روتانا
"العيب" كلمة طغت على حياتنا وأصبحت تُنافس القوانين وحتى الدين، هذه الكلمة التي دخلت قاموسنا بقوة فيُحسب لها ألف حساب!
ثقافة بائسة وللأسف شاعت وانتشرت بطريقة سريعة وتوغلت بعمق داخل تفاصيل أيامنا لدرجة أنها باتت أهم بكثير من الدين، والأدهى والأمر أننا أصبحنا نخلط بين ما هو حرام وما هو عيب لدرجة أننا قد نُحرم ما حللهُ الله لأنه عيب، وقد نحلل ما حرمه الله لأن المجتمع يتقبله ولا يعتبره عيباً.
أم أحمد تقول إنها ربت أبناءها على الالتزام في الدين والابتعاد عمّا هو حرام بغض النظر إن كان عيباً أم لا، في حين أن سلطان شاب جامعي قرر العمل في مطعم كتجربة فرفض أهله هذا الأمر تماماً بحجة أنه عيب وأن مكانتهم الاجتماعية لا تسمح، مع أن العمل الشريف لا يعتبر حراماً أو عيباً لكن وللأسف تبقى ثقافة العيب هي الرائدة.
وعن حلم سلمى الذي تحطّم بسبب العيب، فقد تمنت أن تكون طبيبة ودرست واجتهدت لتفاجأ في آخر المطاف باعتراض أهلها ورفضهم دخولها المجال الطبي بسبب العيب.
وحياة زوجية قاسية وتعيسة تعيشها نورة بسبب ثقافة العيب فهي تعيش مع زوج بخيل وعنيف وعديم المسؤولية لكنها تخاف الانفصال لأن كلمة "مطلّقة" بالمجتمع تعتبر عاراً وعيباً.
ونماذج الموضوعات والقضايا والتفاصيل التي نصنفها تحت بند العيب لا تعد ولا تحصى، تتباين وتختلف، بعضها تفاصيل صغيرة يمكنا أن نتجاهلها فهي غير مؤثرة، في حين أن هناك موضوعات وقضايا قد تكون مصيرية وحاسمة في حياتنا، فما الموضوعات التي تعتبر عيباً في بلدانكم رغم أن الشرع والقانون لا يمنعها؟