إيقاظ القلوب النائمة عن ذكر السيدة فاطمة (ع)المقدمة
للمستشار القانوني رامي احمد الغالبي
امين سر رابطة المستشارين القانونيين
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِين))
صدق الله العلي العظيم
سورة آل عمران\ آية 61.
إهداء
إلى بضعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)...
إلى أم أبيها...
إلى سيدة نساء العالمين....
إلى من يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها...
إلى الصديقة الطاهرة....
إلى باب الشهادة التي افتتحت باستشهادها قوافل الشهداء من آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم)...
إلى أمي فاطمة الزهراء أقدم لكِ هذا القليل راجياً الرضى عني في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد الطاهر الأمين, وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين, ثم الرضا والرضوان على أصحابه البررة المنتجبين الذين صدقوا فيما عاهدوا الله ورسوله ولم يكونوا على أعقابهم ناكثين, أما بعد.
لا ريب ولا شبهة ان كل من تطرق لبحثٍ حول سيدة نساء العالمين, خرج بعد تمام بحثه بنتيجتين اساسيتين:
النتيجة الأولى : التقصير الواضح من قبل الباحث بحق السيدة الزهراء ((عليه السلام)), وهذا محل اعتراف كل من كتب عن السيدة الزهراء ((عليها السلام)) وبيان مظلوميتها.
اما النتيجة الثانية فهي بيان الغاية الأساسية من كتابة البحث والوقوف على المطالب التي اوردها فيه.
وانا بدوري اُسلط الضوء على خيالِ طيفِ المقام السامي لسيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء ((عليها السلام)), متطرقاً الى مسألةٍ جوهريةٍ ألا وهي أن الأعم الأغلب من المسلمين يخالفون المنطق بجمعهم المتناقضيْن في مرتبةٍ واحدة, علماً ان المتناقضين لا يجتمعان ولا يرتفعان.
فيجعلون من مرتبة السيدة الزهراء ((عليها السلام)) ومن غاصبي حقها, الذين صرحت كبار الكتب الحديثية بظلمهم اياها, ويترضون عنهم بل ويؤلفون كتب بهذا الشأن من احاديثٍ ما انزل الله بها من سلطان.
لذلك التجأت الى كتب القوم في بيان مظلومية السيدة الزهراء ((عليها السلام)), متطرقاً الى ايقاظ القلوب النائمة عن مقامها ومظلوميتها ((عليها السلام)).
كما بودي أن أوضح أمراً بغاية الأهمية وهو إنني من باب الأمانة العلمية سأنقل عنوان المصدر كما وجدته, لذلك قد تجدونني اعبر عن صاحب كتابٍ ما بأنه الإمام أو العلامة أو المفسر الكبير...الخ..
فهذا لا يعني إنني معتقدٌ بإمامتهم أو معتقدٌ بالمركز العلمي لبعضهم, لكن اذكر هذه المصطلحات من باب ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم , كما إنني انطلق من بابٍ آخر وهو المهم في النقاش العلمي ألا وهو ((ألفُ عينٍ لأجل عينٍ تكرمُ)).
وتقتضي الأمانة العلمية أن أؤكد انه ليس لي من فضلٍ في هذا البحث إلا إبراز شروحات الأعلام الذين كتبوا عن مقامِ وظلامةِ السيدة الزهراء ((عليها السلام)) .
وإن كان لي من إضافةٍ في هذا المجال ، فهو جهد المقل الذي لا يكاد يذكر .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلِ اللهم على خير خلقك ابا الزهراء محمد الأمين وعلى آله الغر الميامين وصحبه الأخيار المنتجبين.
رامي احمد الغالبي
25 \ رجب الأصب\ 1435هـ
بابٌ في الآيات التي نزلت فيها ذكر السيدة الزهراء (عليها السلام)
وردت في القرآن الكريم آيآتٍ محكماتٍ بحق السيدة الزهرآء ((عليها السلام)) وآل بيت النبي محمد ((صلى الله عليه وآله)) فيها من الفضل مالم يثبت لأي من الصحابةِ المنتجبين (رضوان الله عليهم) بهكذا فضلٍ ومكانةٍ ساميةٍ ومرتبةٍ رفيعة.
منها:ـ
أولا ً:ـ آية التطهير:ـ وهي قوله عزَّ وجلَّ: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً)) (الأحزاب: 33 )
فقد ذكر المؤرخون والمفسرون أن سبب هذه الآية هي أن رسول الله (((صلى الله عليه وآله))) جمع آل بيته وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ((صلوات الله تعالى عليهم أجمعين)) تحت كساءٍ ثم قال ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) فنزلت الآية الكريمة.
ومن أن أهم المصادر التي ذكرت هذه الحادثة هي كتاب صحيح مسلم للإمام أبي حسين مسلم النيسابوري, صاحب الصحيح والذي يعتبر لدى إخواننا وأنفسنا أبناء السنة والجماعة من أئمة أهل الحديث ومصدراً أساسياً موثقاً للحديث عندهم.
فيذكر الحديث في صحيحه ((صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أهل البيت, ص915, رقم الحديث 6288, طبعة دار صادر, لبنان بيروت, دون سنة الطبع. )) نقلاً عن ام المؤمنين عائشة حيثُ قالت ((خرج النبي وعليه مرط ٌ مرحلٌ, من شعر ٍ أسود َ, فجاءَ الحسن بن علي فأدخلهُ ثم جاء الحسين فدخلَ معهُ ثم جاءت فاطمة فأدخلها, ثم جاء عليٌ فأدخله, ثم قال ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً))
وأنا اطرح سؤال قد يطرحهُ ألافٌ غيري واترك الإجابة لكل من أحب فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) من السنةِ والشيعةِ وهو أن أم المؤمنين عائشة كانت موجودة عندما ادخل رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) عليٌ وفاطمة والحسن والحسين ((صلوات الله تعالى عيهم أجمعين)) تحت الكساء, فلِمَ لم يُدخل زوجته عائشة تحت الكساء ؟؟ .
أما من يقول إن نساء الرسول من أهل بيته فنقول أن إلزام المقابل بما التزم به أروع طرق النقاش العلمي والذي يؤدي الى الخروج من الضلالة إلى النور.
