كد الفنان شريف منير أن مسلسله الجديد «ألف ليلة وليلة»، يعد العمل الأضخم إنتاجياً هذا العام، لافتاً إلى أنه يبرز تفاصيل جديدة تخص شخصية «شهريار»، معرباً عن تمنيه لعدم عرض المسلسل حصرياً على إحدى المحطات الفضائية دون غيرها فى رمضان المقبل، حتى يحقق العمل نسبة مشاهدة مرتفعة. «شريف» فى حواره لـ«الوطن» يكشف أيضاً أسباب ابتعاده عن السينما منذ آخر أفلامه «حلم عزيز» قبل 3 أعوام، ويوضح رأيه فى تكريم المنتج محمد السبكى لمساهمته فى توعية المجتمع المصرى من خلال أعماله، ويرد على تصريحات زميليه خالد أبوالنجا ومحمد عطية المناهضة للنظام الحالى، ويعلن موقفه من فكرة ترشح الفنانين للانتخابات البرلمانية.
■ ما الذى يميز «ألف ليلة وليلة» عن الأعمال الإذاعية والتليفزيونية التى تناولت الرواية نفسها؟
- الاختلاف فى طريقة التناول، فضلاً عن تركيز المسلسل على قصتين فقط، تدور أحداث كل منهما فى 15 حلقة، على عكس الأعمال المشار إليها فى سؤالك، التى تضمنت العديد من «الحواديت» فى حلقاتها، وتبدأ أحداث المسلسل من خلال شهرزاد «نيكول سابا» التى تسرد القصة الأولى على مسامع شهريار، لتوصل معلومات إليه تنبهه بأنه حاد عن الطريق فى إدارة حكمه للمملكة، ويجسد أبطال هذه القصة كل من أمير كرارة والتونسية عائشة بن أحمد، كما نستعرض لأول مرة مراحل نشأة شهريار بدءاً من طفولته وشبابه مروراً بفترة توليه الحكم بعد وفاة والده، ونبرز الأحداث الواقعة داخل القصر وطبيعة المؤامرات التى حيكت ضده.
■ كلامك ينبئ عن وجود إسقاطات سياسية داخل المسلسل فيما يخص ثورات الربيع العربى؟
- المسلسل يتضمن جوانب سياسية فيما يتعلق بالاستقرار والأمان والإحساس بالوطن، وأرى أن الجمهور سيربط هذه الجوانب بواقعنا الحالى، وتحديداً من خلال علاقة شهريار بشهرزاد ومعاونيه داخل القصر، حيث نسج المؤلف محمد ناير هذه الأحداث بحرفية شديدة، وشهد المسلسل تحضيرات هائلة من المخرج رؤوف عبدالعزيز، لدرجة جعلتنى أعتقد أنه جاء إلينا من هوليوود، وكلامى سيتضح للقارئ جلياً عند عرض «الميكنج» الخاص بالمسلسل، الذى سيبرز التقنيات التكنولوجية المستخدمة التى لا تقل عما يتم تنفيذه فى الخارج.
ما تقييمك للتجربة ككل فى ظل حداثتها بالنسبة إليك؟
- أعتقد أن «ألف ليلة وليلة» هو أفضل مسلسل قدمته فى حياتى، رغم اعتزازى بكل تجاربى التليفزيونية، ولكن إحساسى وأدائى لشخصية «شهريار» مختلف، وذلك لانتقالى من مرحلة عمرية لمرحلة أخرى، وأود أن أشكر شركة «سينرجى» التى تخطت فى هذا المسلسل كل الحدود الإنتاجية المتعارف عليها، مما يجعل «ألف ليلة وليلة» هو المسلسل الأضخم إنتاجياً هذا العام وسيكون خارج المنافسة، حيث ستُنفذ مشاهد الجرافيك فى 3 دول هى أمريكا وألمانيا ومصر، وتمت الاستعانة بمصممى معارك من الخارج لتقديم الحروب بشكل جديد، كما نتطرق لمواقع تصوير لم نتعرض لها فى مصر، وتلعب الملابس دوراً من أدوار البطولة فى العمل، وعلمت مؤخراً أن ملابس شهريار وحدها تكلفت 25 ألف دولار، نظراً لاستيراد أقمشتها من الهند، فضلاً عن دقة تصميمها وحياكتها، وبناء على كل هذه المعطيات أعد الجمهور بمختلف فئاته العمرية بالعديد من المفاجآت.
