كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختم قيامه لليل بسؤاله النور من ربِّ العالمين، وكان يقول في دعائه -وذلك كما روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا». وكان يقول هذا الدعاء أحيانًا في آخر صلاته، وأحيانًا أخرى بعد انتهاء الصلاة، وأحيانًا ثالثة وهو في طريقه إلى صلاة الفجر، وجميلٌ أن يدعو المسلم ربَّه أن يرزقه النور؛ خاصة أن هذا الدعاء يكون في جوف الليل، والظلام شديد، وجميلٌ كذلك أن يتصوَّر المسلم أن الله سيرزقه النور في ظلمات يوم القيامة نظير عبادته له سبحانه في ظلام الليل، وهذا ما فهمناه من رواية الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قَالَ: «بَشِّرِ المَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ القِيَامَةِ». لهذا كان الرسول يدعو بهذا الدعاء الرقيق في هذا التوقيت، فلنحفظ هذا الدعاء، ولنحرص على ترديده في هذا الوقت. ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]. المصدر : كتاب " إحياء354 " للدكتور راغب السرجاني