فيروي مسلم في صحيحهِ ((كتاب فضائل الصحابة, باب فضائل علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) رقم الحديث 6254. ص 910)) روايةً عن زيدٍ ابن ارقم , بعد ان يذكر حديث الثقلين عن رسول الله (( صلى الله عليه وآله)), وهو (( الا واني تاركٌ فيكم ثقلين احدهما كتاب الله عز وجل وهو حبل الله, من اتبعه كان على هدى ومن تركه كان على ضلالة... )) فيُسأل زيد ومن اهل بيته؟ ... نساؤه؟ قال : لا وايم والله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر, ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها, أهل بيته أصله وعصبته الذين حُرموا الصدقة.
قلتُ أن في هذه الأحاديث غرابة وتناقضاً شديداً حيث مسلم يذكر قبل هذا الحديث بحديثٍ واحدٍ وهو أن زيد بن أرقم حين ذكر حديث الثقلين ووصل إلى قول رسول الله (( صلى الله عليه وآله))... أذكركم الله أهل بيتي , أذكركم الله أهل بيتي, أذكركم الله أهل بيتي.
سؤل زيد ومن أهل بيته يا زيد؟ أليسَ نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته, ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده, فعندما سؤل ومن هم ؟ قال هم آل علي وآل جعفر وآل عباس.
قلتُ يوجد تعليقٌ لطيف في نفس الصفحة التي ذكرت فيه هذه الأحاديث يقول المعلق : أن هذه الأحاديث متناقضةٌ وفي رواياتٍ في غير مسلم انه قال ((نساؤه لسن من أهل بيته)) فراجع حاشية الصفحة رقم (910) من صحيح مسلم.
أما مسألة أن أهل بيت النبي هم آل عليٍ وآل جعفرٍ وآل عباس, فنقول ان هذا الكلام هو كلام زيد وليس كلام رسول الله ونحنُ بطبيعة الحال لسنا مأمورين بإتباع كلام زيد, بل أمرنا الله بإتباع الرسول(( صلى الله عليه وآله )).
ثانياً:ـ آية المباهلة :ـ وهي قوله تعالى:ـ ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ)) ((آل عمران: 61)).
إن الآية المباركة نزلت في شأن رسول الله (((صلى الله عليه وآله))) ومن خرج معه , وهم : عليٌ وفاطمة والحسن والحسين ((عليهم السلام )) فقط دون غيرهم , هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم كما ورد هذا المعنى في كتب أهل السنة ايضاً, نذكر منها:ـ
- صحيح مسلم : ج 7/ ص120 .
- مسند أحمد : ج1/ ص185 .
- صحيح الترمذي : ج5/ ص596.
- خصائص أمير المؤمنين : ص 48 .
- المستدرك على الصحيحين : ج 3/ ص150 .
- فتح الباري في شرح صحيح البخاري : ج 7/ ص60 .
- المرقاة في شرح المشكاة : ج5/ ص589 .
- أحكام القرآن للجصاص :ج 2/ ص16 .
- تفسير الطبري : ج3/ ص212 .
- تفسير ابن كثير : ج1/ ص319 .
- الدر المنثور :ج 2/ ص38
- الكامل في التاريخ : ج 2/ ص293 .
- أسد الغابة : ج 4/ ص26 .
ثالثاً:ـ آية (الإِطعَام):ـ وهي قوله عزَّ وجلَّ: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)) ((الإنسان: 8 ـ9)).
وقصتها كما يذكرها الزمخشري في تفسيره ((الكشاف)) عن ابن عباس: أن الحسن والحسين ((عليهما السلام)) مَرِضَا، فعادهما رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) في ناسٍ معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نَذرتَ على ولديك.
فَنَذَر عَليٌّ وفاطمةُ وجَارِيَتُهُما فِضَّة ((عليهم السلام)) إن برئا ((عليهما السلام)) مما بِهِما أن يَصومُوا ثلاثة أيام, فَشُفِيَا ((عليهما السلام)) وما معهم شيء.
فاستقرض عليٌّ ((عليه السلام)) من شَمْعُون الخيبري اليهودي ثلاث أَصْوُعٍ من شعير، فَطحنت فاطمة ((عليها السلام)) صاعاً، واختبزت خمسة أقراص على عددهم.
فوضعوها بين أيديهم لِيُفطِرُوا، فَوقَفَ عليهم مِسكين ، وقال: ((السَّلام عليكم يا أهلَ بيتِ محمدٍ، مِسكينٌ مِن مَساكِين المُسلمين، أطعِمُونِي أطعمكمُ اللهُ من موائد الجنة، فآثروه ((عليهم السلام)) وباتوا لم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياماً)).
فلما أمْسَوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يَتِيم، فآثروه ((عليهم السلام)), ووقف عليهم أسيرٌ في الثالثة، ففعلوا ((عليهم السلام)) مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذَ علي بيد الحسن والحسين، وأقبلوا إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفِرَاخ مِن شِدَّة الجوع قال ((صلى الله عليه وآله)): مَا أشد مَا يَسُوئُنِي ما أرى بكم.
فانطلق ((صلى الله عليه وآله)) معهم، فرأى فاطمة ((عليها السلام)) في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها، وغارت عيناها، فساءه ((صلى الله عليه وآله)) ذلك، فنزل جبرائيل وقال: خذها يا محمد، هَنَّأَكَ اللهُ في أهل بيتك، فَأقرَأَهُ السورة.
وفي هذه السورة ـ أي: ((سورة الإنسان))، أو: سورة ((هَلْ أَتَى)) كرامة للسيدة الزهراء ((عليها السلام))، وقد ذكرها الزمخشري في تفسيره الكشاف، عند تفسيره لهذه السورة قال: ((إنَّ الله تعالى قد أنزلَ (هَلْ أَتَى) في أهلِ البيت ((عليهم السلام))، وَلَيس شَيءٌ مِن نعيم الجَنَّةِ إِلاَّ وَذُكِرَ فيها، إِلاَّ (الحُور العِين)، وذلك إِجلالاً لفاطمة ((عليها السلام)) ))
فهذا هو إبداع القرآن الكريم، وهذه هي بلاغته والتفاتاته، وهذه هي عظمة فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) عند ربها العظيم.
