تعد الوحدة من أسوأ التجاب التي يواجهها الإنسان ويمر بها، لقسوة المعاناة التي ترتب عليها، فالنفس البشرية بطبيعتها محبة للإختلاط، والتآنس والقرب من الأخرين، على مستوى جميع العلاقات، والمجالات، ولذلك يعد الشخص المنطوي الذي يفضل العزلة أمرا شاذا عن طبيعة البشر، وفطرة الله تعالى التي خلقهم عليها.
وعلى الرغم من أن الوحدة قد تفرض علينا أحيانا، إلا أننا لا يجب علينا الإستسلام لها، فلكل منا ظروفه الخاصة التي فرضت عليه أن يكون وحيدا في فترة ما، فلا تستسلمي لها غاليتي وتتركين نفسك عرضة للفتك بك، وبأبشع الصور
فلابد أن تكافحيها، وتحرصي على أن لا تكوني وحيدة بمختلف الطرق، وبما يتلاءم مع ظروف الخاصة، وبما يروق لك.
والآن لماذا عليك أن لا تبقي وحيدة؟
إن الوحدة تعرضك لما يلي :
•الإصابة بالأمراض النفسية
فقد أجمع جميع علماء النفس على أن الوحدة تسبب أمراضا نفسية عميقة الأثر في النفس خاصة مع كبر السن، إذ توجد علاقة طردية بين عمر الإنسان ومعدل خطر الوحدة عليه، فكلما كبر الإنسان في العمر كلما زاد خطر الوحدة المحتمل عليه، فيصاب بالإكتئاب وعوارض أخرى خطيرة.
•الإصابة بالأمراض العضوية
فمن الطبيعي بعد إصابة الفرد بأمر نفسية أثرت على صحته النفسية أن يصاب بأمراض عضوية فما أكثر الأمراض التي تحدث بسبب عوارض نفسية كالقلق والتوتر جراء البقاء وحيدا، وعلى رأسها السكري، وإرتفاع ضغط الدم.
•حرمانك من بعض الطاقات إيجابية
أعلم أن الإحتكاك بالآخرين قد يجلب بعض المشاكل نظرا لعدم دراستنا بسلوكهم ونواياهم الحقيقية، ولكن يوجد عناصر إيجابية عديدة في المجتمع فابحثي عنها وكوني علاقات إيجابية تعود بالنفع عليك، وإشغلي وقتك بمشاكل الآخرين ومساعدتهم وإسعادهم بقدر إستظاعتك، فإن ذلك سينعش حياتك ويجعلها ذو أهمية كبرى فهناك من يحتاج إليك ويطلب مساعدتك.
• لن يتذكرك أحد
فإذا أغلقت عليك بابك واكتفيت بالعزلة رفيقا لك، فكيف سيذكرك الناس، وستكونين مهملة، فاتركي وراء أثر جميل بتعرفك على الناس وترعفهم عليك، والتأثير عليهم بشخصيتك المبهرة، وبأخلاقك النبيلة التي ستجعلهم أسرى لك.
•إنتهاء العمر وحيدة
فما من شيء يستحق أن تلقي هذا المصير، وأن تضيع حياتك وينتهي عمرك بنفس الوحدة، فلماذا تحملين نفسك ما لا تطيق، إعتبري من قصص الآخرين وسارعي بالنجاة بنفسك من مخالب الوحدة الفتاكة وأي كانت ظروفك مطلقة، أو يتيمة ولا أهل لك، أو أرملة وليس لديك أولاد، حاولي تغيير مصيرك وإختلطي بالناس وابحثي عن مصدر سعادتك، فالأمر يستحق البحث والعناء لأنه يمس حياتك أنت.. فلا تقتلي نفسك بالوحدة.
وتذكري هذه المقولة" معرفة الناس كنوز" نعم هي كنز فهي تفتح لك دروبا من الآمال والتفاؤل، فقد يعوضك الله خيرا عن من كان سببا في وحدتك وتعاستك، فقط افتحي ذراعيك للحياة واقبلي عليها لتقبل عليك، واعلمي أن الحياة لا ترغب بمن لا يرغب فيها، فلا تخافي التجربة، ولا تعتبرين تجاربك السابقة فشل لك، بل اجعليها دروسا للتعلم.
منقول