بسم الله الرحمن الرحيم
السادة المشرفين على مهرجان الخطابة.. الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
موضوع الخطابة: لايُحسَبُ مُواطنٌ مِن دُونِ وَطَن !!
الحمد لله الذي فطرنا بأن الوطنَ أغلى شيء عندنا ..
وصلاةُ ربي وسلامُه على مُحَمَدٍ مُعِلمِ الأنسانية روح معناها بأن الأرض مَن مات دونها فهو مِن شُهَدائِنا..
سادتي الأكارم:كثيراً مَن تَغنى بهذه المفردة الشريفة عالية القَدرِعن حبهم من فنانين وأدباء فعبَّروا برسوماتٍ وكتاباتٍ تحكي روعة وجمال الوطن . فهل يستوون هم ومن قاتل دفاعاً عنه وعن كل غالٍ فيه ..؟؟
إنَّ الجودَ بالنفس أقصى غايات الجود!!
وفي خطبتي أيها السادة ..أ ُلفِتُ عِنايَتكم لأمرين:
أولهما- يجب أن نعرف معاني أحرف كلمة وطن ((الواو..الطاء..النون)) كي نعرف عما نحن مجتمعون لذكره ..
والثاني- من خلال تفسير حروفه ,, سيتبين لنا أسبابٍ تُضعِفُ همة هذا الحب وسُبل علاجه للعودة عن جفاء الوطن .
معرض الحروف:*فالواو :- واو المؤمنين به مَن بَنَوا مَعالم جُذورَه وأصالة حضارة آثار العظماء في بلادي .. فلا يصح اِن نتكلم بمجد وكبرياء مُستعرِضين تلكم البطولاتِ والقَوافي مالم نذكر فضلهم , فنحن بهم قد عُرِفنا وبهم نلنا العوالِي ..
*والطاء :- كل الطيبات التي طعمتها أمي وأرضعتها لي..فنشأت معي كلَ سمات الحب والحنان له..
فطاءُك ياوطن كم طيَّبَت نفوسا وطابت بخيراتِهِ .. وعطاءٌ دائم لانُحصي ثنايا نِعَمِ الله بهِ الا بعشقه والذود عنهُ..
واِلا فلن تُجدي الدُموعَ عن فَقده و إِن أستبدَلت العينُ..الدمعَ بالدما .. فلن تكون أنسانٌ أَحَبَّ وطَنِهِ..
عظَّم الله حُبك في النُفوس ..
لعَمري..أَيُحسَبُ مواطِنٌ مِن دونِ وَطن..!!
*وأخيراً نون الوطن :- هو نسب وأنتساب.. فنسبنا لأولئك الرجال الذين بنوا البلاد وعَمَروُهُ وصنعوا التأريخ لأصولنا ..
أما أنتسابُنا فللأرض التي عاشَ وماتَ أجدادنا الذين شَرِبوا من فُراتيه .. فورِثوا كل صفاتِ الغيرةِ والشَّهامةِ منهُ , وأكلوا مما زرعوا ولَبِسوا مانسَجَت غُزولِهِم..وذا سِرُّ تعلُقِهم بِأرضِهِم ..!!
فنحن أِذا لم نأكل مما نزرَعُ ولانلبسُ ما نَسِجَتهُ أيدينا .. فكأنما الطفل الذي لم يستَقي الرِّضاعَ من صَدرِ أُمِّهِ ..
فيكون ضعيف المناعةِ .. تَهُزَ بَدَنِهِ أيِّ وعكَةٍ وَزَكمةِ ..
أِذاً فلا حُب ولامُواطَنةٍ تَستَأثر قُلوبَنا وتَستَنهُضُ هِمَمَنا أِلا بصدق دعوتنا..
أِذاً .. لنونِه حَنَّت وَأَنَّت عليها الأرواحِ وبكت..
ثُمَّ غَنَّت مِن فَرطِ وَجدها .. كغناء الطيرِ من بَعدِ حُريَّتِهِ..حُبِسَ بِقفصٍ من ذهبٍ .. فَأُطعِمَ بلا رَواحٍ أو غُدُوٍ..أِلا أنَّهُ يَحِنُّ لحُريَّتهِ..
ألا فنون الوطن لايَزِنُها ثروات الأرضِ .. وَدُررِ الملوك وكنوزهم ..!!
فهذه هيَ عَظَمة حُب الوَطن..سلاما ياوطن..وتحيةً لَكَ ياعِراق..
ألاليت شعري يُقدِّمُ شيئاً..فجُرح العراقَ أدمى القوافي ..!!
والسلام على مَن جَعلِ بِلاده ِأرقى وطن ورحمة الله وبركاته
ــــــــــ أنتهت ـــــــــــ
أرجوا أنها قد راقت لكم
أخوكم
بلسم الورِّاق