رابعاً:ـ آية المودة :ـ وهي قوله تعالى ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى)) ((الشورى: 23)).
يظهر من الروايات أن المقصود بالقربى هم أهل البيت ((عليهم السلام)) فعن أبي جعفر ((عليه السلام)) أنه سأل عن قوله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) ، فقال هي والله فريضة من الله على العباد لمحمدٍ ((صلى الله عليه وآله)) في أهل بيته.
وعن أبي جعفر أيضاً ((عليه السلام))، أنه أجاب عن الآية وأن المقصود بالقربى هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم: ((أنظر المحاسن للبرقي ج1/ ص124ـ 145)).
وفي ((قرب الإسناد للحميري ص 128)) أن الإمام جعفر الصادق ((عليه السلام)) سأل الأحول ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى ))، قال: جعلت فداك يقولون إنها لقرابة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ولأهل بيته، قال لأنها نزلت فينا أهل البيت في الحسن والحسين وعلي وفاطمة أصحاب الكساء.
أما في كتب إخواننا وأنفسنا أبناء السنة والجماعة فمصادر نزول هذه الآية في حقِ فاطمةٍ وأبيها وبعلها وبنيها ((صلوات الله تعالى عليهم)) كثيرةٌ اذكر منها :ـ
- الدر المنثور للسيوطي. ج 6 / ص 7 .
- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل. ج 2 / 669.
- المستدرك على الصحيحين, للحاكم النيسابوري, ج 3 / ص172 .
- شواهد التنزيل للحسكاني . ج 2 / ص 130.
- الصواعق المحرقة لابن حجر. ص 170 .
- التفسير الكبير للفخر الرازي . ج 27 / ص166.
- مجمع الزوائد للهيثمي. ج 9 / 168.
- تفسير الكشاف للزمخشري. ج 4 / ص 219.
- ذخائر العقبى للطبري . ص 25.
- ينابيع المودة . ج 3/ ص 137.
خامساً:ـ سورة الكوثر
أخرج أصحاب العديد من التفاسير نزول هذه السورة بشأن فاطمة الزهراء بنت الرسول ((صلى الله عليه وآله))، وإليك عدداً منهم :ـ
1- البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: ((الكوثر)) قال: ((وقيل: أولاده)). انظر: ((كتاب أنوار التنزيل وأسرار التأويل مخطوط ص1156)).
2- الفخر الرازي في تفسيره الكبير، قال: ((الكوثر أولاده)) (( صلى الله عليه وآله)) لأن هذه السورة إنما نزلت ردّاً على من عابه بعدم الأولاد.
فمعنى الآية الكريمة هو: ((أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ بهم ، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به)) (التفسير الكبير/ ج30 , تفسير سورة الكوثر)).
3- الشيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر، قال: ((إن المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة منها: أن المراد بالكوثر: أولاده عليه الصلاة والسلام، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت ردّاً على من قال في حقّه ((عليه الصلاة والسلام))،: أنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه)) ((ج 9 / ص341)).
4- شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي المسماة بـ ((غاية القاضي/ ص3)).
5- العلامة أبو بكر الحضرمي في كتابه ((القول الفصل/ ص457)).
بابٌ في الأحاديث الواردة في حق السيدة الزهراء ((عليها السلام))
وردت في حق السيدة فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) العديد من المناقب في الكتب الأساسية والمعتبرة لدى إخواننا وأنفسنا أبناء السنة والجماعة نذكر منها:
في كتاب صحيح البخاري (باب مناقب قرابة رسول الله (
رقم الحديث ) 3437 (
حدثنا أبو الوليد حدثنا إبن عيينة عن عمرو بن دينار عن إبن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قال :ـ )) فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)).
*****************
كتاب صحيح البخاري ـ )) باب مناقب فاطمة ((رقم الحديث ) 3483 (
حدثنا أبو الوليد حدثنا إبن عيينة عن عمرو بن دينار عن إبن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قال : ((فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)) .
*****************
كتاب صحيح مسلم ( كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل فاطمة بنت النبي ( ـ
رقم الحديث) : 4482 (
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد كلاهما عن الليث بن سعد قال إبن يونس حدثنا ليث حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) على المنبر وهو يقول إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم إلا أن يحب إبن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما إبنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها .
قلتُ بغض النظر عن اننا لا نُسلم بما ورد في كتاب البخاري وغيره من ان قصة زواج امير المؤمنين من امرأةٍ أخرى في حياة السيدة الزهراء ((عليها السلام)), الا انني اوردت هذا الحديث لبيان أن فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) بضعة ابيها ((صلى الله عليه وآله)), وكما اسلفت الزموهم بما الزموا به انفسهم فصحيح البخاري وغيره حجة على من يقبلونه.
كتاب صحيح مسلم (كتاب - فضائل الصحابة - باب فضائل فاطمة بنت النبي)
رقم الحديث) : 4483)
حدثني أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي حدثنا سفيان عن عمرو عن إبن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)): (( إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها)).
*****************
الحاكم النيسابوري(( كتاب المستدرك على الصحيحين - كتاب معرفة الصحابة((
رقم الحديث) : 4756 )
حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شيبويه الرئيس الفقيه بمرو ثنا جعفر بن محمد بن الحارث النيسابوري بمرو ثنا على إبن مهران الرازي ثنا سلمة بن الفضل الابرش, ثنا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه عن عائشة إنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي ((صلى الله عليه وآله)) قالت ما رأيت أحداً كان اصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها ، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
*****************
الإمام الهيثمي)) كتاب مجمع الزوائد - باب مناقب الحسين بن علي))
((ج 9 / ص 201 ((
عن عائشة قالت : ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها. قالت: وكان بينهما شيء؟ فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب.
((رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت: ما رأيت أحداً قط أصدق من فاطمة)) ورجالهما رجال الصحيح.
