هل رأيتم يوماً راقصاً يلعب كرة القدم ؟ لقد كنت محظوظاً أني شاهدت راقص سامبا يداعب الجلد المدور . أعتقد أن كثيرين مثلي
عاشوا في زمن الساحر رونالدينيو ، هذا اللاعب الذي لا يمكن للمرء أن يكرهه ، فعندما يبتسم لا يمكننا سوى رد الإبتسامة . رونالدو دي اسيس موريرا يتمتع بموهبة إستثنائية ، موهبة قل نظيرها ، فيشار إليه اليوم كأحد العظماء في تاريخ الساحرة المستديرة .
نجم برشلونة السابق إستطاع جذب انظار الكرة الأرضية بأسرها بفضل تمريراته المتقنة التي لا يعرف سرها سوى رونالدينيو ، دون أن ننسى مهاراته المرعبة و فنياته السحرية التي جعلت البعض يرى أنه من كوكب آخر ، فهو يأخذنا إلى عالم آخر كلما لامست قدماه الكرة . لقد جعلنا نحلم عند مشاهدته يلعب، فنشعر لوهلة اننا نشاهد فيلماً خرافياً عنوانه السحر .
تألق "روني" مكنه من حصد الكرة الذهبية عام 2005 و جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم عامي 2004 و 2005 ، بعد قيادته البارسا للظفر بالدوري الإسباني لموسمين متتاليين و التربع على عرش أوروبا موسم 2005-2006 اثر فوز البلوغرانا على ارسنال في نهائي دوري الأبطال ، و مشاركته الناجحة مع منتخب بلاده الفائز بكأس القارات عام 2005.
و بالحديث عن المنتخب البرازيلي ، لقد شرف رونالدينيو القميص الأصفر و ساهم في انجازات حقبة الظاهرة رونالدو ، لولا هدفه الأسطوري في مرمى سيمان ، لما كانت وصلت السيليساو إلى نهائي العرس العالمي! أما أكبر خيباته في مسيرته الدولية الحافلة ، فكانت في مونديال 2006 ،حيث دخل "الأوريفيردي" مرشحاً فوق العادة للظفر باللقب العالمي ، غير أن الساحر لم يكن في الموعد و خرج مذلولاً مع رفاقه من مونديال ألمانيا . بعد وقوعه في مشاكل عديدة مع مدرب البارسا فرانك رايكارد ، حط راقص السامبا الرحال في ميلانو ، و كان ديربي الغضب أفضل مناسبة له لكسب قلوب الروسونيري ، فقد سجل هدف الفوز الوحيد عن طريق رأسية مدوية اثر عرضية مواطنه كاكا في شباك الغريم التقليدي نادي الإنتر .
قال زميله السابق في برشلونة الأيسلندي غوديونسن أنك عندما تلعب بجوار رونالدينيو ، ما من امر يفاجئك ، فهو يستطيع حتى أن يجعل الكرة تتكلم في يوم من الأيام .
ما يعاب على رونالدينيو افراطه في الشرب و ادمانه على السهر والنساء . سلوكياته السيئة كلفته غالياً ، فلم يعد مرغوباً فيه في عاصمة الموضة خصوصاً بعد زيادة وزنه ، ليعود إلى وطنه الأم و يطرب مجدداً أبناء بلده ، لكنه كان يستطيع أن يبقى في القمة مدة أطول لو كان أكثر إنضباطاً ...
انتهت مسيرته الدولية و في جعبته 33 هدفا في 97 لقاء و ولت أيامه ، إلا أن بريقه لم يخفت تماماً ، فكلما رأيناه يراقص حبيبته المستديرة ، كلما شعرنا بفرحة مميزة .
لن أطيل بالكلام ، فعندما نتحدث عن لاعب بحجمه و تاريخه ، لا يمكننا أن ننصفه مهما كتبنا و أشدنا به ، يكفي أنه أفضل من يجسد متعة كرة القدم...
منقول