Monday 9 april 2012
مصر: هتاف في الميادين و خلاف حول من "سيحرر" البلاد
مؤيدون لعمر سليمان
بينما كان مؤيدو المرشح الرئاسي حازم صلاح ابو إسماعيل يهتفون في ميدان التحرير "مصر فتحها بن العاص وسيحررها بن أبو اسماعيل"، كان يهتف أنصار نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان "مصر فتحها بن العاص وسيحررها بن سليمان" في ميدان العباسية.هكذا مر يوم الجمعة، هتاف في ميدان، وحشود في ميدان، ومسيرات ومنصات في ميدان ثالث. ويجمع بينهما جميعاً سؤال "من الرئيس؟"
في ميدان التحرير، رمز الثورة المصرية التى أجبرت الرئيس المصري السابق حسني مبارك على التخلي عن الحكم، جاءت حشود بالألاف لتأييد أبو اسماعيل بعد انتشار أخبار عن حصول والدته على الجنسية الأمريكية وبالتالي خروجه من سباق الرئاسة. إذ يشترط القانون المصري أن يكون المرشح لرئاسية الجمهورية من أب وأم مصرية.
ردًا على هذه الأنباء، نظم مؤيدو أبو اسماعيل مسيرتهم متخذين من ميدان التحرير مكانًا لها، ومن مسجد الفتح بوسط القاهرة قاعدة لإنطلاقها بعد صلاة الجمعة. المفاجأة كانت في الأعداد التي لم ترقى إلى العشرة ألاف بينما كان من يحشدون لها يتوقعون تظاهرة مليونية.
وفي التحرير، اكتسى الميدان باللون الأبيض نظرًا لارتداء أغلب رواد المسيرة جلابيب بيضاء، وهو الرداء الذى ينظر إليه على أنه ذو صبغة دينية فى مصر، رافعين شعارات ويافطات مؤيدة لأبو اسماعيل، وسط ترديد هتافات دينية تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية.
من الأقاليم ومن القاهرة
وفى الشوارع الجانبية لميدان التحرير، وهى الشوارع التى طالما شهدت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين خلال الثورة، ظهرت حافلات تحمل لوحات من شمال سيناء و جنوبه، ومن أسيوط بصعيد مصر ومن محافظات مختلفة.
وحسب أحد السائقين للحافلات "جئنا لدعم الشيخ حازم في معركته ضد الولايات المتحدة والدول الغربية التى لا تريد تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر وتحارب الثورة".
ولدى الاستفسار من السائقين عن كيفية تنظيم المظاهرات أجابوا بأن التنظيم تم عبر عدد من شيوخ المساجد والأنطلاق تم فجر يوم الجمعة لصلاة "الجمعة" فى مسجد الفتح، ومن ثم التحرك فى مسيرات كبيرة إلى ميدان التحرير.
ومن داخل القاهرة ايضا انطلقت حافلات تحمل مؤيدين لأبو اسماعيل مثلما حدث مع عمر، المواطن المصري الذي يسكن فى مدينة السادس من أكتوبر بالقاهرة، الذى جاء خصيصًا لدعم أبو اسماعيل فى "معركته ضد أمريكا وإسرائيل."
إحدى المنتقبات من مؤيدي سليمان ترفع صورة لسليمان تطلبه بالنول إلى انتخابات الرئاسة وهو ما استجاب له نائب رئيس الجمهورية السابق.
يرى عمر أن أبو اسماعيل يمثل فرصة كبيرة لتطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر بعدما "فشل رجال السياسية فى مصر خلال السنوات الماضية بل وكانوا سببًا رئيسا فى الثورة، فماذا كسبنا من رجال السياسية سواء سرقة البلاد والفساد؟" حسب رأيه.
