بدأ الأمر على شكل فسحة في أحد المنتزهات القريبة من البيت وتوسطتها جلسة على أحد المسطَبات هُناك ، وبدأت من حيث اللاشعور بمُراجعة كُل شيء في حياتي من ماضي أو حاضر .. مهم أم غير مهم . أول شيء وقفت عنده ُ هو علاقتي مع الله تعالى ، والتي ظهر لي أنها سطحية ويتخللها الكثير من الأهمال فأنا لا أرتبط مع ربي إلا بالصلاة والتي نادراً ما تكون بوقت الفضيلة والعبادات الأُخرى مُعطلة فضلاً عن المستحبات المؤكدة كقرأة القرآن والصدقات وغيرها كثير . أخذني التفكير أيضاً الى صلة رحمي فأنا لم أزر أقاربي منذ مدة طويلة بسبب ظروف العمل وبعض مخلفات المجتمع كقولنا أن فلان لا يزورنا فكيف نزوره ! أو فلان لا يستحق الزيارة ! خدعنا الشيطان لفترة طويلة للأسف فنهانا .. وأطعنا . وأسترسلت بالكلام مع نفسي ...........
أين أنا من عائلتي ؟ سؤال سألته أيضاً - فأجبت نفسي جواب على غير قناعة ؛ بأني لستُ بمقصر معهم ، نعم هم يلبسون أفضل الملابس ويأكلون أطيب الطعام كما أنهم لا يشتكون من شيء فهم بأفضل حال . ولكن هل الحياة ملبس وطعام ! هل كل من لا يشتكي هو بخير ! مطلقاً نعم أجبت نفسي على سؤالي ؛ أن الحياة أكثر وأكبر من ذلك .. الأسرة أهتمام وبناء ومتابعة وحزن وفرح والم وأمل .. الأسرة مسؤولية يا نفسي . وطاب الحديث بيننا وأكملنا حوارنا الذي أستغرق ساعتين كأنها دهر ! .. أين أنا من هذه الحياة ؟ ما هو دوري بها ؟ هل حققت بهذا الحياة شيئاً يذكر ؟ هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ؟ هل كنت صورة حسنة للأسلام الذي أنتمي له ؟ وغيرها كثير .. هنا لابد لي من أتخاذ جدول جديد لحياتي وهو البدء بتصحيح الأخطاء وكذلك العمل بخط موازي ببناء حياة ذات قيمة لي ولعائلتي . يا أخوتي أجلسوا مع أنفسكم ولو ( ساعتين حره ) وراجعوا فليس هناك أحد منا بمعصوم وتعلموا من أخطاء غيركم ( أمثالي ) كي تتجاوزوها .. ودمتم بألف خير وشكراً لسعة صدوركم يا أحبتي .
المخطىء ؛ الزهيــــــ جواد ــــــراوي .