قبل أن تتحول اليمن إلى فوضى على أيدى الحوثيين والميليشيات التابعة للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، كانت حياة «آسر المغربى» تسير على ما يرام، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وأصبح اليمن فجأة ساحة حرب يعيش فيها المصريون. «آسر» كان من القلائل المحظوظين الذين تمكنوا من العودة، عاد بصحبة أسرته الصغيرة، غير مصدق لنجاتهم من ويلات الحرب، ليطبع قبلة على أرض مصر فور نزوله مطار القاهرة.
ما زال «آسر» لا يشعر بالراحة، بسبب بقاء أصدقائه المصريين فى اليمن، حيث يخشى عليهم ويتمنى رجوعهم مثله، لكن ليس بيده شىء: «صاحب الشركة اللى كنت بشتغل فيها لبنانى، قال لى: هات أرقام الجوازات والجنسيات بتاعتكم هندخلكم من السفارة اللبنانية، وحط اسمى تبع الأمم المتحدة، وسهل لى الأمور».
«أصدقائى بيكلمونى بيستغيثوا عشان مش عارفين يرجعوا، عُمان فاتحة سفارتها وبترحل مواطنيها، والأردن كمان عملت نفس الحكاية إلا مصر، الناس بتستغيث هناك وماحدش سائل». قالها «آسر» الذى يحمل هم المصريين العالقين هناك: «أنا كنت فى منطقة فج عطان المشتعلة بالقصف، شاهدت الدمار بعينى، ونفسى المصريين يرجعوا لبلدهم قبل ما الأوضاع تسوء أكتر».
وتلقى «آسر» اتصالات يومية من أصدقائه يعبّرون فيها عن خوفهم، منهم صديق عمره «أيمن أبوبكر» الذى فرّقته عنه المسافات بسبب الحرب.
المصدر