الإمام إبن حجر العسقلاني
((كتاب المطالب ـالعالية / باب فضائل فاطمة وإبنيها))
وقال أبو يعلى : ثنا أمية بن بسطام ، ثنا يزيد بن زريع ، حدثنا روح بن القاسم ، عن عمرو بن دينار ، قال : قالت عائشة ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها ، وكان بينهما شيء ، فقالت : يا رسول الله ،(( سلها فإنها لا تكذب)).
*****************
صحيح البخاري ((كتاب المناقب / باب علامات النبوة –((رقم الحديث ))3353 ((
حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن فراس عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي ((صلى الله عليه وآله)) فقال النبي ((صلى الله عليه وآله)) مرحباً بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) حتى قبض النبي ((صلى الله عليه وآله)) فسألتها فقالت أسر إلي إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي فبكيت فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك .
*****************
صحيح البخاري)) كتاب الإستئذان / باب من ناجى بين يدي الناس ((
رقم الحديث )) 5812 ))
حدثنا موسى عن أبي عوانة حدثنا فراس عن عامر عن مسروق حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت إنا كنا أزواج النبي ((صلى الله عليه وآله)) عنده جميعاً لم تغادر منا واحدة فأقبلت فاطمة ((عليها السلام)) تمشي لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فلما رآها رحب قال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاءً شديدا فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك فقلت لها أنا من بين نسائه خصك رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) بالسر من بيننا ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) سألتها عما سارك قالت ما كنت لأفشي على رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) سره فلما توفي قلت لها عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني قالت أما الآن فنعم فأخبرتني قالت أما حين سارني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة وإنه قد عارضني به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك قالت فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية قال يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة .
*****************
صحيح مسلم ((كتاب فضائل الصحابة - فضائل فاطمة بنت النبي((
رقم الحديث )) 4487 ((
حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت كن أزواج النبي ((صلى الله عليه وآله)) عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) شيئا فلما رآها رحب بها فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها خصك رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) سألتها ما قال لك رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قالت ما كنت أفشي على رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) سره قالت فلما توفي رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قلت عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فقالت أما الآن فنعم أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وإنه عارضه الآن مرتين وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك قالت فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت.
إبن حجر العسقلاني ـ كتاب الإصابة ـ ج(8 ) - ص (266 )
وأخرج بن أبي عاصم عن عبد الله بن عمرو بن سالم المفلوج بمسند من أهل البيت عن علي أن النبي ((صلى الله عليه وآله)) قال لفاطمة ((إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ((.
**************
قلتُ ومعنى هذا الحديث اذا غضبت السيدة الزهراء من أي شخصٍ أو لأي شيءٍ يُغضب الله تعالى لغضبها, ومن يغضب الله عليه بطبيعة الحال يخرجه من رحمتهِ.
أقول بعد عرض هذه المصادر التي تُثبت مكانة السيدة فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) في القرآن الكريم, والسنة النبوية المطهرة من أهم المصادر الحديثية واهم كتب التفسير والتأريخ لدى إخواننا أبناء السنة والجماعة.
لذلك نذهب إلى طرحِ تساؤل مهم وهو إذا كان رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يعتبر السيد فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) بضعة منه, وأنه (( صلى الله عليه وآله)) يرضى لرضاها ويغضبه ما يغضبها, وإنها ((عليها السلام)) صديقةٌ لا تكذب, وإنها سيدة نساء هذه الأمة, وبالتالي تكون سيدة نساء كل الأمم بإعتبار أن الأمة الإسلامية أفضل من كلِ الأمم السابقة, وإنها من أصحاب الكساء اللذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, وإنها من القربى اللذين اوجب الله على المسلمين مودتهم.
هنا يُطرح سؤالٌ مهم لكل من يُريد أن يُقابل الله بوجهٍ حسن ألا وهو:ـ
هل الأمة الإسلامية جازت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) على هدايته لهذه الأمة بمودتهم في قرباه , كما طلب (( صلى الله عليه وآله)) منهم.
أترك الإجابة للباب القادم ـ
بابٌ في انقلاب بعض الصحابة على أعقابهم
طرح في الباب السابق سؤالٌ مهم ألا وهو هل أن الأمة الإسلامية أعطت اجر الرسالة إلى مرشدها ومنقذها من الضلالة وهو المودة في قربى رسول الله ام لا ؟.
ولا يستغرب البعض حين يقرأ عنوان الباب ان بعض الصحابة انقلبوا على اعقابهم, فليس كل الصحابة عدول, كما يعتقد مخالفينا.
واليكم إخوتي الأدلة التي تثبت ان من الصحابةِ من انقلبوا على أعقابهم بعد وفاة رسول الله (( صلى الله عليه وآله)) .
*****************
يذكر الإمام البخاري في كتابه صحيح البخاري كتاب الرقاق - باب الحوض
(رقم الحديث 6098)
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا إبن وهب قال أخبرني يونس عن إبن شهاب عن إبن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي ((صلى الله عليه وآله)) أن النبي ((صلى الله عليه وآله)) قال يرد على الحوض رجال من أصحابي فيحلئون عنه فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى .
أما الإمام مسلم فيذكر في صحيحه, كتاب الفضائل
باب إثبات حوض النبي وصفاته - رقم الحديث : (3243)
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني إبن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم قال سمعت سهلا يقولا : سمعت النبي ((صلى الله عليه وآله)) يقول أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا يقول قال فقلت نعم قال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول سحقاً سحقا لمن بدل بعدي وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا إبن وهب أخبرني أسامة عن أبي حازم عن سهل عن النبي ((صلى الله عليه وآله)) وعن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري عن النبي ((صلى الله عليه وآله)) بمثل حديث يعقوب .
قلتُ إن ظاهر الحديث واضحٌ وصريح, حيث أن رسول الله يقول عن هؤلاء المنقلبين على أعقابهم بأنه, يعرفهم ويعرفونه, بل يقول عنهم الرسول ((صلى الله عليه وآله )) انهم مني.
فلم العجب عندما نذكر أن هنالك من الصحابة من انقلبوا على أعقابهم ؟؟.
