روتانا ـ إيمان المولدي
كرة القدم من أكثر الرياضات التي لاقت حباً كبيراً من طرف الرجال، والذي فاق الحدود ليصبح في حالات كثيرة هوساً أو جنوناً، فكم من أصدقاء أعزاء تفرقوا بسبب اختلاف النوادي الرياضية التي يحبونها، وكم من رجال أصابتهم أمراض خطيرة وسكتات قلبية بسبب خسارة النادي الذي يشجعونه، ويزداد الأمر سوءاً في حالات أخرى ليطول استقرار العائلة فيطلق الزوج زوجته لأنها أزعجته أثناء مشاهدته المباراة أو كان مزاجه سيئاً بسبب خسارته.
والقصص التي يذهب ضحيتها عشاق كرة القدم ومن حولهم لا تنتهي، ما دفعنا للتساؤل: هل هذا الحب الهوسي مرض نفسي أم هو أمر طبيعي؟
يقول الدكتور عبدالله: "إن حب الرجل لكرة القدم يعتبر منطقياً وموجوداً منذ الأزل لكن قد يتعدى الحد الطبيعي ويصل للمرض وذلك لوجود خلل بنائي في الشخصية بسبب ضعف التنشئة الاجتماعية الأساسية".
وعن سؤالنا له: هل هناك علاقة بين حب الرجل لكرة القدم والهرمونات الذكورية؟ قال: "بالطبع هناك علاقة كبيرة بين الهرمونات الذكورية وحب التفوق والإنجاز وأحياناً حب السيطرة، والتشجيع الكروي تنافس يغذي الصراعات ويعزز الرغبة في الظهور والسيطرة، ولهذا فنجد معظم مشجعي كرة القدم رجالاً، بالمقابل نسبة قليلة من البنات التي تشجع وتتابع كرة القدم".
وعن كثرة المشكلات الاجتماعية والزوجية وحالات الطلاق التي كثرت في الآونة الأخيرة بسبب هذا الموضوع طلبنا من الدكتور نصيحة يوجهها لكل زوجة تعاني من هوس زوجها وولعه بكرة القدم، فنصح الزوجات قائلاً: "يجب على الزوجة أن تتعامل بذكاء وتبتعد عن التصرف العشوائي والغضب فتحاول عدم نقده بشكل مباشر وتقلل من الحوار حول سلوكه الرياضي وتحاول مشاركته في هوايته ولو بعض الوقت، والأهم ألا تجادله في أوقات معينة كأن يكون في حالة تركيز مع مباراة أو حالة خسارة فريقه".