رجل مرور حمل مكنسة لتنظيف الشارع فحظي بدرع البرلمان
منح رئيس البرلمان أسامة النجيفي درع مجلس النواب لرجل المرور عبد المنعم علي حسين خلال استضافته في البرلمان أمس الأول الخميس، تقديرا لتفانيه في اداء الواجب ولقيامه بأعمال خارج اطار مهام وظيفته الرسمية كان من بينها تنظيف الطريق في تقاطع الصليخ ببغداد من بقايا مركبة حمل خاصة بنقل مواد البناء وابعاده الاذى عن المواطنين.
وعدَ عبد المنعم التكريم الذي حظي به "بمثابة جزاء لسني عمري الوظيفية التي دأبت فيها على الجدية والنزاهة"، موضحاً "اضافة الى القيام بواجبي المتمثل بتنظيم حركة المرور في تقاطع الصليخ، فقد كنت أقوم بتنظيف الشارع بشكل يومي من مخلفات المواد الانشائية التي كانت تتراكم من جراء تنفيذ أحد مشاريع البنى التحتية في التقاطع نفسه، خشية أن تلحق الضرر بالسيارات، أو التسبب باثارة الغبار والحصى".
وكان النائب سردار عبد الله قد طالب بتكريم رجل المرور المذكور خلال بيان تلاه الأسبوع الماضي في البرلمان باسم لجنة الامن والدفاع، قال فيه: ان "عبد المنعم، الذي يقف في تقاطع الصليخ، قام بعمل خارج مهامه من خلال حمله مكنسة لتنظيف بقايا مركبة حمل خاصة بنقل مواد البناء)، داعيا الى "تضييفه في مجلس النواب ومنحه درعا تقديرا له".
ويستذكر مفوض المرور عبد المنعم، الذي تقترب خدمته من 40 سنة، الايام التي تلت سقوط النظام الدكتاتوري المباد ونزوله الى الشارع لينظم سير المركبات، وان كانت تلك المركبات بأعداد قليلة، الا انه يؤكد ان وقوفه كان يسهم في خلق نوع من الطمأنينة للمواطن، عندما يرى الشرطي يقف في مكانه، ويشير الى انه "امضى اشهراً عدة كان يعمل خلالها من دون مقابل، وانما كان يمنح مبلغ عشرة الاف دينار يومياً من جامع ابي حنيفة النعمان كمساعدة".
واضاف ان "ايماني بالله وتعاليمه السمحة في المحبة والتعاون وضرورة رفع الاذى عن الناس، دفعني الى معالجة حفر تركها مشروع حكومي لتنفيذ شبكة مجار لامانة بغداد"، مبيناً انه "كان يطلب من سائق الشفل طمر تلك الحفر، الامر الذي يؤدي الى تناثر الحصى والاتربة والرمل بشكل كبير، فأخذت اكنس الشارع بشكل يومي لتفادي تراكم تلك المواد التي تعيق الحركة وتلحق الضرر بالناس والسيارات، وقد قمت بذلك دون انتظار اشارة من احد، لان من واجب كل مواطن مساعدة الدولة على تنظيف المناطق القريبة منه، والحرص على الممتلكات العامة".
ويعكس الفعل الذي قام به "أبو محمد" سلوكه في المنزل، الذي يشغله مع أفراد عائلته المتكونة من زوجة وولدين ومثلهما من البنات، حيث يهتم بنظافة بيته الواقع في حي الأعظمية، خارج ساعات دوامه التي يقضيها في تنظيم حركة السير بالشارع، كما يروي أبناؤه.
كما لايختلف حال العائلة عنه في الحرص والنظافة والامانة، فقد ابدى ولده محمد اعتزازه وفخره بوالده، وقال لـ"الصباح": "لقد علمنا الكثير من التصرفات المبنية على السلام والمحبة ومساعدة الجار، ما جعلنا محط احترام الاخرين".
ويضيف انه سمع بخبر تكريم والده من احد اصدقائه الذي كان فرحاً للغاية،"وقد اتصل بي لتهنئتي، وما زال يتلقى التهاني من اصدقائه وجيرانه، واعد هذا التكريم جزاء حسناً لسني العمل الطوال من الجد والاجتهاد التي تميز بها والدي".
اما رفيقة دربه ام محمد فقد اكدت انها كانت تتفهم حرصه وتفانيه في العمل.
واشاد معاون امر قاطع مرور الاعظمية العقيد مؤيد ان "عبد المنعم من اكثر المنتسبين الذين اثق بهم، ومن الذين يحترمون من هم اعلى منهم رتبة"، مبيناً انه "من قدماء المفوضين، وبالرغم من كبر سنه الا انه لا يتهاون ولا يتأخر في تنفيذ اية أوامر تصدر له من ضباطه، واصفاً التزامه بـ"الفريد من نوعه".
واضاف لـ"الصباح" قائلا: "منذ دوامه في ساحة عنتر اعتدت على مشاهدته واقفاً في مختلف الظروف الامنية الخطرة والجوية الصعبة، لينظم السير غير مبال بالمخاطر التي قد تصيبه"، متمنياً ان "يقتدي جميع عناصر الشرطة بهذا المفوض".
اما زملاؤه سعد ناظم عجيل ومحمد كاظم لعيبي وفاضل محمد علي، فقالوا ان "المفوض عبد المنعم عودنا على الالتزام والحرص على اداء الواجب والصبر والمطاولة، كما ان علاقتنا به تمتد الى العلاقات العائلية وكثيراً ما اوصانا بالتعامل الحسن مع المواطن لان الجميع تحت خيمة الوطن"، مستدركين ان "تعامله هذا لايعني انه يتجاوز على القانون بل يطبق القانون بحذافيره، وكذلك دائماً هو الملاذ لنا في حل المشاكل سواء بين المنتسبين او مع المواطنين، مضيفين ان "خدمته الطويلة علمته الحضور الى العمل مبكراً ويغادره متأخراً وهو لا يخشى شدة الحر او قسوة البرد، ويرى ان الالتزام بالقيافة العسكرية يشكل هيبة لرجل الشرطة".
واستذكر رفيق دربه المفوض حسين علي خضر "تفانيه في مساعدة طلبة مدرسة الشهيد عثمان واعتماد مديرة المدرسة بشكل كامل على جهوده، فهو مطيع ويقدم الخدمة دون مقابل"، واصفاً التزامه خلال قرابة 40 عاماً من الخدمة بـ"الصفحة المشرفة التي يمكن ان تكون خير تراث يتركه الأب لأبنائه".
وقالت رديفة مدير العيادة الشعبية في الصليخ الدكتورة لمياء انه "منتسب يستحق التكريم لما يتميز فيه من تفان في العمل وبرغم الجهود التي يبذلها، الا انك كثيراً ما تراه ينصح ويبتسم ويتودد ويحذر اصحاب المركبات وغالباً ما تجد كلمات (عيني وحبيبي وتاج راسي وعمي واختي) لا تغادر شفتيه"، موضحة انها كلما وصلت الى التقاطع ووجدته مزدحماً عرفت انه غير موجود، فهو يمتاز بالحرص وقال ابو مصطفى (صاحب مكتبة الاسكندرونة) القريبة من التقاطع الذي يتواجه فيه المفوض عبد المنعم: انه "غني عن التعريف، فهوم ملتزم ومؤدب وخلوق ومهني وعلاقاته جيدة مع اصحاب المحال ومختلف شرائح المجتمع ويساعد الجميع".
جريدة الصباح