أما مسألة الهجوم والتجاوز على بيت السيدة الزهراء ((عليها السلام)) من قبل بعض الصحابة فأيضاً توجد فيه المصادر الدامغة.
حيثٌ ذكر الطبري وهو من أهم وأكبر المؤرخين الموثقين لدى إخواننا وأنفسنا أبناء السنة والجماعة في تأريخه - (ج 2 ) (ص 443) طبعة بيروت.
حدثنا إبن حميد قال: حدثنا جرير، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال:ـ ((أتى عمر بن الخطاب ، منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: واللّه لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير ، مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.))
***************
ولعل سائلٌ يسأل هل صحيح ان هذه الواقعة قد وقعت او قل هل هذه الرواية صحيحة السند.
وحقيقة الأمر أن هذا سؤالٌ وجيه وفي محلهِ يطرحه كل شخصٍ يريد الوصول إلى الحقيقة.
لذلك نبدأ بتعريف مؤلف كتاب تأريخ الطبري, وبعدها نرى الرجال الذين نقل عنهم هذه الحادثة هل هم ثقات ام لا ؟
تعريف المؤلف
محمد بن جرير الطبري ((223ـ 310هـ )) صاحب التأريخ والتفسير المعروفين بين العلماء.
أما الطبري فليس في إمامته ووثاقته كلام ، فقد وصفه الذهبي في سير اعلام النبلاء بقوله: الإمام الجليل ، المفسر، صاحب التصانيف الباهرة ، ثقة ، صادق.
****************
تعريف رجال سند هذه الرواية
الراوي الأول :ـ إبن حميد :ـ
فيقول عنه الإمام إبن حجر في كتاب ((تهذيب التهذيب)) , ج) 9), ص( 111)
رقم الترجمة (181 )
( أبي داود والترمذي وإبن ماجة يوثقون محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي .(
روى عن يعقوب بن عبدالله القمي وابراهيم بن المختار وجرير بن عبدالحميد وإبن المبارك وعنه أبو داود والترمذي وإبن ماجة وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ......
قال أبو زرعة الرازي من فاته إبن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث .
وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا .
وقال أبو قريش محمد بن جمعة كنت في مجلس الصاغاني فحدث عن إبن حميد فقلت تحدث عن إبن حميد فقال وما لي لا أحدث عنه وقد حدث عنه أحمد ويحيى .
قال وقلت لمحمدٍ إبن يحيى الذهلي ما تقول في محمد بن حميد قال:ـ ألا تراني هو ذا أحدث عنه .
وقال إبن أبي خيثمة سئل إبن معين فقال ثقة لا بأس به رازي كيس.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد عن إبن معين ثقة وهذه الأحاديث التي يحدث بها ليس هو من قبله إنما هو من قبل الشيوخ الذين يحدث عنهم .
وقال أبو العباس بن سعيد سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول إبن حميد ثقة كتب عنه يحيى وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم .
****************
كذلك يقول عنه إبن حجر - في كتاب لسان الميزان –ج(7) , ص(492)
رقم الترجمة : ( 5741 )
(إبن حميد ) الرازي هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الرازي أبو عبد الله الحافظ * عن يعقوب القمى وجرير وإبن المبارك وطائفة * وعنه أبو داود والترمذي وإبن ماجة قال يحيى بن معين ثقةُ كيس.
****************
الراوي الثاني :ـ جرير بن عبد الحميد
أما هذا الراوي فقد وثقه الإمام إبن حجر)) كتاب تهذيب التهذيب ))
ج(2) , (75) رقم الترجمة (116)
جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد اللّه الرازي، القاضي، ولد في قرية من قرى إصفهان، ونشأ بالكوفة، ونزل الري، روى عنه إسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين وجماعة.
- كان ثقة يرحل إليه, وقال عنه إبن عمار الموصلي: حجّة، كانت كتبه صحيحة.
الراوي الثالث :ـ المغيرة بن مقسم الضبي
يذكر عنه الإمام إبن حجر العسقلاني في ((كتاب تهذيب التهذيب))
ج(10) , ص ) 270) رقم الترجمة (482)
المغيرة بن مِقْسم الضبي، الكوفي، الفقيه، روى عنه شعبة، والثوري، وجماعة، قال أبو بكر بن عياش:ـ ما رأيت أحداً أفقه من مغيرة فلزمته.
- قال العجلي: المغيرة ثقة، فقيه الحديث.
- وقال النسائي: ثقة، توفي سنة 136هـ.
- وذكره إبن حِبّان في الثقات.
****************
الراوي الرابع :ـ زياد بن كليب
يذكر عنه الحافظ الذهبي)) كتاب ميزان الإعتدال)) – ج (2) ــ ص (92)
رقم الترجمة (2959)
عرفه الذهبي بقوله:ـ أبو معشر التميمي، الكوفي، عن إبراهيم والشعبي وعنه مغيرة، مات كهلاً في سنة 110هـ , وثّقه النسائي وغيره.
****************
كذلك يذكر عنه الإمام إبن حجر ((كتاب تهذيب التهذيب)) ج (2) ص (382) رقم الترجمة (698)
- قال العجلي: كان ثقة في الحديث.
أما الرواية الثانية التي تبين غدر الأمة في آل بيت الرسول بصورةِ عامة وفي ابنتهِ التي يرضى لرضاها ويغضبُ لغضبها بصورةِ خاصة.
عند الإمام إبن أبي شيبة الكوفي ـ كتاب المصنف
(باب ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته) ج ( 8 ) ص ( 572 (
حدثنا محمد بن بشر, حدثنا عبيد الله بن عمر , حدثنا زيد بن أسلم , عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (( صلى الله عليه وآله)) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم , فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال:
((يا بنت رسول الله والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك , وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك , وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت , قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين , فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي , فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر)).
****************
تعريف المؤلف
إبن أبي شيبة الكوفي
أما إبن أبي شيبة ، فكفى في وثاقته ما ذكره الذهبي في كتاب )) ميزان الاعتدال))
عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة الحافظ الكبير، الحجة، أبو بكر, حدث عنه أحمد بن حنبل ، والبخاري، وأبو القاسم البغوي, والناس ووثقه جماعة.
