الكنة والعمة (الحماة) ... مشاكل وحلولتعتبر العائلة نواة المجتمع وتتكون عادة من الاب والام والابناء وفي مجتمعنا الشرقي تتمتاز العائلة بتعدد الابناء والاستقرار بنفس الدار لاسباب كثيرة منها المادية وازمة السكن ومنها الحفاظ على الترابط الاسري والاجتماعي وهذا يؤدي بدوره الى كثرة المشاكل بسبب عدم توفر الجو الملائم للزوجة او خوف الام من فقدان السيطرة على الابناء وخروجهم عن طاعتها وغيرها وقد تكون للغيرة الاثر الاكبر في هذه المشاكل .
أهم اسباب المشاكل بين الكنة والام للزوج "المشاكل والحلول بين الكنة والعمة (الحماة)
ولو نظرنا لهذه الاسباب المشاكل نجدها ليست صعبة الحل وانما بقليل من التنازلات من الطرفين قد يؤدي للوئام والمحبة .
ولنتعرف على أهم اسباب المشاكل بين الكنة والام للزوج العمة (الحماة) :
1. عامل المنافسة بين الزوجة (الكنة ) والام للزوج (العمة ) على الزوج من الناحية النفسية حيث تشعر الام بانها سوف تفقد ولدها وفي نفس الوقت تشعر الزوجة بانه ملك لها .
2. عوامل اقتصادية تؤثر من الناحية المعيشية على كلا الطرفين حينما يكون دخل الزوج او الابن محدود .
3. عوامل اجتماعية ونفسية فيما يخص قرابة الزوجة والعمة من ناحية او عدمها وكذلك ادارة المنزل من ناحية اخرى .
4. اسباب اخرى مثل تسلط الام على المنزل (انانية الام ) اوانانية الزوجة وعدم رضوخها لقوانين الاسرة الجديدة او هناك اطراف اخرى في العائلة ( اخوات الزوج او الزوجة ) تولد النزاع او تشحنه بين العمة والزوجة .
5. عدم قدرة الزوج على التوفيق بين استرضاء الام او الزوجة في آن واحد وكذلك ايضا انانيته في التقرب والتودد من الزوجة فقط على حساب الام وقد يكون لعمر الام ( العمة ) اسباب اخرى للمشاكل والمتاعب منها نفسية والشيخوخة والاكتئاب او العجز الجسدي الذي يحتاج الى عناية دائمة من قبل زوجة الابن ( الكنة ) والتي بدورها تقصر او تهمل هذا الجانب الانساني مما يولد نزاعات مستمرة لا تنتهي .
6. غرور الزوجة وعدم تلائمها مع اهل زوجها والتكيف بالعيش معهم وتعتبر نفسها اعلى مستوى منهم وبالتالي تترفع عن الحديث معهم والجلوس على مائدة واحدة وتجعل الفجوة كبيرة بينهم .
وبالتاكيد ان هذه المشاكل لها تاثيرات على كل الاطراف العمة والزوجة والزوج وتمتد الى الابناء وبقية افراد الاسرة حيث تتولد اشكالات اجتماعية تولد اثار نفسية من القلق والحزن والسلوك المعادي واهتزاز البنية الاسرية حيث يتاثر الابناء في مدارسهم وفي طباعهم حين يكبرون وبالنتيجة تتولد اسرة تخالف القيم الدينية فيما يخص التعاون بين افراد الاسرة وفيما يخص العطف على الصغير واحترام الكبير .
وبالتاكيد ان هذه المشاكل واسبابها يمكن تلافيها وتلافي نتائجها الناجمة عنها اذا عرف كل طراف ( الزوج - الزوجة - العمة ) ما يجب ان يقوم به .
والحلول لعلاج مشكلة الكنة والعمة هي :
اولا : ما على الزوج فعله :
1-عليه ان يمسك العصا من الوسط فلا يفرق بين امه وزوجته ويلبي حاجة كلا الطرفين .
2-ان يخفف او يمنع من نشوب النزاعات فيما بينهما وان يكون خبيرا في التعامل بينهما وان يقرب وجهات النظر بينهما بالموعظة الحسنة وان يبرز شخصية قوية رحومة ذات طابع انساني .
3- عليه تفقد أمه باستمرار وتحسيسها بأنه قريب منها وان يلبي حاجاتها قدر ما استطاع . ونفس الشيء يفعله مع زوجته .
4-لا يسمح لزوجته بالكلام الغير مقبول اتجاه أهله وعليه وعظها بان هذا على الاقل هو غيبة .
5-اذا أمه وجهت الاتهامات لزوجته ،عليه امتصاص غضب أمه اولا ثم يحاول توضيح ان زوجته تحبها وانها لا تقصد ذلك .
