هنالك وعلى تلك الأرصفة،المليئة بقعقعة أحذية المارّة، آدميون مثلنا يفترشون أرصفة الشوارع، لتقول لنا نحنُ هنا وإن لم تقلها ألسنتنا قالتها عيوننا... وجوهنا الشاحبة فقرنا المعذِب، إقرأ وجوهنا ستجد لكل منا حكاية ألف ليلة وليلة، فشهريارنا غالبه الكرىفراح يرقد سريرا مرصعا سائغا وقد رقد فلم يعد يبالي بما تقوله شهرزاده، تعرفنا من آهنا المرسومة على شفاهنا الذابلة عطشاً وخمص بطوننا التي مزقها رغيف خبزِ وفتات موائد أثلج آنيتها زمهرير برد كانون، ستجدنا وستعرفنا من نشيج صوتنا وحشرجة حناجرنا ستقرأنا ونحن نلم أو جاعنا وقد أعيتنا الحيلة فإلى من الشكوى،والى من النجوى، اترى يسمعون وجعنا، ينظرون الى غبار وجوهنا التي اغبرتها أحذية الأغنياء.
تحياتي