ثم قال: أبو بكر ((يريد به أبو شيبة))، ممن قفز القنطرة، وإليه المنتهى في الثقة، مات في أول سنة 235 .
المصدر الحافظ الذهبي ((كتاب ميزان الاعتدال)) – ج (2) ص (490)
تعريف رجال السند
الراوي الأول:ـ محمد بن بشر
يذكر عنه الإمام الرازي كتاب الجرح والتعديل - ج (2) ص (673 )
محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي أبو عبد الله العبدي الكوفي أخرج البخاري في الفتن ومناقب عمر وغير موضع عن علي بن المديني و إبن راهويه و إبن نمير وغيرهم عنه عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر وغيرهما مات سنة ثلاث ومائتين.
- قال النسائي هو ثقة .
- وقال بن الجنيد سمعت بن معين سئل عنه فقال لم يكن به بأس .
****************
كذلك يذكر عنه الإمام الرازي ـ الجرح والتعديل – ج (7) ص (210)
قال سألت يحيى بن معين عن محمد بن بشر فقال ثقة .
****************
وايضاً يذكر عنه إبن سعد ـ في كتاب الطبقات الكبرى - ج (6) ص (394)
ويكنى أبا عبد الله توفي بالكوفة في جمادي الاولى سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة كثير الحديث .
****************
كذلك يوثقه العجلي في كتاب ((معرفة الثقات)) – ج (2) ص (233(
محمد بن بشر العبدي كوفى ثقة يكنى أبا عبد الله .
وايضاً يوثقه الحافظ الذهبي ـ في كتاب تذكرة الحفاظ – ج (1) ص (322)
محمد بن بشر الحافظ الثقة أبو عبد الله العبدي الكوفي .
قال أبو عبيد الآجري : سألت ابا داود عن سماع محمد بن بشر من إبن أبي عروبة فقال : هو أحفظ من كان بالكوفة .
- وقال يحيى إبن معين : ثقة
****************
وكذلك الحافظ الذهبي ـ في كتاب سير أعلام النبلاء ــ ج (9) ص ) 365 )
محمد بن بشر إبن الفرافصة ، بن المختار بن رديح الحافظ الإمام الثبت ، أبو عبدالله العبدي الكوفي .
وثقه يحيى بن معين وغيره .
قال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن سماع محمد بن بشر من إبن أبي عروبة ، فقال : هو أحفظ من كان بالكوفة .
****************
إبن حجر ((كتاب تهذيب التهذيب)) ج (9) ص (64)
محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار الحافظ العبدي أبو عبد الله الكوفي .
قال عثمان الدارمي عن إبن معين ثقة .
وقال الآجري عن أبي داود هو أحفظ من كان بالكوفة .
البخاري وإبن حبان مات سنة ثلاث ومائتين . قلت : كذا قاله إبن حبان في الثقات وفيها أرخه يعقوب بن شيبة ومحمد بن سعد وزاد في جمادى الاولى وقالا وكان ثقة كثير الحديث .
- وقال النسائي و إبن قانع ثقة .
- وقال إبن الجنيد عن إبن معين لم يكن به بأس .
وقال إبن شاهين في الثقات قال عثمان بن أبي شيبة محمد بن بشر ثقة ثبت إذا حدث من كتابه .
****************
إبن حجر - تقريب التهذيب – ج (2) ص (58)
محمد بن بشر العبدي أبو عبد الله الكوفي ثقة حافظ من التاسعة مات سنة ثلاث ومائتين.
الراوي الثاني:ـ عبيد اللّه بن عمر
أما هذا الراوي فيوثقه الإمام إبن حجر)) كتاب تهذيب التهذيب))
ج (7) ص ( 35 ــ 36) رقم الترجمة ( 71)
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمي المدني أبو عثمان أحد الفقهاء السبعة .
قال عمرو بن علي ذكرت ليحيى بن سعيد قول إبن مهدي أن مالكا أثبت في نافع عن عبدالله فغضب وقال قال أبو حاتم عن أحمد عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية .
وقال عبدالله بن أحمد عن إبن معين عبيد الله بن عمر من الثقات.
وقال النسائي ثقة ثبت , وقال أبو زرعة وأبو حاتم ثقة .
وقال إبن منجويه كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلاً وعلماً وعبادةً وشرفاً وحفظاً وإتقانا .
ذكر إبن سعد في الطبقة الخامسة , قال : ولما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن على المنصور لزم عبيد الله ضيعته واعتزل فلما قتل محمد رجع عبيد الله إلى المدينة فمات بها سنة ( 47هـ) وكان ثقة كثير الحديث حجة .
*****************
الراوي الثالث:ـ زيد بن أسلم العدوي
وثقه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء – ج (5) ص (316)
زيد بن أسلم الإمام الحجة القدوة أبو عبد الله العدوي العمري المدني الفقيه . حدث عن والده أسلم مولى عمر .
قال أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا ، وما رأيت في مجلسه متماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا .
وكان أبو حازم ، يقول : لا أراني الله يوم زيد بن أسلم ، إنه لم يبق أحد أرضى لديني ونفسي منه .
****************
كذلك يوثقه الإمام إبن حجر ـ ((كتاب تهذيب التهذيب))
ج (3) ــ ص (341 ـــ 342) رقم الترجمة ((728))
زيد بن أسلم العدوى أبو أسامة ويقال أبو عبد الله المدني الفقيه مولى عمر .
وقال مالك عن إبن عجلان : ما هبت أحداً قط هيبتي زيد بن أسلم .
وقال أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وإبن خراش ثقة .
وقال يعقوب إبن شيبة : ثقة من أهل الفقه والعلم وكان عالماً بتفسير القرآن .
وقال حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر : لا أعلم به بأساً إلا أنه يفسر برأيه القرآن ويكثر منه .
وقال الساجي : ثنا أحمد بن محمد المعيطى قال : قال إبن عيينة كان زيد بن أسلم رجلا صالحا وكان في حفظه شيء .
وقال أبو حاتم زيد عن أبي سعيد مرسل وذكره إبن حبان في الثقات .
