تشارك بلوحاتها في ملتقى السفر والاستثمار للتذكير بكل ما هو جميل
"أم بدر" .. أنامل "خمسينية" تُعيد تشكيل حياة الباحة منذ 200 عام
خالد خليل- سبق- تصوير، عبدالملك سرور: "أفتخر بأمي أمام العالم، فيداها ساحرتان تشكلان الماضي بكل روعته، أمي تشكيلية لا مثيل لها وترسم الحياة لنا بكل دقة فنتعلم منها الخبرات بالألوان" .. كلمات بادرنا بها سعد الغامدي ذو العشرين عاماً، نجل الفنانة التشكيلية الخمسينية أم بدر، التي تجذب لوحاتها زوّار معرض ملتقى السفر والاستثمار السعودي ليسألوها ويستفسروا عنها.
وتحكي "أم بدر" قصتها بالقول: أنا في الرابعة والخمسين من عمري، أعشق الرسم التشكيلي وأحب ساحتي "الحارة" وبيتي القديم الذي وُلدت فيه، كنا نعيش في زمن كله بركة، الجيران يعرفون بعضهم بعضا، يتسامرون ويجلسون سوياً، بلا أيّ حسّاسيات، أما الآن فلا تجد أحداً يعرف الآخر، ولهذا أردت أن أحفظ عاداتنا القديمة بالرسم التشكيلي، فقمت برسم البيوت القديمة، ورسمت الساحات بالقرية ورسمت حفلات العرس والبيئة الرائعة، من حولي إنها الحياة التي أتمناها لأولادي ولكل البشر، رسمت ما رأيته وما سمعته من والديَّ ومن أجدادي إلى ما يقرب من 200 عام.
وتحدثت أم بدر، التي تعلمت في برنامج تعليم الكبار، عن الرسم التشكيلي وكأنها دارسة محترفة، وقالت عن الفن التشكيلي: إن أي شيء يُؤخذ من طبيعة الواقع وأنت تحوّله إلى صياغة جديدة وتشكله تشكيلاً جديداً، وهذا ما نطلق عليه كلمة (التشكيل)، والفنان هو الذي يقوم بصياغة الأشكال آخذاً مفرداته من حوله وحياته ومكانه الذي تربى فيه ولكل إنسان رؤياه وطريقته.
وعن مشاركتها في الملتقى، قالت إن مسؤولي هيئة السياحة بالباحة اتصلوا بها لتشارك في الملتقى، خصوصاً أنها شاركت في الكثير من المعارض قبل ذلك، مشيرة إلى أن العائد المادي لا يهمها، وتقوم فقط بعرض لوحاتها للجمهور ليسترجعوا عاداتهم وتقاليدهم التي لم يشاهدوها أخيراً.
من جانبه، قال علي أبا الخيل، أحد الزوّار الذي أعجبته رسومات "أم بدر" ووقف مبهوراً "الحقيقة أننى أقف مبهوراً؛ ليس فقط من أجل اللوحات ولكن من قوة هذه المرأة وصبرها وفنها، إنها تعطي لنا النموذج القدوة الذي يجب أن يُحتذى به الجميع".
وعن اللوحات قال إنها تشكل رسومات ذات مغزى كبير، فهمت منها أنها رسالة لنا للحفاظ على ما تعلمناه وتربينا عليه.
منقول