■ ألا ترى أن إسناد المسلسل للمخرج رؤوف عبدالعزيز فى أولى تجاربه الإخراجية مجازفة؟
- أجيد بطبعى قراءة ملامح البشر، وأدرك أن كل إنسان يراوده حلم يسعى لتحقيقه، ولكن تختلف درجة تحقيق الأحلام من شخص لآخر، وعندما جلست مع رؤوف وجدته شخصية نموذجية ومنظمة ومهذبة لأقصى درجة، ويجيد توجيه ممثليه بطريقة لائقة ومحترمة، كما أنه حرص على تقريب المسافات بين أسرة المسلسل من خلال عقده العديد من البروفات التحضيرية قبل بدء التصوير.
■ ما إمكانية تقديم أجزاء جديدة من «ألف ليلة وليلة»؟
- الشركة المنتجة تضع فى حسبانها تقديم أجزاء جديدة، ولكن هذه المسألة ستتحدد بناء على ردود أفعال الجمهور فى رمضان المقبل، فإذا حقق المسلسل مردوداً جيداً، فسيمثل هذا دافعاً قوياً لنا لتقديم جزء ثان وثالث، وإن كان محمد ناير قد انتهى فعلياً من وضع أفكار الجزء الثانى.
■ هل ابتعادك عن السينما بعد فيلم «حلم عزيز» كان بمحض إرادتك أم لأن الشاشة الفضية أعطتك ظهرها؟
- ابتعدت بإرادتى لأنى لم أكن راضياً عن بضعة أمور فى السينما، وتحديداً اللغة الحوارية المستخدمة، وكلامى ليس مقتصراً على السينما فحسب، وإنما يشمل الدراما التليفزيونية وبرامج التوك شو، فلابد من وقفة جادة أمام هذه الإشكالية، لأن الحوار المستخدم تخطى حدود الأدب وأصبح يفتقد إلى الاحترام والالتزام، لذلك اعتذرت عن كل الأفلام التى تلقيت عروضاً بشأنها، ومنها أعمال طُرحت بدور العرض ولم تحقق ردود أفعال جيدة، ولكن بالنظر إلى «حلم عزيز» مثلاً فتجده يحمل قيمة ورسالة ضمن أحداثه، وكان دورى مؤثراً فى الأحداث رغم صغر مساحته، ولولاه لما كان هناك فيلم من الأساس.
■ ولماذا لا تعتب على زملائك لتدنى مستوى الحوار فى أعمالهم؟
- زملائى ليسوا صغاراً ولكنهم كبار بدرجة تُمكنهم من التفرقة بين الصواب والخطأ، وربما يتهموننى بالتنظير أو إنى «عامل فيها أبو الأخلاق» فى حال عتابى لهم، ولكنى أرفض التعاون معهم ما داموا يقدمون هذه النوعية من الأعمال، وقد أعدل عن موقفى معهم فى حال توافر نص جيد يتضمن لغة حوارية هادفة، وحينها سأدفعهم على الأقل للارتقاء بذوقهم.
■ ما رأيك فى تكريم نادى «ليونز» للمنتج محمد السبكى لمساهمته فى توعية المجتمع من خلال أفلامه؟
- نادى «ليونز» ليس مؤسسة تابعة للدولة، ولكنه ناد مستقل كرم «السبكى» وغيره وفقاً لرؤية ووجهة نظر إدارته، إلا أننى أحسب لـ«السبكى» أنه أنتج فى وقت عزف فيه غيره عن الإنتاج، ولكن لدى تحفظات على بعض أعماله، فمثلاً محمد رمضان ممثل جيد جداً وأنا أحبه وأحترمه، ولكنى ألتمس له العذر لتقديمه أعمال غير جيدة نظراً لصغر سنه آنذاك، وبالتالى لم يكن يجيد اختيار أعماله، ووجد أن المعروض عليه بمثابة فرصة سانحة أمامه لوضع قدمه على طريق النجومية، ولكنى أقول له: «اِلحق اضبط نفسك وأنا عارف إنك هتعمل كده».
