هذانِ خطآنِ يقعُ فيهما الكثير من الناس : الأول إملائي والثاني لُغوي ، إنّ الوقوع في أحدهما يسبب مشكلة كبيرة ، لأنه يغير معنى الكلام .
1 الخطأ الإملائي : يقعُ الكثير من الناس في خطأ حينما يريدون كتابة كتاب اللِ العزيز ، حيثُ أنّهم يكتبونهُ (القران) وهذا خطأ فادح اذ أنّ معنى الكلمة تغيّر وأصبح يدل على شيء آخر غير الكتاب العزيز ، فكلمة (قران) مصدر مشتق من الفعل (قَرَنَ) أو (قارَنَ) وفي المعنى الأول يدل على الربط لُغةً وعلى عقد الزواج اصطلاحاً فنقول (فُلانٌ عقد قرانهُ على فُلانة) وفي الثاني يدل على المظاهاة أو المقايسة فنقول (أجريتُ قِراناً بين الموضوعَينِ) أو (أجريتُ مقارنةً بين الموضوعَينِ) وكلاهما نفس المعنى .
أمّا الكتابة الصحيحة لإسم كتاب اللهِ العزيز فهيَ (قُرآن) لأنها مصدر مشتق من الفعل (قَرَأَ) وقد وردت في القرآن الكريم مكتوبةً هكذا في عدة آيات منها (إنّا أنزلناهُ قُرآناً عربيّاً) .
2 الخطأ اللغوي : هناك مقولة يرددها الكثير منّا لكن بطريقة خاطئة وهيَ (ما كان للهِ يدوم) ، وهذا شيء غير صحيح ، فاللهُ وحدهُ الخالد الدائم الذي لا يزول ولا يفنى ، وكُلُّ شيءٍ سواهُ زائلٌ فانٍ ، وقد ورد التأكيد على هذا قوله تعالى في سورة الرحمن (كُلُّ مَن عليها فانٍ ، ويبقى وجهُ ربِّكَ ذو الجلالِ والإكرام) ، والصحيح يجب أن نقول (ما كان للهِ ينمو) ، حيث أنّ الشيء وإن كان قابلاً للنمو لكن لا يعني أنه خالداً لا يزول ، فالإنسان وكذا باقي المخلوقات تنمو وتكبر لكنها في النهاية تموت وتزول ، ونفسُ القول ينطبق على الأشياء وإن كانت في سبيل اللهِ كالصدقات ، والدليل قوله تعالى في الآية 276 من سورة البقرة (يمحقُ اللهُ الربا ويُربي الصدقات) ، ومعنى (يُربي) في الآية الكريمة هو الزيادة والنمو ليس الخلود ، ولو أراد اللهُ الدلالة على خلود تلك الصدقات لقال (يُديم) بدل من (يُربي) لكن كُلُّ شيءٍ يفنى ولا خلود الّا للهِ العليّ العظيم .