آذارُ ولَّى آذارُ ولَّى هارباً يرعودِه ..... لمَّا أطلَّ على الرُّبى نيسانُ فطوى عواصِفَهُ ولمَّ غَيومَهُ ..... ومضى، فلفَّ صقيعَهُ النسيانُ وأتى الربيعُ بدفئِه يُحيي الثَّرى ..... فترى الحقولَ تَزينُها الألوانُ فعلى التِّلالِ مشاتلٌ من زنبقٍ ..... ومن الورودِ حدائقٌ وجِنانُ وعلى السُّفوحِ مساكبٌ من نرجِسٍ ..... يزهو بها النَّسرينُ والريحانُ تتشابكُ الأزهارُ تنسجُ طرحةً ..... من كلِّ لونٍ ساحرٍ تزدانُ وحديقتي قد أزهرت أشجارُها ..... الخوخُ والليمونُ والرمانُ وإذا الصَّبا قد داعبتْ أغصانَها ..... ملأَ الجِوا بأريجِهِ البستانُ وترى الحياةَ تضجُّ في أرجائها ..... كلٌّ إلى رشفِ الشَّذا ظمآنُ فالنحلُ يرقصُ والفراشُ مرفرِفٌ ..... والطيرُ يصدحُ مغرمٌ ولهانُ فتخالُ أنك في النَّعيمِ منعَّمٌ ..... وتحفُّكَ الأشذاءُ والألحانُ من قبلي أنا حكمت نايف خولي