أمّاه ..
أنّى لكِ هذا
أهوَ من عندِ الله ..
أو مِنْ بينَ بقايا أضراس العراق
وَأنّى لكِ هذا خبز الرقاق
أحظَيتي بكنزٍ من تحتِ الأرضِ
أم لازلتي تحتفظينَ بمال السِياق
أم أصبحتِ السَيدة الأولى
وَقد تهافَتت عليكِ من كلِّ صوبٍ تلكَ الأرزاق
لَو لم أعرف زهدكِ في الدنيا ..
لقلت أنتِ لَست أمّي
وَ قَد أصبَحَت من سلالة العشّاق
واِ حدى شهيرات الموظة
تصطاف في لندن ..
وَ تَضع العدسات اللاصقة على الأحداق
وَلكنّي لَم أرى خادمة بنغلادش في بيتنا ؟
تَعمَل لَــكِ المساج وَتُحضِّر الأطباق
وَلَم أشمَّ فيكِ عطراً فرنسيّاً
أوعِطر آفاق
أمّاه .. أنّى لَـــكِ هذا
أما وَ عيتي وَهم يأكلونَ بِنَهَمٍ
مايطاق وَ مالايُطاق
ونحن نتلظّى بنار الجوعِ
وَنُدعى بأهلِ الشقاق
أمّاه ..
أاِذا مسّنا اللَغِب وَ مسّنا الضرّ
أما نُصبِحَ أهلاً للنفاق ؟
أما قرأتي التأريخ
أوسمعتي يوماً عَن التترِ
وَ عَن المغولِ وَ هولاكو
وَعَن جينكيز خان وَ جزر الواق واق
أَلَمْ تَسألي أباكِ وَ جَدُّكِ وَ أعمامكِ
كَيفَ استقبلوا غُزاتَهم ؟
هَل بالسَيفِ أم بالتَصفيق وَ العناق ؟
وَ هل حَكَت لَكِ أمّكِ عَن جدّتُكِ
كَيفَ كانَ فرحها عارِماً
حينما بَرءَ ظهر جدّي
مِن أثر السِياط
وَحينَما غادره الخوف
وَعادَ اِليهِ الشبق من جديد
وأصبح بصره من حديد
وَ بِفَضلهم أبصرتِ الحياة
ثمَّ قَرّتْ عَينُكِ فينا
حتّى كَبُرنا فأبتلينا
فَــ عدنا اِلى سيرة جدّكِ الأولى
وانضوينا تحَت المطامير
وَ عهد الدقّ بالمسامير
وحينما لَم نَرث منه
غيرَ الأغلال وَ هيَ فوقَ الأعناق
أمّاه ...
تمهّلي
فقد عادَ الغزاة
وَعادت بنا فرحة جدّكِ تارّةً أخرى
لَقد عادَ الغزاة وَ عاد الوفاق
أمّاه لاتقلقي ..
ستمتلئ بهم الأطباق
بما لذَّ وطاب
مِن خبزٍ وأرطاب
وَ سيرحل الغزاة وَ يبقى الوفاق
وسنرقص ونغنّي
(ظلّ البيت لمطيره وطارت بي فرد طيره)
آه ياأمّاه ..
آهٍ وَ ألف آه ..
أهكذا تورد الاِبل أوالنياق
أنُسرَق وَما زلنا جياع
وقد أتخمنا العوز حدّ الضياع
فلما ياأمّاه بقينا دون البقاع ؟
لما يَتبجّحونَ بـ يطعمونَ الطعام على حبّهِ
وَ بحبِ عليّ وَوِلدهِ
وَقَد عَرفناهــم للأمانةِ سُرّاق
آه وألف آه .. دعيني أمّـــاه
فَـ لنـــا مَعهم حِساب
حينَ يُقبِل الغزاة
وَ في يوم التلاق