كُلُّ شيءٍ مبعثرٌ من حولي ، لا أرى شيءاً منظّماً ، ما هذا ! ما هذه الفوضى ؟ أين أنا ؟ أرى أزهاراً متفتحاتٍ وأخرى ذابِلات .. أرى طيوراً تغرد وتشدو وكإنها تغني ، وأخرى تُزَقْزِقُ وكأنها تبكي .. أرى صروحاً شامخات ٍ قد أُتقِنَ بناؤها ، وصروحاً تهدمت وأصبحت خراباً .
يا إلهي ما الذي أراه ؟ أين أنا وماذا أفعلُ هنا ؟
رأسي مليئٌ بالأسئلة ، ذهني مشوشٌ بالأفكار ، أنا ضائع ، أنا تائه ، أنا أنا أنا .... ما هذا ما هذا ما هذا ؟؟؟
مَن الطِفلُ الذي أمامي ؟ كيف وصل دون أن أراه ! لِمَ يضحكُ تارةً ويبكي أخرى ؟! لِمَ يغضبُ الآنَ وما الذي يغضبه ؟
ما كُلُّ تلك الفوضى ؟ ما كُلُّ تلك البعثرة ؟
(مهلاً مهلاً أيها المتسائل ، لا تستعجل سوف أُجيبُك) ، من أنت أيها المتحدث معي ؟ (أنا الزمن) ، الزمن ؟ (نعم الزمن) ، اذاً أجبني ما كُلُّ تلك الأشياء المتناثرة حولي ؟ ومن هذا الطِفلُ الذي يقفُ أمامي وينظرُ اليَّ بغضب ؟ (قلتُ لك مهلاً لا تستعجل سأُجيبك) ، حسناً لن أستعجلَ لكن أجبني أرجوك فقد أتعبني التساؤل وسيقتلني التفكير ، (لا تتعب نفسك ، الأشياء المتناثرة حولك هي ذكرياتُك ، الزهور المتفتحة هي أحلامُك التي حققتها ، والزهورُ الذابلة أحلامُك التي ماتت ولن تحيى أبداً . الطيورُ التي تغني هي لحظاتُ فرحِك التي شعرتَ بها ، والتي تبكي لحظاتُ الحزن التي مرّت عليك . البناياتُ المرتفعة أعمالُك التي نجحت فيها وما زلت ناجحاً ، والتي تهدمت أعمالك التي فشلت بها وفرصك التي أضعتها من يديك وبيديك . الطِفلُ هو أنت ، يضحك حينما تمرُّ عليه ذكرياتُك الجميلة ، ويبكي حينما تمرُّ ذكرياتٌ حزينة ، ويغضبُ اذا تذكّرَ فرصةً أضعتها وكان بإمكانك النجاح فيها . هل علِمتَ ما كُلُّ تلك الأشياء ؟ هل كان جوابي واضحاً ؟) ، نعم ، كان واضحاً .. الآن عرفتُ ما هذه الأشياء ، وأين أنا ، أنا أقفُ بين أطلالِ ذاكرتي .
ما رأيكم بهذه الخاطرة ؟ هذه أول محاولة لي في كتابة الخواطر ، وبها أتحدى أغرد بهمس .