رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
أحبتي هذه العبارات هي من إبداع الشاعر حافظ ابراهيم وهي في حق اللغة العربية.. أحببت أن أثير معكم موظوعا حولهانظرا لأني لاحظت للأسف استخفافا كبيرا بلغة الضاد واستهانة بقيمة هذه اللغة.. والله العظيم أحيانا أتأسف لحال شبابناعندما يتعلق الأمر بلغتنا وأتساءل عن السبب الذي جعلها وسيلة ثانوية في الحياة والتواصل .. اللغة العظيمة الخصبة لغة أعظم دستور .. لغة القرآن الكريم ألفت نفسها غريبة بين أهلها وعقيمة وهي ولودة، جافة وهي الطرية المعطاء .. كلما تحاورت مع شخص يقول لك هي لغة بائدة وليست لغة العلم والاقتصاد.. لكن الإشكال ليس فيها بل فينا نحن لأن العلم والتكنولوجيا يمكن أن يمارس ويحلل بأية لغة وحين نجد المثقف في مجتمعنا يمرر الايديولوجيات ويبرر التوجهات بأسلوب الاختصار ولغة السيميولوجيا والإشارات.. ويقول لا داعي لتضييع الوقت في الطباق والجناس والمحسنات البديعية.. والكلام المرصع والبيان ويضرب بعرض الحائط إبداعات المعلقات وشعر المتنبي والفرزدق وأعمق من ذلك كلام الخالق الذي أعجز في يوم من الأيام النابغة الوليد بن المغيرة فقال في حق منطوق القرآن الكريم(وإنه لحلاوة وإن عليه طلاوة وإن أعلاه لمغدق وإن أسفله لمشرق يعلى ولا يعلى عليه).. ما أعظمك يا إلاهي وما أروعك أيتها اللغة..أحبتي.علموا أبناءكم اللغة العربية ودربوهم للتشبت بقوامها وبأساليبها .. لست متعصبا بل شجعوهم على الانفتاح و الاحتكاك بباقي اللغات العالمية.. لكن، معذرة.. الأساس والعبرة هو التمسك بلب وجوهر أسمى لغة في مجتمعاتنا العربية وهي لغة الضاد.. أحيانا نجد أطفالا تلوك ألسنتهم لغات أجنبية بسلاسة لكن لا يفقهون حرفا في لغتهم الرسمية.. الرسائل النصية في الهواتف تكتب بلغات مختصرة والدردشة في المواقع بحروف لاتينية وبإشارات رقمية.. مقررات التعليم للأسف لا تعير اهتماما كبيرا للغة العربية لأن المقررات والبرامج كلها مستوردة وهجينة ودات صبغة فرانكفونية ... الإعلام يمنح اللغة العربية هنيهات قليلة لا تلبي حاجة الناس... المسلسلات للأسف مدبلجة بالعامية لغرض في نفس يعقوب ... المهم كفى من تمطيط الجراح وزيادة الألم للننقد لغتنا ونعيد لها اعتبارها لننقد فلدات أكبادنا ونشوقهم للغة القرآن .. فلغتنا بحر لنسبر أغواره ونجعل أبناءنا ينهلون من كنوزها...
وأختتم كما بدأت بهذا البيت لحافظ ابراهيم
أنا البحر في أحشائه الذر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي