الحزنُ والتِّرحال
والموت البطيءِ من السجائرِ والمدى
الوحدةُ البغضاء والصوت المظرَّج بالصَّدى
وعتابُ من أَهواهُ في رأسي
يناشدني التأني في السَّفر
وروائح المرآب في راسي
ستوردني العمى
والظلُّ يسألني الى أَين المسيرةِ يا صقر
وحقيبتي وجهاز تسجيلي الصغير
وبعض أوراق والبوم الصور
وعيون من أهوى
وعيون من تَهوى ولا نهوى
ترافقني بترحالي وحِلّي
من أَنا كيف أتيت الى هنا
هل هنا يدري بأني من هنا
هل هنا يعرف اني ها هنا
هل هنا يسمح أن ابقى هنا
نِمتُ صحيتُ جِعتُ أكلتُ تعبتُ ارتحتُ
مرضتُ شفيتُ درستُ عملتُ ربحتُ خسرتُ
نجحتُ فشلتُ عشقتُ فشلتُ عشقتُ فشلتُ
في متاهات السّفرْ
كان تركيزي على عينِ المسافِرْ
ربَّما مثليَ حائِرْ
ربَّما يهربُ
من سُلطانْ جائرْ
ربَّما يخشى من الحُبِّ فَيهرُبْ
ربَّما يخشى من الخوف فيهربْ
والهوى حبُّ الشّموعْ
وانعكاسِ الضوء في قلبِ الدُّموعْ
في الهوى دربين نحوَ القلبِ من غير رجوعْ
آهِ من دربينِ ما فيها رجوعْ
آهِ من دَربٍ لعينيكَ وَدَربينِ لِعينَكْ
آهِ لَمّا قلتَ أِنّي سَأَدِلَّكْ
رُبَّما تقصِدُ أِنّي سَأَذِلَّكْ
كنتُ مبهوراً بلونِ الموجِ في أَحلى بحرْ
كنتُ نجمَ الليلِ والحبُّ قمَرْ
كنتُ أَهوى الحبُّ والعِشقُ قَدَرْ
كانتِ اللحظات تجمعنا سويا
كنتُ القاكَ ندياً وقويا
آهِ لو كنتَ تؤجَّلْ
طَعنةَ السّكينِ في خَصْري وتدعوني لأَرحلْ
حينها كنتُ سأَلتُ الموتَ
كي يأتي سريعاً ومعجَّلْ
في المرافي
في المرأئيبِ العتيقه
في الفنادِقِ والدرابين اللصيقهْ
سَأُقَضّي العمرَ أَبحثُ عن حقيقهْ
ليسَ لي غير صديقٍ وصديقهْ
أِنَّهمْ ظلّي وعينيكَ وَعيني
في المرافي
ينقظي العمرُ على دربِ السَّفرْ
في الفنادقِ تدمعُ العينين من حرِّ القهَرْ
في ليالي الموت نعتاد على موت القمرْ
واسافر واهاجرْ
أِنَّها الأَقدار والدنيا قدَرْ
أهِ من عينٍ وعينيكَ وعيني....
نادر العزاوي