الأمر لا يقتصر على ثلاثة فقط ولكنها الأكثر غرابة بالنسبة لي والتي أتذكرها تحديدآ في هذه اللحظة ؛
أولآ :عبارة "كل شيء ممكن" هي عبارة خاطئة بالنسبة لي !
وتحدث في الحياة اليومية نقاشات كثيرة وتبادلات فكرية وأسئلة وأجوبة .. وغالبآ حينما تطرح أسئلة عن إمكانية حدوث أمور غير معتادة الحدوث أو صعبة الوقوع .. يجيبك الطرف المحاور بالعبارة السابقة "كل شيء ممكن" في حال تجاوز إيمانه فقط نسبة الصفر بالمئة من إمكانية حدوث ذلك الأمر في إعتقاده .. وقد لايدرك حتى أنه تفوه بالكلمة الشاملة "كل شيء" معمما بذلك كل الحالات الأخرى التي لا تدخل حتى ضمن سياق ما هو بصدد الحديث عنه .. بالنسبة لي توجد أمور مستحيلة بالفعل وأخرى ممكنة ببساطة وأخرى ممكنة ولكنها لن تحدث رغم أنها ممكنة ، وربما تختلف القرآءآت والإستخدامات الأخرى لهذه العبارة، لكن الأكيد هو أنها خاطئة (لي) لأنها لا تستوفي كل الحالات التي تضمها كلمة "كل شيء" بداخلها .. توجد أمور صعبة قد نقول عنها شبه مستحيلة ثم تصبح ممكنة فجأة (لأنها أصلآ ممكنة وقلنا عنها مستحيلة) .. ولكن ليس كل شيء !!
ثانيآ :أنا لا أؤمن بوجود "الحظ" و"الصدفة"؟!
في رأيي .. يوجد دائما سبب على الأقل للحالة التي قلنا عنها أنها مجرد صدفة أو حظ ! لا يشترط أن يكون السبب منا فقد يكون من جهة أخرى أو تلقائيآ بطبعه .. ما أراه هو أن أي شيء يحدث فهو كان مقدرآ من الأصل "القدر" .. ولا قدرة للحظ أو الصدفة (اللذان لا يوجدان أساسآ) لتغييره ... ولكن حينما يعجز العقل البشري أو حينما لا يجد سببا مقنعآ لتلك الحالات يطلق عليها الحظ أو الصدفة ... وكمثال : نحن نلجأ للقيام بالقرعة .. فهي ليست حظآ أو صدفة بل توجد الكثير من الأسباب تؤدي إلى نتائجها .. ولكنها تبقى وسيلة حاسمة وتقريبآ عادلة إذ لا يتدخل الإنسان في تحديد نتيجتها بل تحدث بطريقة إعتباطية ولكن هذا الإعتباطي لم يحدث من فراغ بل له أسبابه أيضآ ما يجعل الحكم على الأمور بأنها حظ أو صدفة حكمآ باطلآ (لي) .
ثالثآ :"التشاؤم أفضل من التفاؤل"!!!!!
وهذه هي النقطة التي سيخالفني فيها أكثر من %80 من البشر .. فحينما تسأل أحدآ ما أو حكيما عن مقومات أو مبادئ النجاح ، فسيخبرك بأنه لابد من أن تبذل مجهودآ وتركز على هدفك وتحاول أن تحب وتتعلق بهدفك وتتفائل بالنجاح .. "تفائلو بالخير تجدوه" ... وهذه العبارة هي التي لا أتفق معها تماما .. ففي إعتقادي : الروح التشائمية أفضل من التفاؤلية .. فالتشائم بالنتيجة يحفزك أكبر لمزيد من الجهد والعمل ولتغيير الأسلوب السيء للأفضل .. ولكن التشائم في حدود ، فحينما يصبح لا محدودآ فستفشل بالتأكيد فلم قد تبذل مجهودا وأنت متأكد من الفشل (متشائم من الفشل لدرجة التأكد!) .. إذن فالتشائم ضروري جدآ ويجب أن تقارب نسبته أو تفوق بقليل نسبة قرينه .. ومن جهة أخرى فالمتشائم يكون أقل صدمة من المتفائل فكيف تصدم بالنتيجة السلبية وأنت كنت تتوقعها بينما لو توقعت نتيجة سلبية فحصلت إيجابية فالأمر برمته إيجابي .. ولكن الضربة والوجعة يتلقاها المتفائل والذي يصطدم بالنتائج السلبية غير المتوقعة !!!