البصرة تقرر إعادة بناء بيت السياب
أعلنت الحكومة المحلية في البصرة، السبت، عن تخصيص نحو 500 مليون دينار لإعادة بناء البيت الذي ولد ونشأ فيه الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، لتحويله إلى منتدى ومتحف يحملان اسمه، فيما رحبت عائلته بالمشروع.
وقال مستشار محافظ البصرة لشؤون السياحة والآثار هاشم محمد علي العزام إن "الحكومة المحلية قررت تخصيص نحو 500 مليون دينار لإعادة بناء البيت الذي ولد ونشأ فيه الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، مع تحويله إلى منتدى ومتحف يحملان اسمه"، مبيناً أن "المشروع صادق عليه مؤخراً مجلس المحافظة، ومن المؤمل أن تباشر بتنفيذه هيئة الآثار والتراث بعد أشهر قليلة، مع الحفاظ على تصميم البيت ومواصفات بنائه".
واضاف العزام الذي كان مديراً لمفتشية الآثار والتراث في البصرة أن "فكرة تطوير بيت السياب تعود إلى بداية الثمانينيات، عندما قامت ترميمه هيئة الآثار والتراث إلا أنه هدم وفقدت أبوابه وشبابيه من جراء توغل الجيش في المنطقة خلال الحرب العراقية الإيرانية"، مشيرا إلى أن "وزارة الثقافة شرعت في العام 2002، باعادة تأهيل البيت، لكن المشروع توقف في العام 2003 قبل أن ينجز بسبب نشوب الحرب الأخيرة، ثم تعرض إلى النهب والتخريب".
وأكد العزام أن "بيت السياب يعتبر من البيوت الأثرية كونه انشأ في العام 1800، وبحسب قانون الآثار فان المباني التي يعود وجودها إلى ما قبل 200 سنة تعتبر مواقع أثرية، وما دونها تصنف على أنها تراثية إن كانت تتميز بمواصفات معينة".
يشار إلى أن بيت السياب يقع في قرية جيكور ضمن قضاء أبي الخصيب، نحو 20 كم جنوب مدينة البصرة، وتبلغ مساحة البيت 838 متراً مربعاً، والبيت كان قبل أن ينطبق عليه قول السياب في إحدى قصائده (خرائب فانزع الأبواب عنها تغدو أطلالاً) يتكون من طابقين، ويضم الطابق الأرضي ثماني غرف متجاورة يتوسطها فناء، كما كانت تحيط به بساتين لأشجار النخيل وأنواع من الفواكه تمتلكها اسرة السياب، إلا أنه محاط حالياً بعدد من البيوت من جراء الزحف العمراني.
من جانبه قال ابن عم الشاعر عبد الحميد السياب إن "بيت عائلة السياب الذي ولدنا فيه أنا وبدر ظل متروكاً منذ أن قررت وزارة الثقافة استملاكه عنوة ومقابل مبلغ زهيد في العام 1969"، موضحاً أن "اسرة بدر تأمل منذ فترة طويلة بتنفيذ مشروع يقضي بجعل البيت متحفاً ومزاراً للأدباء والشعراء لكن تلك الآمال تبددت بمرور الوقت".
وأكد ابن عم الشاعر أن "بدر كان متعلقاً عاطفياً ببيت عائلته، وعنه كتب قصيدة (دار جدي)"، مشيرا إلى أنه "لم يكن خلال وجوده في البيت تعيساً أو فقيراً كما يتصور البعض، اذ انه عاش فيه مترفاً ومرفهاً وسعيداً، ولكن خوضه بالسياسة تسبب له فيما بعد بمعاناة كبيرة، وقبل سنوات قليلة من رحيله عاش حياة مأساوية من جراء المرض".
ودعا عبد الحميد السياب إلى أن "يتضمن مشروع إعادة بناء البيت تأهيل نهر (بويب) الذي ذكره السياب في بعض قصائده"، مؤكداً أن "بويب كان قبل أن يجف ويندثر عبارة عن نهر صغير في قرية جيكور يتفرع من نهر العذارى المتصل بشط العرب".
يذكر أن بدر شاكر السياب يعد أبرز رواد حركة الشعر الحر في العراق، وعلى المستوى العربي، وقد ولد عام 1926 في قرية جيكور، وهو ينحدر من عائلة بصرية ثرية وذات وجاهة اجتماعية كبيرة، ودرس اللغة العربية ومن ثم الإنكليزية في دار المعلمين العالية في بغداد، وعمل مدرساً ومن ثم موظفاً إدارياً في مؤسسات آخرها مصلحة الموانئ العراقية، وتوفي داخل المستشفى الأميري بالكويت عام 1964 بعد صراع مرير مع المرض، ودفن جثمانه بمقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير، ومن دواوينه التي نشرها في حياته أزهار ذابلة، غريب على الخليج، الأسلحة والأطفال، حفار القبور، والمعبد الغريق.
وكالات