Monday 9 april 2012
تنظيم عراقي يبدأ تنفيذ تهديداته بقتل الأكراد بمهاجمة مقرين لطالباني
على الرغم من تأكيدات المالكي بقدرة الحكومة على حماية أمن المواطنين الأكراد في المناطق العربية من البلاد في موجهة تهديدات بقتلهم فقد تعرض مقرين في مدينتي الديوانية والحلة الجنوبيتين لحزب الرئيس جلال طالباني لهجوم بالقنابل.
تعرض مقر لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس طالباني في مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) اليوم لهجوم مسلح نفذه مجهولون بالقنابل الامر الذي ادى الى الحاق أضرار مادية ببناية المقر من دون تسجيل اصابات بشرية. وفي تطور لاحق القيت قنبلة على مقر طالباني في مدينة الحلة (100 كم جنوب بغداد)
وقد سارعت قوة أمنية الى اغلاق منطقة الحادث وفتحت تحقيقا في ملابساته كما منعت المدنيين من الإقتراب منه. وجاء الهجوم بعد ثلاثة ايام من مهلة حددها تنظيم يطلق على نفسه ائتلاف "أبناء العراق الغيارى" لجميع الأكراد في بغداد والمناطق ذات الغالبية العربية لمغادرتها او التعرض للقتل. ووصف التحالف الكردستاني في السابع من الشهر الحالي، ائتلاف أبناء العراق الغيارى بـ"العنصري والإرهابي" وهدد برفع دعوة قضائية ضده وطالب بتوفير الحماية للأكراد.وكان رئيس الوزراء العراقي نوري الماكي أكد امس رفضه لتهديد أكراد المناطق العربية بالقتل مؤكدا ان الحكومة ستضمن امنهم وحقهم بالاقامة في المكان الذي يرغبون.
وأشار المالكي في تصريح صحافي مكتوب تسلمته "أيلاف" "مسؤولية الحكومة واقتدارها بالدفاع عن امن مواطنيها وعدم السماح بالتجاوز علي حقوقهم التي كفلها لهم الدستور بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والطائفية والسياسية وفي مقدمتها حقهم بالحياة الآمنة وباختيار المكان الذي يحبون الإقامة فيه".
ومن جهتهم ندد الاعضاء الأكراد في مجلس النواب العراقي بالتهديدات الصادرة عن أحدى المنظمات بقتل الأكراد في بغداد في حال عدم مغادرتهم لها وههدوا بمقاضاة مسؤوليها. وأكد النواب خلال مؤتمر صحافي في بغداد "أن مثل هذه التصرفات تنطبق عليها بنود قانون مكافحة الإرهاب وهي خرق فض للدستور والقانون وتشكل تهديداً للسلم الآهلي بين العراقيين وتحرك خطر يعبر عن نهج شوفيني معروف معادي لتعايش مكونات الشعب العراقي". وأشاروا إلى أنّ "أئتلاف ابناء العراق الغيارى" قد هددوا بطريقة غير قانونية ومليشياوية الأكراد الساكنين في خارج إقليم كردستان بترك مناطقهم وإلا فأن عناصره سيقومون بقتلهم. وأشاروا إلى أنّ مثل هذه التصريحات لا تخيف الأكراد فهي تمثل أمتداد لحملة يقوم بها بعض السياسيين لشحن الشارع العربي ضدهم في تطبيق للأفكار العنصرية السابقة.وكان هذا الائتلاف امهل جميع الأكراد في بغداد والمناطق العربية اسبوعا للمغادرة الى اقليم كردستان.
وقال الامين العام للائتلاف عاس المحمداوي "ندعو جميع الأكراد وخصوصا في العاصمة بغداد الى مغادرة الاراضي العربية والعودة الى اقليم مسعود بارزاني".وأضاف "يعز علينا ان نطالب الأكراد بالرحيل ولكن وللأسف هذا ما اراده رئيس الاقليم وبعض النواب الأكراد الذين وصفوا الخلافات بين الحكومة المركزية وسلطة الاقليم بالحرب". وقال "ان امام الأكراد اسبوعا واحدا للمغادرة وبخلاف ذلك سنعلن حمل السلاح ضد بارزاني ومن معه وقد اعذر من انذر ". وتأتي هذه التهديدات اثر حملة هجوم شديد يشنها بارزاني منذ ايام ضد المالكي متهما اياه بالتفرد بالسلطة والتربع على حكم الفرد الواحد والحزب الواحد.
ومن جانبها وصفت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي اليوم دعوات اخراج الكرد من المناطق العربية بانها " لا تعدو عن كونها إرهاصات تعبر عن ارادة سيئة تهدف لتفتيت العراق". وقالت الناطق الرسمي باسم العراقية النائبة ميسون الدملوجي في تصريح صحافي مكتوب تلقته "أيلاف" اليوم "ان كرد العراق جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العراقي وان القيادات الكردية لعبت دوراً مفصلياً في محاربة الدكتاتورية وإرساء قواعد العملية الديمقراطية في العراق".وأضافت "ان جبال كردستان والشعب الكردي الكريم احتضنتا قوى المعارضة ومنها حركة الوفاق الوطني والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة ومنظمة العمل الاسلامي وعدد كبير من قوى المعارضة والرموز الوطنية العراقية ، وتعرضت من أجل ذلك الى مخاطر كبيرة".
وشددت على "ان الحكومة الحالية ما كانت لترى النور لولا الاتفاقية التي أبرمت في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق وان الكرد كانوا دوماً صماماً للأمان أمام الأزمات التي حلت بالعراق قبل وبعد 2003".
وقالت "ان ألأواصر التي تجمع عرب العراق وكرده عميقة ومتشعبة ومتداخلة ، والعلاقات المتجذرة بين قوميات العراق المتآخية تأريخية واجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية ، وان الهجوم غير المبرر على الكرد أو أية شريحة من شرائح المجتمع أمر مرفوض ولا يكرس الا للتفرقة والبغضاء ويعد انتهاكاً للدستور ولا يصب في وحدة العراق وشعبه".وطالبت جميع القوى السياسية الخيرة الالتزام بوحدة الشعب وبالنقد البناء وقواعد العمل الديمقراطي السليم ونبذ الخطابات المشحونة والمتشنجة محملة الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية حماية الكرد وجميع شرائح المجتمع من أي اعتداء يقوم به المتطرفون والقوى الخارجة عن القانون في بغداد والمناطق العربية.
وكان الامين العام لائتلاف ابناء العراق الغيارى عباس المحمداوي دعا الأكراد السبت الماضي الى "مغادرة المدن العربية".
وقال في بيان صحافي "يا تجمع داعمون للتغيير الكردي ان طلبكم من النواب الأكراد بمقاضاتي لكوني اريد تهجير الكرد من بغداد ، نعم على جميع الكرد مغادرة اي ارض عربية ويجب دخولهم بفيزا ويعاملون بالمثل كما يعاملون العرب في المناطق الكردية وعلى الكرد ان يعلموا من جعل لهم هيبة وقيمة".
Elaph