كساء الكعبة المشرفة
في أطهر بقاع الأرض قاطبة عند بيت الله الحرام بمكة المكرمة تقف الكعبة الغراء شامخة بكساءها الشهير المحفور بفؤاد كل مسلم على وجه البسيطة .
وتعتبر عملية كساء بيت الله الحرام من أهم مظاهر التبجيل والتشريف والتعظيم لهذا البيت في نفوس المسلمين والتي جعل من يوم تغيير كساء الكعبة المشرفة يوماً إحتفالياً ذا أهمية كبيرة ينتظر من العام إلى العام بمنتهى الشوق ويلاقى بمنتهى الحفاوه
ويتكون كساء الكعبة المشرفة من خمس قطع تغطي أربعة منها أوجه الكعبة الأربعة في الإتجاهات الأربعة، أما القطعة الخامسة فتوضع على باب الكعبة ويصنع الكساء كاملاً من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود, ويبلغ إرتفاع الثوب 14 متراً ويوجد في الثلث الأعلى منه حزام يبلغ عرضه 95 سنتمتراً وطوله 47 متراً ويتألف من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع بالزخارف الإسلامية والآيات القرآنية .
وعلى مر العصور و من شتى بقاع الأرض وتقديراً لمكانة الكعبة المشرفة قام الأمراء والحكام بإرسال أنواع الكساء المختلفة و تقديم الهدايا، وكلما جاءت كسوه طرحت سابقتها إلى أن جاء قصي بن كلاب, ففرض على القبائل كساء الكعبة سنوياً كنوع من أنواع رفادة البيت الحرام، وما زالت قريش تقوم بكسوة الكعبة حتى زمن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وهو أبو خالد بن الوليد وكان من الأثرياء، فقال لقريش أكسو الكعبة وحدي عاماً و قريش عاماً فوافقت قريش، وسمي بذلك العدل, لأنه عدل بفعله قريشاً كلها, وأول إمرأه كست الكعبة في الجاهلية هي نبيلة بنت حباب أم العباس بن عبد المطلب عم رسول الله، وكانت قد نذرت ذلك
.
وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة بكساء الكعبة، فكساها هو وأبو بكر الصديق بالثياب اليمنية، ثم كساها عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان بقماش القباطي المصري وهي أثواب بيضاء رقيقة كانت تُصنَع في مصر, وعندما تولى عمر بن الخطاب إمارة المؤمنين كتب إلى عامله في مصر لكي تحاك الكسوه بالقماش المصري المعروف بالقباطي وقد تعددت أماكن صناعة الكسوه من مدينة إلى أخرى حتى إنتهى الأمر بها إلى مدينة القاهرة بحي الخرنفش في عام 1233هـجريه
استمرت دار الخرنفش حتى عام 1962 ميلاديه فى صناعة كساء الكعبة وتولت بعد ذلك المملكة العربية السعودية شرف صناعتها بمصنع أمر بإنشاءه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز آل سعود