انخرط جورج في القراءة عن المسيحية، كان تركيزه على موضوع صحة العهد القديم والجديد وما أضيف إليهما، شعر بأنه كان يتحاشى هذا الموضوع لحساسيته، لكن لا بد من الولوج فيه وبعمق؛ ليتأكد من صحة كتابه المقدس، فمن أصعب الأمور أن يبقى الكتاب المقدس لدينا مثارًا للشك. استمر جورج يقرأ حتى جاء الغداء، فتناول غداءه وهو يقرأ.. مرت عليه الممرضة لقياس درجة الحرارة، وهو منهمك في القراءة، فقالت له:


كأنما أنت طالب لديك اختبار! هههه، نعم أنا طالب في مدرسة الحياة، واختباري إمّا أن أنجح؛ فأكون سعيدًا، أو أفشل؛ فأكون تعيسًا. تبدو فيلسوفًا! المهم أن أنجح في الاختبار. النجاح في اختبار الحياة صعب، أكثر الناس ـ للأسف ـ يرسبون فيه. لماذا؟ لأنهم يريدون أن يرسبوا، ولا يريدون أن ينجحوا. إما أنك تتفلسفين، أو أنك تخالفين الواقع بطريقة غريبة. بل أتفلسف، هل تسمح لي أن أنصرف فلدي عمل.


ابتسم جورج مندهشًا من طريقتها في الكلام، وكيف ترمي بفلسفة عميقة، ثم تنهي حديثها وتمضي بسرعة.. ما معنى أنّ غالبية الناس يريدون الرسوب في اختبار الحياة، هل يعقل ذلك؟! على كل حال هي موجودة معه في المستشفى، وسيستفسر منها عن ذلك متى ما رآها.. دخل توم على جورج وهو مستغرق في القراءة.. فلم ينتبه له جورج، حتّى وقف بجواره وربت على كتفه مبتسمًا..

ولبقية الرواية
ووصولك الى السعادة فى الدنيا