انتظر بفارغ الصبر انتهاء فصل الشتاء، فأنا من الذين يعانون من الاكتئاب بفصل الشتاء، وأجد صعوبة في التعامل اليومي مع البرد القارس والعواصف الباردة التي تصل لحد استشعار الثلج على وجهي حين الخروج للعمل، رغم أن زوجي وأولادي يعشقون الشتاء لكراهيتهم الشديدة في الصيف، وارتفاع الحرارة الرهيب.حين قرأت أن نسبة لا بأس بها من النساء يعانون من الاكتئاب وصعوبة الاستيقاظ في الصباحات الشتوية، وفقًا لدراسة بريطانية تؤكد أن التعامل مع أولئك النسبة من النساء يتطلب معاملة خاصة، لكن هذا لا يحدث للأسفلذلك أنتظر الربيع لأعود إلى نشاط، وأمارس العمل داخل البيت، وخارجه دون ضغوط نفسية وأوجاع جسدية.وأتوازن في الربيع مع الطبيعة، ويصبح الذهاب للعمل متعة، حتى أننى أفضل السير للاستمتاع بجو الربيع، وكما يقولون أن شهر الربيع يبدأ فلكيًا في شهر مارس، فأنني أترقب هذا الشهر لكن يبقى نهاياته غير مشجعة.حيث يجب على وأنا الزوجة المطيعة، تقديم هدية لحماتي "مش أي هدية"، بالإضافة لهدية لأمي التي ترضى بالقليل من الهدايا، حتى لو كانت بوكية ورد بلدي.لا أقصد الطعن فى حماتى لا قدر الله، فأنا يومًا ما سأصبح حماة لولدي الوحيد، لذلك أحاول إحضار هدية مناسبة وغالية الثمن لكنها للأسف لا تعجبها الهدية غالبًا، وتظل تقلبها يمينًا وشمالاً، في امتعاض، وكأنها هدية فرز ثالث، وفي النهاية تتقبلها على مضض، وتشكرني بالعافية.رغم هذا لا أحاول أن أجعلها تفسد متعتي في استقبال الربيع العزيز، أتقبل الأمر ببساطة، وأقول لها "كل سنة وأنت طيبة حماتي العزيزة".
المصدر جريدة الوطن المصرية السبت 21-03-2015