لم يأت عمر منفردًا وإنما قدم برفقة اصدقائه وزملائه فى العمل حاملين يافطات تؤيد "المرشح الإسلامي حازم صلاح أبو اسماعيل" مرددين هتافات تقول "النصارى والمسلمين بيرشحوا أبو اسماعيل،" و"مصر فتحها بن العاص وحيحررحها بن ابو اسماعيل"
مناوشات
ولم يمر اليوم دون مناوشات بين مليونية أبو اسماعيل ومليونية آخرى مناهضة للجنة صياغة الدستور المصري، فقد وقعت مشاحنات بين أنصار أبو اسماعيل وعدد من الشباب الذين احتشدوا للمشاركة فى "جمعة الدستور"، لكن الحضور كان قليلا ودخل عدد من الشباب أعلى المنصة فى مشادات كلامية مع أنصار الشيخ انتهت بإزالة منصة الدستور.
وقد دعا عدد من الشباب لمليونية اليوم لرفض لجنة صياغة الدستور التى يسطر عليها حزبا الحرية والعدالة والنور بشكل كبير، ويتابع الحرية والعدالة جماعة الإخوان المسلمين بينما ينتمى النور إلى التيار السلفي، وقد انسحب منها عدد كبير من المفكرين المحسوبين على التيار الليبرالي بمصر.
وأطلق ناشطون عبر صفحات التواصل الاجتماعي على هذه المليونية أسم مليونية اللحية والجلباب نسبة إلى ارتداء أغلب المتظاهرين هناك جلابيب وقد أطلقوا لحاهم.
العباسية
في ميدان العباسية غربي القاهرة، دعا مؤيدو نائب الرئيس ورئيس المخابرات السابق اللواء عمر سليمان إلى مليونية لدعم مرشحها الذى أعلن فى وقت سابق عدم ترشحه للرئاسة، إلا أنه تراجع الجمعة وأعلن عبر بيان له أذيع عبر منصبة المليونية تراجعه عن هذا القرار وترشحه لإنتخابات رئاسية الجمهورية.
واحتشد نحو ثلاثة ألاف شخص بالقرب من ميدان العباسية، وبالتحديد بجوار اكاديمية الشرطة فى مليونية لتأييد سليمان بناء على دعوة من الإعلامي توفيق عكاشة الذى تولي قيادة المنصة الوحيدة الموجودة بالميدان.
وبالفعل أذاع مسؤولو المنصة بيانًا أعلن فيه سليمان نيته الترشح لخوض انتخابات الرئاسة في مصر المقررة في يونيو/ حزيران المقبل.
وحسب البيان، قال سليمان "إن النداء الذي وجهتموه اليوم هو أمر وأنا جندي لم أعص أمرا طوال حياتي وإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه، لا أستطيع إلا أن ألبي النداء.
وأشارك فى سباق الترشح، رغم ما أوضحته لكم فى بياني السابق من معوقات وصعوبات".
وكان سليمان قد اعلن نيته عدم الترشح لرئاسية الجمهورية بمصر، بعدما شغل منصب نائب الرئيس حسني مبارك ورئيس مخابراته نحو عشرين سنة.
وخلال المسيرة ذاتها، انتشرت لافتات تطالب سليمان بالترشح لإنقاذ مصر، وآخرى تؤيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ تنحي مبارك فى فبراير/شباط 2011.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب سليمان بالترشح قائلين "مصر فتحها بن العاص وحيحررها بن سليمان" و"علشان مصر، أنقذ مصر يا سليمان".
كما انتقد المتظاهرون اداء البرلمان المصري الحالي الذي يحظى فيه بالاغلبية حزب الحرية والعدالة وحزب النور، مطالبين باسقاط حكم المرشد، فى أشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمي لها حزب الحرية والعدالة.
وبينما قاد عكاشة التظاهرة، قاد المطرب والملحن المصري عمرو مصطفي مسيرة انطلقت من ميدان العباسية إلى منزل اللواء سليمان لتأييده.
مثلما كانت الميادين في الثورة المصرية هي الاماكن التي تتجمع فيها الجماهير للتعبير عن غضبها من النظام، لا تزال الميادين تلعب دورها في رسم المشهد السياسي في مصر.
BBC