روتانا
عندما يفكر السياح في التوجه إلى شرق أفريقيا، فإن جولاتهم السياحية تقتصر في الغالب على الانطلاق في رحلات السفاري في كينيا أو مشاهدة الغوريلا الجبلية في رواندا، إلا أن هناك العديد من المقاصد السياحية، التي لا تزال مجهولة في هذه المنطقة، مثل الاستمتاع بالكنوز الطبيعية، التي تزخر بها بوروندي الواقعة على بحيرة تنجانيقا، والتي تعتبر بحق من المغامرات الحقيقية للأفواج السياحية.
ومع ذلك يندر وجود الأفواج السياحية في غابات كيغوينا الكثيفة، التي تقع في جنوب بوروندي، وقال باسكال نيوكيندا، حارس المحمية الطبيعية، إن هذه المنطقة تستقبل أسبوعياً بين 10 و15 سائحاً.
وتشتهر هذه المحمية الطبيعية في الغابات المطيرة، التي تم تأسيسها عام 1954، بوجود الأشجار العالية والقرود والطيور الملونة والفراشات الرائعة، وتوفر للسياح فرصة الاستمتاع بأجواء المغامرة الحقيقية في الأحراش الأفريقية.
وأضاف باسكال نيوكيندا أن المحمية تزخر بالعديد من أنواع الثعابين، لكنها تظل عالقة على الأشجار؛ نظراً لأن الشمس لا تصل إلى الأرض بسبب الأغصان المتشابكة، ويصحب الحارس السياح عبر الغابة، ويقوم بدق الأرض، وإخلاء الطريق بواسطة سكين طويلة، وتمتد هذه المحمية الطبيعية على مساحة 3300 هكتار، وتصل إلى بحيرة تنجانيقا، التي تقع على الحدود مع تنزانيا والكونغو وزامبيا.
محمية فياندا
وعلى مقربة من غابات كيغوينا توجد محمية غابات فياندا، التي تعتبر من أهم عوامل الجذب السياحي في البلاد؛ نظراً لأنه يعيش بها حوالي 100 من حيوان الشمبانزي، وبخلاف ما حدث مع الغوريلا الجبلية في رواندا وأوغندا، فإنه لم تتم حتى الآن دراسة حيوانات الشمبانزي في بوروندي بدرجة كافية، حتى إن سكان بوروندي قد نسوا أن هناك شمبانزي يوجد في بلادهم.
وأشار كريستوف نديكونوا، من وزارة السياحة في بوروندي، إلى أنه ساد الاعتقاد بأنه تم قتل جميع حيوانات الشمبانزي خلال الحرب الأهلية، التي عصفت بالبلاد حقبة التسعينيات في القرن الماضي، إلا أنه تم اكتشاف هذه الحيوانات فجأة مرة أخرى خلال عام 2002، ويبدو أنها تتكاثر حالياً.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع العرقي في بوروندي، التي كانت مستعمرة بلجيكية في السابق، أدى إلى توقف حركة السياحة في هذا البلد الفقير لفترة طويلة؛ حيث كانت هناك صراعات دائمة بين الأغلبية من قبائل الهوتو مع الأقلية من قبائل التوتسي منذ حقبة السبعينيات من القرن الماضي، وقد راح مئات الآلاف ضحايا لهذه الصراعات، التي انتهت بتوقيع معاهدة السلام خلال عام 2000.
وأضاف كريستوف نديكونوا أن انتشار الأمن والاستقرار يعتبر من أهم الشروط لازدهار السياحة في بوروندي. ويبدو هذا البلد الأفريقي حالياً من الصفحة البيضاء وتفتح ذراعيها أمام منظمي الرحلات السياحية وأصحاب الفنادق للاستثمار في هذا المجال؛ نظراً لأن بوروندي تفتقر إلى كل شيء تقريباً، باستثناء المناظر الطبيعية الخلابة.
أجواء المغامرة
ويمكن للسياح في بوروندي الانطلاق في رحلات السفاري والاستمتاع بأجواء المغامرة الأفريقية في المنطقة، التي تقع في الشمال الغربي من البلاد؛ حيث توجد المحمية الطبيعية "كيبيرا"، التي تحتوي على العديد من النباتات والحيوانات، مع إمكانية زيارة قرية الأقزام "باتوا"، كما توجد محمية "روفوبو" في شرق بوروندي ويكثر بها المناظر الطبيعية، التي تحوي الجاموس والظباء.
ويوجد عدد قليل من المنتجعات السياحية على الشواطئ الرملية الناعمة، التي تنمو عليها أشجار النخيل، مثل منتجع ""بلو باي ريزورت"، الذي يقع على ضفاف بحيرة تنجانيقا، وفي هذا الفندق يمكن للسياح الاستمتاع بالأطباق البلجيكية والفرنسية اللذيذة، بالإضافة إلى بعض الأصناف المحلية مثل أسماك "موكيكي" الشهيرة والموز المقلي،
وفي ختام الرحلة السياحية إلى بوروندي لا يفوت السياح التوقف لفترة قصيرة عند صخرة في موغيري مكتوباً عليها "ليفينجستون -ستانلي 25-11-1871"، عندما التقى المستكشف الإسكتلندي ديفيد ليفينجستون والصحفي هنري مورتون أثناء اكتشاف روافد بحيرة تنجانيقا.