ونقول على الزوج ان لا يقف مع احدهما ضد الاخر ومحاولة التقريب فيما بينهم . وهذا لا يعني ان يتخذ نفس الموقف فيما اذا كان هناك ظلم واضح مجحف من احدهما للاخر فهنا عليه ان يقف مع الحق والتصرف بحكمة وان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالاسلوب الحسن .
ثانيا : ما على الام للزوج (العمة) ادراكه وفعله :
1-عليها ان تعي ان ابنها ليس مفقودا عنها ،وان تتفهم ان زواجه مغزى طبيعي لانسلاخه عنها كما هي انسلخت من اسرتها وكونت اسرة مستقلة .
2-ان توسع قلبها وتحاول ان تتحمل وتتجاوز ما تخطأ به الكنة ,وتعتبرها احدى بناتها .
3-ان لا تسيء الظن بكا ما يصدر من كنتها وان تحمل تصرفتها محمل حسن .
4-ان لا تحاول مراقبة افعال كنتها ومحاولة تصيد عثراتها .
5-اعطاء شيء من المحبة والحنان للكنة وتحسيسها بذلك وسترين الفرق .
6-عدم نقل كل تفعله الكنة لزوجها ومحاولة زرع البغضاء بينهما .
ثالثا : ما على الكنة (الزوجة ) فعله :
1- أن تطرد من مخيلتها تلك الصورة المشوهة للعمة وتضع في نفسها أن أم زوجها هي بمثابة أمها، فإن أخطأت تجاهها يوماً فلتعاملها بمثل ما تعامل به والدتها إن أخطأت في حقها.
2- ان لا تسيء الظن بتصرف او فعل يصدر من العمة وان تحمل ذلك محمل حسن .
3- أن لا تقص على زوجها كل ما يقع بينها وبين أمه ، ليصور له الشيطان ان أمه ظالمة مستبدة فيزحف الجفاء إلى نفسه ويسير في طريق العقوق.
4- إن رأت الكنة قصوراً في معاملة زوجها لأمه فلتكن هي مرشدة خير فتحثه على طاعتها، وتلح عليه في زيارتها والتودد إليها.
5- الزوجة الواعية لا تتدخل فيما يقدمه زوجها لأمه وما يهبه لها، بل تساعده على أن يكثر لها العطاء وتحاول هي أن تهديها هدايا قيمة وجميلة بين حين وآخر.
6- إذا ذهبت لزيارة عمتها تحرص كل الحرص على أن تأخذ معها هدية بسيطة لها ،وان تكون ضيفة خفيفة بحضورها .
7- الزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تأسر قلب عمتها بحسن معاملتها وطيب أخلاقها، فإذا كان لدى عمتها مدعوون على الطعام تتفانى هي في مساعدتها ولا تجلس وكأنها ضيفة الشرف.
8- الزوجة المحترمة تحرص على تعليم أولادها احترام عمتها وطاعتها كونها جدتهم وتغرس المحبة والودَّ لها في قلوبهم وتعودهم على زيارتها ولا تحرمها منهم.
9- تحرص كذلك على أن تعلم أولادها آداب زيارة الجدة وخاصة إذا كانت كبيرة السن فلا تدعهم يزعجونها بأصواتهم وحركاتهم، وتعودهم على عدم إلقاء القاذورات وأوراق الحلوى على الأرض، أو العبث بأثاث المنزل بل لا تدعهم يخرجون من المنزل حتى ينظفوا لها المكان و يرتبوه، فبذلك تتمنى العمة زيارتهم كل يوم .
10- إذا اجتمع على الزوج طلب منك وطلب من عمتك فما عساك فاعلة ؟؟ هل تقلبين البيت إلى جحيم لا يطاق إلا أن يتحقق طلبك قبل طلبها؟؟ أم تقدمين طلبها على طلبك؟
إن كنت حقاً راجحة العقل فقدمي قضاء حاجتها على حاجتك راضية غير متذمرة، و إياك و إشعال نار الغضب ورفع راية القطيعة بينك و بين زوجك من أجل هذا التقديم، فإن عمتك إذا رأت منك هذا التنازل وهذا الاحترام فإنها بلا شك ستتنازل عن أشياء كثيرة فيما بعد
واخيرا نذكركم ببعض الآيات من الذكر الحكيم :
فقال تعالى في سوء الظن: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات 12
وقال تعالى في طاعة الوالدين: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:24] وكذلك (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً ) [الأحقاف:15]
وقال تعالى في حق الزوجة (.. وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ..) [النساء: 19]
والحمد لله رب العالمين
ونسألكم الدعاء