سؤال كنت أطرحه على نفسي مئات المرات منذ أن بدأت الكتابة بعمق أكبر، عن كل ما يخص المرأة من مشاكل وهموم مختلفة, وعلينا أن نعترف فعلاً –ان في مجتمع النساء– بأنّ هذا السؤال يُطرح في أعماقهن كثيراً.
وربما هو سبب كل حزن خفي نراه في أعينهن..
والإجابة عن هذا السؤال بسيطة, سهلة, وواضحة إلى حد الغرابة:
"إننا نعرف ما تريد... ولكن لا نقول ما تريد..
إنه الأمان".. نعم أُكرر... الأمان..
لا تحتاج سوى نظرة صَادِقة للحُب.. وحنجرة تملؤها الكلمات!!
وليس المال, ولا القصور, ولا غيرها من مغريات، قد تكون رائعة في بادئ الأمر.. ولكنها سرعان ما تنتهي أمام ما تريده.
وكل ما تريده هو عينان تهمسان بصدق:
"أنا هُنا من أجلكِ"
لعل الكثيرون سيخالفونني الرأي.. فقد عُرِف عن النساء الركض وراء الجيوب الممتلئة.. وربما ذلك صحيح..
لكن وبعد مرور فترة من الزمن ستكتشف تلك السذاجة، أنها لا تزال تبحث عن صوتٍ ينطق حباً وحضنٍ ينسيها الزمن!!..
فتبدأ بكل حماقة بالبحث عن ذلك الشخص مُخَلِفةً وراءها عواقب الخيانة وكوارثٌ أخرى ستتبعها!!
ولكي أكون واضحا... إن الأمان المادي مهم –ولا أستطيع إنكار ذلك– وهو من ضروريات الحياة التي تُؤمن غداً أفضل...
ولكن الماديات ليست الأهم, بل هي احتياجات يجب أن تُضاف إلى مفاهيم لا بد من العثور عليها أولاً؛ وهو الحب, والاحترام, والتقدير، والتفاهم.
وهنا أصبح الأمر واضحا جداً بالنسبة إلينا جميعاً
-رجالاً ونساء-
ولهذا أقول لكل إمرأة إعثري أولاً عن ذاتك، وأعرفي جيداً ما تريدين، حينها فقط سيَجِدُك ذالك الشخص الذي يمنحك الأمان الذي لا يضاهي أي سعادة أخرى من دون أن تضعي شروطاً تعجيزية لكي يسكنك الحب...
وكل ما سيتبعه من احتياجات يجب ألاّ تكون الأهم... بل مهمة فقط..
وسأقول لكِ ايضا:
"إنّ الحب هو مصدر كل قوة... وليست القوة هي مصدر كل حب!!"
حين تفهمين ذلك لن يجرؤ أحد على اتهامك بالازدواجية في التفكير, أوالحيرة المريضة أو العجز عن فهم ما يدور بداخلك من تساؤلات.
خِتاماً... سأقول لَكُم جميعاَ:
ستجدن ما تريدون حين تجدون أنفسكم.. حين تعترفون أنّ الأمان يكمن في ذات الإنسان، وليس في ما يملكهُ فقط!.