ألا ليت حروف الشعر تنصفنا بوصفٍ إذا
هَـبَّت عـواصفٌ الـشوقِ اللائي لا تـرحمُ
نَـوَّدُ كِتماناً لِـبَـعـضِ الـشوق وما حَلَّ بنا
ألا لـيـت بـعـض الـشوق يـا خِـلُ يُـكـتـمُ
رَبـََّاهُ ضـاقـت جـِيـفـَةُ الـصـبـر بي حتى
خِـلـتُ أَنَّ الـصَـبَـرَ بات من صبري يُظلمُ
يـا فــُؤادي قُـل لـهـا أَنَّ دمـعـي حـارقٌ
ألا لـَيـتَ لـِداءِ الـشَّوق يـا ربُّ مَــرهمُ
قسمـاً لـو تـَعـلَمُ تـلكَ التي بـخافـقـي
أنـهـا مَلَكت حُـشاشـة الـروح بها تَنَعَّمُ
لَـمـا أَغـمَـضـت جَـفـنـاً طِـوال عُـمـــرِها
تـُنـاجـي طَـيـفَ الـحَبيبِ العاشقِ المُغرَمُ
أبـا مُـحَـمَّـدٍ مــا عَـهِـدتُـكَ هـكـذا أبــــــداً
وأنـت صَـلـفٌ مِـقـدامٌ عـلى الأهوالِ ضَيغَمُ
ومــا بِــكَ إن غــابَ طـَيـفـُهـا نـأَيـتَ بِــــــكَ
وحـيـداً هُـــنــاك تبكيها بـِحروفِ الشعر دَمُ
والله مـــا رأيـــت جَـــمـــالَ الــكــون إلا بـِها
هي كُلُّ النساء هي بلقيس هي البتولُ مَريمُ
فَــعُــذراً لـِكـُلِّ الـِنســاء هـي كذا بـِنـاظـــري
ومـــا كُـــنـتُ بـِوصفِ الـجميلات يوماً مُرغَمُ
سَــقَــتـنـي الـشَّهـدَ ومـا رأيتُ لها جَسَداً
واللهِ سِــوى روحٌ وفَـــمٌ بِالــمِــسـك يَـتَـكلمُ
هــي كُـــلُّ الأمـــاني إن جــاز الــَبــُوحُ بـِها
ونَـعــيــم الآخـرة التي رَجَـوتُ ربـّي بـها أنعمُ
موفق ابو الليل