****************
قلتُ إننا نرى إخوة الإيمان والعقيدة أن السيدة الزهراء ((عليها السلام)) حسب المصادر الموثقة التي ذكرناها قد ظُـلمت من قبل بعض الصحابة الذين لم يقدموا اجر الرسالة لرسول الله (( صلى الله عليه وآله)) بمودتهم في قرباه بل حتى ان هنالك من الصحابة من اغضبوا السيدة الزهراء ((عليها السلام)) حتى انها ماتت وهي غاضبة ٌ عليهم.
وهذا ما ذكره كبار أئمة إخواننا وأنفسنا أبناء السنة والجماعة في اهم مصادرهم الحديثية توثيقاً .
فيذكر الإمام البخاري في صحيحهِ ((كتاب المغازي - باب غزوة خيبر))
رقم الحديث : ( 3913 (
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن إبن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي ((صلى الله عليه وآله)) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد ((صلى الله عليه وآله)) في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت.
******************
كذلك يذكر الإمام البخاري في صحيحهِ
((كتاب الفرائض - باب قول النبي لا نورث ما تركناه صدقة )( رقم الحديث (6230)
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة ((عليها السلام)) والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال قال أبو بكر والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يصنعه فيه إلا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت حدثنا إسماعيل بن أبان أخبرنا إبن المبارك عن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي ((صلى الله عليه وآله)) قال لا نورث ما تركنا صدقة.
****************
كذلك روى هذه الحادثة الإمام مسلم في صحيحه
(كتاب الجهاد والسير – باب قول النبي لا نورث ما تركناه صدقة)
رقم الحديث : ( 3304 )
حدثنا محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث عن عقيل عن إبن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد ((صلى الله عليه وآله)) في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت.
وايضاً روى هذه الحادثة الإمام احمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلي في مسنده
((مسند العشرة المبشرين بالجنة- مسند أبي بكر)).
رقم الحديث : ( 25 )
حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن صالح قال إبن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي ((صلى الله عليه وآله)) أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر إن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة ((عليها السلام)) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت قال وعاشت بعد وفاة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ستة أشهر قال وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله)) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يعمل به إلا عملت به وإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس فغلبه عليها علي وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال هما صدقة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال فهما على ذلك اليوم.
****************
وايضاً روى هذه الرواية المؤرخ إبن قتيبة الدينوري في كتابه-(( الإمامة والسياسة)) تحقيق الشيري - ج : ( 1 ) ص ( 31 )
فلم ترد ((عليها السلام)) ، فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ، ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ، إلا أني سمعت أباك رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يقول: لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة ، فقال : أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم . فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد اسخطني ؟؟, قالا : نعم سمعناه من رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، قالت : فإني أشهد الله وملائكته انكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لاشكونكما إليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لادعون الله عليك في كل صلاةٍ أصليها ، ثم خرج باكياً فاجتمع إليه الناس ، فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته ، مسروراً بأهلهِ ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي . قالوا : يا خليفة رسول الله ، إن هذا الامر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين.....
***************
قلتُ ان هذه المصادر الموثقة التي بين أيديكم الآن هي حجة ٌ على كل من يعتقد بوثاقة من أخرجنا الأحاديث من كتبه من أئمة حديثٍ ومؤرخين ومفسرين... الخ..
وهنالك من يقول نحن نحب فاطمة ونودها ونترضى عنها, فالسؤال التالي: إذا كانت هذه المصادر صحيحة هل ستترضون على من غضبت عليهم وماتت وهي غاضبة عليهم ؟؟.. أم هل ستترضون على من هتك حرمت بيتها وآذاها.
انتم الآن أصحاب الميزان, في كفةٍ فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) , وفي كفةٍ أخرى من آذوها وماتت وهي غاضبةٌ عليهم , فكما يقول المناطقة في طرحهم لمسائل المنطق أن المتناقضين لا يجتمعان, فكيف نجعل الجاني والمجني عليه ونجعلهما في مرتبةٍ واحدةٍ ؟؟ .
بيني وبين الله طرحت هذا البحث لا من باب التفرقة الطائفية يشهد ربي على هذا, ولكن المصادر أمامكم ايها الإخوة الأعزاء, ومن أمهات الكتب المعتبرة لدى اخواننا وانفسنا ابناء السنة والجماعة, فيجب أن لا نكون سذج, ونجعل من الجاني والمجني عليه في كفةٍ واحدة.
وللأسف الشديد إننا نجد في كتب التأريخ من وصفهم المؤرخون بولاة الأمر وجعلوهم أصحاب الفضل بنشر معالم الدين السمح.
على الرغم من ان المصادر التي ذكرناها تبين ان السيدة الزهراء ((عليها السلام)) قد ماتت وهي غاضبة عليهم, وقد ارادوا نبش قبرها, لأجل الصلاة عليها, وهذا ما صرحت به كتب علماء إخواننا وأنفسنا أبناء السنة والجماعة.
فيروي الإمام الطبري في كتاب (دلائل الإمامة)
عن محمد بن همام أن المسلمين لما علموا وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور فضج الناس ولام بعضهم بعضا, و قالوا لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتاً واحدةً تموت و تدفن و لم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولا تعرفوا قبرها ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها, و نزور قبرها.
فبلغ ذلك علي ((عليه السلام)) فخرج مغضباً قد احمرت عيناه و درت أوداجه و عليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهةٍ و هو متكئٌ على سيفه ذو الفقار حتى ورد البقيع فسار إلى الناس النذير, و قالوا هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخر, فتلقاه بعضهم فقال له ما لك يا أبا الحسن, و الله لننبشن قبرها, و لنصلين عليها, فضربه علي ((عليه السلام)) بيده إلى جوامع ثوبه فهزه, ثم ضرب به الأرض, و قال أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس, و أما قبر فاطمة فو الله الذي نفس علي بيده لأن رمت و أصحابك شيئاً من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم فإن شئت فأعرض, فتلقاه آخر فقال يا أبا الحسن بحق رسول الله و بحق من فوق العرش إلا خليت عنه, فأنا غير فاعلين شيئا تكرهه فخلى عنه و تفرق الناس و لم يعودوا إلى ذلك.
