، فقلت توبوا إلى الله توبةً نصوحاً، فما عذر مَنْ أغفل دُخُولَ الباب بعد فتحهِ).

    وبعضها الآخر كان في مواضع عامة، مندرجاً ضمن أدعية الصحيفة السجادية ومناجياتها، كقوله في دعاء التحميد لله عز وجل الثناء عليه:

    (الحمد لله الذي
    دَلَّنا على التوبة التي لم نفدها إلَّا من فضله، فلو لم تعت..... من فضلهِ إلا بها، لقد حَسُنَ بلاؤُه عندنا وَجَلَّ إحسانُهُ إلينا وجسم فضَلهُ علينا، فما هكذا كانت سنته في التوبة لمن كان قبلنا، لقد وَضَعَ عَنّا ملا طاقة لنا به، ولم يُكَلَّفْنا إلا وُسعاً، ولم يجشمنا إلا يُسراً، ولم يَدَعْ لأحدٍ منا حُجَّة ولا عذرا).


    فالذي يطّلع على هذه المواضع يتبين له مدى اهتمام الإمام زين العابدين بمسألة التوبة كونها قضية مهمة في حياة العبد.


    والتوبة في اللغة تعني الرجوع والإنابة، يقال: تاب فلان، أي رجع عن ذنبه فهو تائب، وتنسب للعبد تارة ولله تارة أخرى، وعند انتسابها للعبد يقصد بها رجوعه إلى ربه، عن المعصية إلى الطاعة، نادماً متألماً لفوات المطلوب متأسفاً من فعل الذنوب.
    أما انتسابها إلى الله تعالى، فالمراد به رجوعه جلّ ذكره على عبده من العقوبة إلى العفو واللطف والتفضل عليه بقبول توبته والصفح عن زلَتهِ.



    أما التوبة شرعاً: (فهي الرجوع إلى صراط الله المستقيم بعد الانحراف عنه) المكاسب: الشيخ الانصاري ص335.


    وهي ع** الإصرار على الذنب والجريمة ومن هذا المنطلق عرّفها علماء الاخلاق بقولهم: (هي ترك المعاصي في الحال والعزم على الابتعاد عنها في الاستقبال، وتدارك ما سبق من التقصير في حق الله وحقوق الآخرين).


    روي عن أبي بكير عن زرارة عن الإمام الباقر قال: (ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج من النكتة البيضاء نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد السواد حتى يغطّي البياض فإذا تغطّى البياض لم يرجع صاحبهُ إلى الخير أبداً، وهو قول الله عز وجل: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).

    ومعنى هذا إن الإنسان إذا تنبه قبل أن يستوعب الظلمُ والسوادُ القلب كلّه، ثم اختار منزلة اليقظة ودخل منزلة التوبة واستوفى شروطها، وعاد إلى حالته الفطرية الأصلية، وكأنما تنقلّب النفس إلى صفحة خالية من جميع الكمالات وأضدادها، وهذا ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).


    والملاك الذي شُرعتْ لأجله التوبة هو التخلّص من هلاك الذنب وبوار المعصية لكونها وسيلة الفلاح ومقدمة الفوز بالسعادة، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).


    ولا يزال الإنسان على ما نعرف من غريزته على نشاط الروح الفعالة وجدٍّ في العزيمة والسعي، مالم تخسر صفقته في الحياة، وإذا بدا له ما يخسر عمله ويخيب سعيه ويبطل أمنيته استولى عليه الياس وانسلت به أركان عمله وربما أنصف بوجهه عن مسيره آيساً من النجاح خائباً من الفوز والفلاح.
    فالتوبة هي الدواء الوحيد الذي يعالج داءهُ ويحي قلبه، وقد أشرف على الهلكة والردى.


    وللتوبة أركان وشروط، وهذا ما جاء في قول أمير المؤمنين الإمام علي لقائل قال بحضرتهِ (استغفر الله): (ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين، وهو أسم واقع على ستة معان:


    أولها: الندم على ما مضى.


    والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.


    والثالث: أنْ تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة.


    والرابع: أنْ تعمد إلى كل فريضة عليك ضيّعتها فتؤدي حقّها.


    والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبهُ بالإحزان حتى تلصق الجلد بالعظام وينشأ بينهما لحمٌ جديد.


    والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول استغفر الله.


    فهذا الحديث يشمل على ركنين من أركان التوبة هما الندامة والعزم على ترك العودة إلى الذنب وعلى شرطين للقبول هما:


    الأول: إرجاع حقوق المخلوق لأهلها، والثاني: أداء حقوق الخالق سبحانه.


    وأما الأمران الأخيران فهما من شروط كمال التوبة، أي أن التوبة الكاملة لا تتحقق ولا تقبل من دونهما.
    وهذا ما أراد أن ينبهنا إليه الإمام السجاد من خلال هذه الدعائيات والمناجيات، فلقد أنار بأدعية الصحيفة السجادية العقول وأيقظ الأُمة من سباتها وحررها من جمودها، فهي كالقبس المنير استلهم فيه التراث المحمدي العلوي والفكر الحسيني ورشده وإصلاحهِ وهديهِ.

    ____________
    نسألكم الدعاء






  2. #2
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: April-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 39 المواضيع: 6
    التقييم: 2
    آخر نشاط: 18/April/2012
    يسلمو على الموضوع

  3. #3
    من أهل الدار
    العراقي
    تاريخ التسجيل: March-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 18,253 المواضيع: 1,771
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 7656
    مزاجي: HOT
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: القاسمه الله
    موبايلي: sony z2
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى last samurai
    سلمت يداك اختي اريج الولاية تقبلي تقيمي البسيط

  4. #4
    من أهل الدار
    حيـدرية الهــوى
    شكرا لك بنت واسط على حضورك المميز
    تحياتي

  5. #5
    من أهل الدار
    حيـدرية الهــوى
    شكرا اخي ساموراي على تواجدك المبارك
    جل احترامي لك

  6. #6
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: April-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 342 المواضيع: 64
    التقييم: 59
    مزاجي: متفائل
    أكلتي المفضلة: القناعة كنزا لايفنى
    موبايلي: نوكيا
    آخر نشاط: 23/October/2012
    بارك الله فيك

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: بلا ما تعرفون
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 12,046 المواضيع: 1,766
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2527
    موبايلي: n96i
    آخر نشاط: 8/December/2012
    جزاك الله خيرا وبارك فيك غاليتي

    دمت بود

  8. #8
    من أهل الدار
    حيـدرية الهــوى
    شكرا لكم لطيب الحضور
    بارككم الله ورعاكم
    تقديري لكم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال