هذي القصيدةُ خَتْمُ قَلْبٍ آثِمِ
فَيَميسُ مزْهُوًّا بِقُربِ خَواتِمي...
دُرَرُ الكلامِ تشابَهَتْ أَقْدارُها
زَهْرٌ تَسَرْبلَ عِطْرُهُ بِكَمائِمي
بَحَرَتْ بِعَيْني ما تلألأ جَفْنُها
كَنَفيسِ حرفٍ مُكحَل ليَ باسمِ
ما كنتُ أرهَبُ نارَ خدٍّ كالورى
أعمى يُرَوِّعُهُ بِرِمْشٍ ظالِمِ
هذا الذي سَكَنَ القَوافي هُيَّماً
يَعْتاشُ من كَلِمٍ وقلبٍ حالِمِ
سقَّى الفؤادَ بِدَمْعِ عيني حاطِماً
زَهْوَ الحياةِ ،وليلَ عِشْقٍ ساهِمِ
وَعَدَوْتُ نَحوي حينَ قَضَّ مَضاجِعي
ما طَعْمُها شَفَةٌ وما من لاثِمِ
من يَشْتهي أَرَقي، يُواسيني بِهِ
كقصيدةٍ كُتِبَتْ بِحبرٍ صائِمِ
ووعدتني وَسْعَ المَباهِجِ فرحةً
فَتَذُرُّها مُقَلي بِرُمْدٍ ضارِمِ
وشَمَمْتُ أنْفاسَ الرَّبيعِ بِعِطْرِهِ
يَذْري الفؤادَ بِبَوْحِ ثغرٍ ناقِمِ
وإِذا الوُرودُ تَنَهَّدتْ في رِقَّةٍ
عَطِرَتْ أنامِلُهُ بفيضِ مواسمي
فَتَورَّدتْ مِنْهُ الخُدودُ وقد قسا
هِيَ وُرْقُ نَخْلٍ أو نُواحُ حَمائِمِ؟!