تتمتع اللغة العربية من بين لغات العالم بثرائها وسحرها الذي أبهر الغرب قبل الشرق، فاللغة العربية بمفرداتها الجذابة وأصوات حروفها التي تلامس الروح والقلب كانت الشغل الشاغل للكثير من علماء الحضارات واللغات، مما أعطاها المكانة العُليا والرصانة، رغم ذلك لم تسلم من غزوات الزمن التي باتت في كل عصر تنحت من خاصرتها لتهز تلك الرصانة وتفك التلاحم الشديد بينها وبين أبنائها، لكن كبار هذه اللغة من أدباء وشعراء تغنوا بها وبجمالها وقوتها، تغنوا بعشقهم لها وارتباطهم بها، لاسيما أنها لغة كتاب الله الذي أنزله من خلال وحيه على نبيه خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدتي ترصد ما قاله بعض الشعراء والأدباء العرب فيها.
• فقد قال جاك صبري شماس في قصيدته «أشرف اللغات لغة القرآن الكريم»:
لغـة حبـــاها الله حرفـاً خالداً فتضوعت عبقاً على الأكوان
وتلألأت بالضـاد تشمـخ عـزةً وتسيل شهداً في فم الأزمـان
فاحرص أخي العربي من غدر المدى واغرس بذور الضاد في الوجدان
ما كان حرفكِ من «فرنسا» يُقتدى أو كان شعركِ من بني «ريفـان»
ولئـن نطقت، أيا شقيقي، فلتقـل خيـر اللغات فصاحة القـرآن
• الشاعر الكبير «علي الجارم» بالفصحى:
يا بنة الضادِ أنتِ سرٌّ من الحسن تجلـى على بني الإنســــان
لغة الفن أنتِ والسحر والشـعر ونورُ الحِجَى ووحيُ الجنانِ
• الشاعر الدكتور «عبده بدوي»:
وكنتِ قصة فرسان قد انهمروا وأصبحوا والأماني عند ميعـادِ
حتى تدفق فيكِ الوحي مبتهجاً فأصبح الكونُ، كل الكون، في الضادِ
اللهَ يا فجرها فاضت قداستـه بالنور في «كعبة» بالشعر في «النادي»
• مصطفى زقزوق، في قصيدته «اللغة العربية»:
منحتكَ ما عندي، فلم يبقَ غيره خلائقُ من نُبلٍ وأمجاد غابري
وفوق جبيني أمـةٌ عربيــةٌ مُفاخرةٌ بالضادِ عن لهو ساخرِ
• حافظ إبراهيم، يرثي حال الفصحى:
وسعتُ كتاب اللهِ لفظاً وغايـةً وما ضقتُ عن آيٍ به وعظـاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ وتنسيق أسمـاء لمخترعـاتِ
أنا البحرُ في أحشائه الدّرُّ كامـنٌ فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
• عثمان قدري مكانسي:
لله درُّ لسـان الـضاد منـزلة فيها الهدى والندى، والعلم ما كانـا
• قال أحمد شوقي :
إنّ الّذي ملأ اللغات محاسناً جعلَ الجمالَ وسرّه في الضّــاد