باب في إثبات محبة السيدة فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) في قلوب محبيها
إننا اذا أردنا أن نوقظ قلوبنا النائمة عن ذكر السيدة فاطمة فلابد لنا من إتباع نهجها ((سلام الله عليها)) والذي هو نهج رسول الله (( صلى الله عليه وآله)) لا أن نجعل حبنا لها مجرد لقلقة لسان بدون تطبيق.
فهنالك بعض الأحاديث عن السيد الزهراء ((عليها السلام)) أوردتها في هذا الباب لنعلم هل نستطيع تطبيق حبنا للسيدة الزهراء ((عليها السلام)) بتطبيق احاديثها ووصاياها, ام سيكون حبنا لها لقلقة لسانٍ فقط ؟؟.
لأن المحب للحبيبِ مطيعُ, ولأن غاية العلم هو العمل, فبما إننا نحب السيدة الزهراء ((عليها السلام)) فعلينا أن نعمل بأحاديثها ونوضحها لكل من يحب فاطمةَ وأبوها وبعلها وبنوها ((صلوات الله عليهم اجمعين)).
حيث ُ ينقل ابن أبي الحديد المدائني في شرحهِ لكتاب نهج البلاغة ((ج16، ص 211 )) عنها ((عليها السلام)):
(( واحمدوا الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة، ونحن وسيلته في خلقه، ونحن خاصته ومحل قدسه، ونحن حجته في غيبه، ونحن ورثة أنبياءه)).
كما ينقل الباحث ((توفيق أبو علم في كتابه أهل البيت)) (( ص 130 - 131)), حديثاً عن الإمام الحسين ((عليه السلام)) عن أمه فاطمة ((عليها السلام)) أنها قالت:
(( قال لي رسول الله ((صلى الله عليه وآله)): إياك والبخل، فإنه عاهة لا تكون في كريم, إياك والبخل فإنه شجرة في النار وأغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله النار وعليك بالسخاء، فإن السخاء شجرة من شجر الجنة، أغصانها متدلية إلى الأرض، فمن أخذ منها غصناً قاده ذلك الغصن إلى الجنة)).
كذلك ورد في كتاب (( دلائل الإمامة ص 8 )) وقالت فاطمة ((عليها السلام)):
((من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله إليه أفضل مصلحته ))
وفي كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي ((ج 43ـ ص 92)) عن ليثٍ بن أبي سليم، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن أمه فاطمة ابنة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : ((خياركم ألينكم مناكبه، وأكرمكم لنسائهم)).
وفي كتاب مستدرك الوسائل ((ج1، ص171 ـ 172 )) يُنقل عنها ((عليها السلام)) أنها سألت أباها محمداً ((صلى الله عليه وآله)) فقالت: ((يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنساء))؟؟.
قال: ((يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمسة عشرة خصلة، ست منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره .
وأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالأولى يرفع الله البركة من عمره، ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عز وجل سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين.
وأما اللواتي تصيبه عند موته: فأولهن أن يموت ذليلاً، والثانية يموت جائعاً، والثالثة يموت عطشاً، فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه, وأما اللواتي تصيبه في قبره: فأولهن يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثانية يضيق عليه قبره، والثالثة تكون الظلمة في قبره.
وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره: فأولهن أن يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه، والثانية يحاسب حساباً شديداً، والثالثة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم)).
قلتُ هذه بضع احاديثٍ واردةٍ عن سيدة نساء العالمين ((عليها السلام)), فمن اراد ان يوقظ قلبه النائم عن ذكر السيدة الزهراء ((عليها السلام)) فعليه ان يترجم حبه لها في تطبيق ما اوصت به, ففي وصاياها (( عليها السلام)) النجاة من النار, والجواز الحقيقي لإستحصال رضا الخالق سبحانه, كيف لا وهي سيدة نساء اهل الجنة.
ونحن ان جاملنا مخالفينا في كل امر ٍ خلافيٍ بيننا, بل ووافقناهم عليه سواء من باب التقية او المداراة, او ما شابه ذلك.
فإننا لن نجامل في مظلومية سيدة نساء العالمين ((عليها السلام)) ولو قدمنا رقابنا ثمناً رخيصاً لذلك, حيث إن اقر المخالف بمظلوميتها, سيُقر بأصول المذهب كافة.
فقضية السيدة الزهراء ((عليها السلام)), عقائدية بحتة, لا تأريخية, فهي سر توحيد الله سبحانه, وسند النبوة, واساس الإمامة , ووجيهة ٌعند الله تعالى في عدلهِ, وشفيعة ٌ في معادنا إليه سبحانه.
فصلاة الله تعالى وسلامه عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها, يوم أنارت الكون بمولدها الشريف, ويوم ابكت السماوات والأرضين بإستشهادها المفجع, ويوم تبعث حيةً مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
الخاتمة
في ختام هذا البحث المختصر عن سيدة نساء العالمين شفيعتنا عند الله السيد الزهراء ((عليها السلام)), نؤكد ما جاء في مقدمة هذا البحث الا وإننا وصلنا إلى نتيجتين جوهريتين .
النتيجة الأولى : نتيجةٌ لا مناص منها وهي التقصير الواضح تجاه مولاتنا السيدة الزهراء ((عليها السلام)), لذلك كل ما كتبته في هذا البحث لم يبين إلا خياط طيفها المقدس بأبي وأمي ((عليها السلام)).
اما النتيجة الثانية : فهي إنني خاطبت في بحثي من يستحق الخطاب وسلط الضوء على الأحاديث الموثقة التي تبين المكانة المقام السامي للسيدة الزهراء ((عليها السلام)), وبيان مظلوميتها , وكيف انه لا نستطيع ان نجعل من الظالم والمظلوم في مرتبةٍ واحدةٍ بل ونترضى عن الظالم كما نترضى عن المظلوم, فهذا الأمر لا يقره عقل عاقل ولا وجدناه في جميع المذاهب الإسلامية المحترمة.
وقبل أن يجف ريق القلم اقول ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمدٍ الأمين, وعلى آله الغر الميامين, وصحبه الأخيار المنتجبين, وسلم تسليماً كثيرا.