كيف استقبلت الانتقادات التى تعرض لها أوبريت «مصر قريبة» كأحد المشاركين فيه؟
- أى شخص يهاجم عملاً فنياً يروج للسياحة فهو «خائن»، وأوبريت «مصر قريبة» قُدم بغرض جذب السياح لزيارة بلدنا وإبراز محبة المصريين لهم، وبالتالى ليس هناك داعٍ للاعتراض عليه من الأساس، فهل تركز الأوبريت على السائح الخليجى وراء تلك الانتقادات؟ أود أن أسأل: ألم تكن دول الخليج بمثابة خير داعم لمصر فى ظروفها العصيبة؟ ألم يضع الخليج كل طاقاته وأمواله لمساندة مصر؟ أعلم جيداً أننا بمثابة صمام أمان لهم ولكل الدول العربية، ولكن السائح الخليجى بشكل عام مهم لنا، ولم يكن من المعقول أن نُظهر فى الأوبريت سائحاً فرنسياً أو أمريكياً.. إلخ، لأن هؤلاء السياح لا يأتون إلى مصر إلا لمشاهدة الآثار فقط، فلا نجدهم مقبلين على مشاهدة العروض المسرحية أو ركوب المراكب فى النيل.
■ وماذا تقول للمطرب محمد محسن الذى طرح قبل فترة كليب «مصر البعيدة»؟
- «الله يسهل له»، مصر بعيدة عنه ولكنها قريبة من جموع المصريين.
■ كيف ترى الأوضاع التى تشهدها مصر حالياً؟
- «فل الفل»، أشعر بتفاؤل شديد بالمستقبل، مع اتضاح حجم المؤامرات التى استهدفت مصر خلال الفترة الماضية، ومنها مثلاً غزو الدراما التركية التى كانت أحد المخططات لكسر الدولة وهدم الدراما المصرية، بدليل انجذاب المصريين إليها على حساب متابعة مسلسلاتنا المصرية، مع الأخذ فى الاعتبار أن الدراما التركية «فاشلة» من الناحية الفنية، لأن المشاهد يجد نفسه أمام ممثل يقدم أداءً تمثيلياً مقترناً بأداء صوتى لشخص آخر، مما يجعله ينفصل عن الشخصية والعمل ككل.
■ ما رأيك فى التصريحات العدائية التى أطلقها خالد أبوالنجا ومحمد عطية بحق النظام الحالى؟
- «زعلان منهم»، ولم أتوقع إدلاءهما بمثل هذه التصريحات فى هذا التوقيت، خاصة أن مصر تسير نحو طريق التقدم والخير، وبالتالى اعتراضهما أمر مثير للدهشة، وأود سؤالهما: «هل كان سينتابكما شعور بالفرحة إذا أصبحت مصر مثل العراق أو سوريا أو ليبيا؟»، هذا وقت الاصطفاف حتى ولو اختلفنا فى الرأى، فلابد من تنحية هذا الاختلاف جانباً حتى نصل إلى بر الأمان، وعلينا أن نتوحد جميعاً لمنع غزو العدو لبلادنا، وألا نسمح لأى شخص بالإساءة إلى الرموز والقامات المصرية.
■ هل توافق على فكرة ترشح الفنانين للانتخابات البرلمانية أمثال سما المصرى وخالد يوسف وغيرهما؟
- لست معارضاً لمسألة ترشح الفنان للبرلمان، ولكن يظل السؤال: من هو المرشح؟ وما الفكر الذى يهدف لتحقيقه؟ وما أبعاد خلفيته الثقافية والسياسية؟ عندما أجد سما المصرى ترشح نفسها للبرلمان فهذا سيدفع ذاكرتى لتذكر كليباتها وبالتالى «هسمع إيه منها فى البرلمان؟»، أطالبها بالابتعاد عن المشهد الانتخابى رغم تأكدى من حبها لمصر، ولكن الطريقة التى اتبعتها منذ بداية ظهورها على الساحة تدفعها لترك كرسى البرلمان لغيرها، أما خالد يوسف فدعنا ننتظر ما سيقدمه ولعله يكون خيراً.
■ ألا يراودك التفكير فى الترشح للبرلمان مستقبلاً؟
المصدر
رد مع اقتباس
