انظر كيف يقذف الله نورهُ في قلوب محبيه
في الحديث القدسي يا داود !..
أبلغ أهل أرضي أني حبيب من أحبني ، وجليس من جالسني ، ومونس لمن
أنس بذكري ، وصاحب لمن صاحبني ، ومختار لمن اختارني ، ومطيع لمن
أطاعني ، ما أحبني أحد أعلم ذلك يقينا من قلبه إلا قبلته لنفسي ،
وأحببته حباً لا يتقدمه أحد من خلقي .
من طلبني بالحق وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني ، فارفضوا يا أهل
الأرض ما أنتم عليه من غرورها !.. وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي
ومجالستي ومؤانستي !.. وآنسوني أؤنسكم ، وأسارع إلى محبتكم.
وأوحى المولى عز وجل إلى بعض الصدّيقين : أنّ لي عباداً من عبيدي
يحبوني وأحبّهم ويشتاقون إليّ وأشتاق إليهم ، ويذكروني وأذكُرهم ، فإن
أخذت طريقهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتّك.
قال : يا ربّ !.. وما علامتهم؟.. قال : يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الشفيق غنمه ، ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها عند الغروب ، فإذا جنّهم الليل ، واختلط الظلام ، وفُرشت الفرش ، ونُصبت ا! لأسرة ، وخلا كل حبيب بحبيبه ، نصبوا إليّ أقدامهم ، وافترشوا إليّ وجوههم ، وناجوني بكلامي وتملّقوني بأنعامي ، ما بين صارخ وباكٍ ، وبين متأوّه وشاكٍ ، وبين قائم وقاعد ، وبين راكع وساجد ، بعيني ما يتحمّلون من أجلي ، وبسمعي ما يشكون من حبّي ،
أوّل ما أعطيهم ثلاثاً :
الأوّل : أقذف من نوري في قلوبهم ، فيخبرون عنّي كما أُخبر عنهم .
والثاني : لو كانت السماوات والأرضون وما فيهما من مورايثهم لاستقللتها لهم .
والثالث : أقبِل بوجهي عليهم ، أفترى من أقبلت عليه بوجهي يعلم أحد ما أريد أن أعطيه ؟
هنئياً لمن يعطيه هذه الهبات الربانية !!!
نسألكم الدعـــاء