يُعكر صفوي ما أداريه في سر ي
|
|
صباباتُ قلب ضاق من لوعة الصد ر
|
فصدري كقلبي بالحنين معبأ
|
|
وبينهما عمري يسير إلى القبر
|
وعشرون لا تبلي لدى غير ذي هوى
|
|
وليست تبل الريق أصلاً لدى غيري
|
هي العمر مفتوح النوافذ والكوى
|
|
على السعد محكوم الرتاج على القهر
|
فلا همّ فيها غير منفرج و لا
|
|
أسى غارساً أظفاره في فضا الفكر
|
ولو لم أصفد بالعزيز من النهى
|
|
لكنت ككل الهاربين إلى السكر
|
تراهم وفي الصحو انشقاق وجفوة
|
|
وفي الحان عشاق يذوبون بالخمر
|
فيا قلب كم جربت منهم مواليا
|
|
أعان عليك الدهر في صولة الغد ر
|
وكم من حبيب كنت سرّ ائتلاقه
|
|
كما البدر سرّ السحر في الكوكب الدري
|
وكم من فتاة كنت فيها متيماً
|
|
فزادتك يتماً فوق ما فيك من قهر
|
كأني أربي النفس للموت خائفاً
|
|
من الموت أن يسري إليها ولا يسري
|
إذا ضاقت الأرجاء أي حبيبة
|
|
وإن رحبت يوماً تعود إلى الهجر
|
كطير يؤم العش في ظلمة الدجى
|
|
وينآه إن لاحت خيوط من الفجر
|
تربي بقلبي كل موجدة بها
|
|
فيمسي بها عني ضليلاً ولا يدري
|
وتأخذ قلبي من دفيء ضلوعه
|
|
وتلقي به سحراً كسحر الهوى العذري
|
فينمو اشتياق حارق صوب مهجتي
|
|
ويقوى فلا تقوى عليه يد الدهر
|
ونار اشتياقي ليس يخمدها لقاً
|
|
فما كانت اللقيا لتطفئ من جمري
|
أراها بعين الأم تزهو بطفلها
|
|
وأخشى عليها الحب يشقى به غيري
|
وأجعل من قلبي رداء يلفها
|
|
وأصنع قلباً في خيالي من الصخر
|
وأدنيه من صدري لأنسى غرامها
|
|
فيفنى بها صخر فكيف به صدري
|
تسلت بحبي مذ سللت بحبها
|
|
وتسري بنفسي كالهواء الذي يسري
|
ومن غدرها والدهر أمشي تقهقراً
|
|
فلله كيف الثلج يقوى على الجمر
|
ومن جرب الأيام يدرك أنني
|
|
ثقيل عليّ الكر في زمن الفر
|
يعكر صفوي أن أرى طيفها سرى
|
|
وليس بوسعي أن أراه ولا أسري
|
وكيف سأسري ولسقام مكبل
|
|
فؤادي وسكين مطوقة نحري
|
وكيف وحزني لا يزال يشدني
|
|
إليه وإن أرخى فللمد لا الجزر
|
وجسمي من الوهم المبرح مقعد
|
|
على مقعد الوهم المسوى على قبري
|
يكاد أسى قلبي يذوب من الأسى
|
|
وقهر فؤادي أن يشيب من القهر
|
ويأسي يكاد اليأس يشنق ظله
|
|
ويوشك عمري أن يصير بلا عمر
|
غرام لعمري مثل طيش مراهق
|
|
إذا التاع يبكي غير ساع لما يبري
|
دعينا من الأيام كيف تصرفت
|
|
فلا أنت تدرين الحياة ولا أدري
|
ولسنا بحكام البلاد ولا أسى
|
|
فها هم ولاة الأمر خلو من الأمر
|
أيا ابنة عصر دون كل عصورنا
|
|
إذا الليل أرخى الستر توقي إلى"العصر"
|
وإن ضاق هذا الليل قومي إلى الضحى
|
|
فإن قيام الليل جزء من البر
|
وصبي خمور الحب نشربها معاً
|
|
ونحيي بها ميت العظام على الجمر
|
فليس كجمر الحب جمر محبب
|
|
إلي وحب الجمر غي لدى غيري
|
وليس لهذا الليل معنى إذا انقضى
|
|
ولم يجمع العشاق دن من الخمر
|
وغطي عظامي بالرقيق من الندى
|
|
يعيد انبثاقي من أصابعك العشر
|
ونامي بقربي كي أنام لليلة
|
|
وأحلى نجوم الليل يزهو بها حجري
|
وهزي بجذعي تستفيق خواطري
|
|
ويساقط الموت المعشش في صدري
|
وإما اشتهيت الموت هصراً فها أنا
|
|
تؤوق إلى جسم يتوق إلى الهصر
|
فأي انبعاث كان غير مؤمل
|
|
وأي ارتماء جاء في لحظة الكفر
|
وأي محب يختلي بحبيبه
|
|
ويغنيه عن وصل فتات الهوى العذري
|
فما دام هذا الليل يستر عرينا
|
|
تعري وشديني إليك بما يغري
|
بوجه طفولي المعالم رائق
|
|
يعيد بروحي الطفل يبكي على عمري
|
وعينين بين البحر والسهل راقتا
|
|
فقلبي كورد السهل يحيى على البحر
|
وشعر كشعر اليوم أضحى محرراً
|
|
خيوطاً من الأسرار باتت بلا أسر
|
ونهدين لي كونا بل تقدرا
|
|
على قدر شهواتي فجاءا على القدر
|
فحلي عرى النهدين ثغري لحلمة
|
|
وعيني لأخرى يستعد لها ثغري
|
وغيبي عن الوعي المقيد شهوتي
|
|
فإما حرمنا الحب صحواً ففي السكر
|
ولا تستفيقي قبل يوم نشورنا
|
|
فما كان هذا العمر أحلى من القبر
|