عَيناهُ كَعيني الصقر
وحاجبيهِ صفراوينِ منسدلينِ
كــ ساحِرَينِ ..
أثَرهُما باقٍ في الأذهانِ
كـ وميضٍ تَجلّى لرعيتهِ
يتحكّم بالإرادةِ والحسّ
وَصوتٌ كأنّهُ الرعد
يشقُّ صداهُ حاجزَ الأُذنينِ
أتّخذَ منَ أذهانهم مستعمرات قبلَ أن تبلُغَ ذروتها
وأفئِدة ترتعشُ أردافها وكأنّها صُعِقت بهِ
وأظهُر كآلةٍ اِنحنت بغيرِ اِرادتها اِيذاناً لرهبته
وأقدامٌ تَقِف قبالتهُ لاتكلّ أو تملّ عَزفَتْ بكلتيها لصخرته
وأقدامٌ أخرى كالعصافيرِ حينما يتبعها الحَوم
انفلتَ زمامها
وضيّعت ميادينها
كبوصلةٍ مشّوشة
وآخرون يختبئون في جحورٍ عمياءَ لاتعرِف غيرهم
ينتابهم حبُّ الطاعةِ لهُ ..
وَتمسّكاً بِها
وآخرين أوّابين كجنّ سليمان
لاتَهرُبَ منهم شاردة ولا واردة
ولايغمض لهم جفنا
كـ سلسلةٍ غليظةٍ ...
نهايتها تتأرجح من على أذنيه كقرطٍ
يَرحَضه بالخمرِ بينَ الحينِ والحين كي لايصدأ
وآخرينَ يتصببونَ عرقاً على مواقدِ الشواءِ
أختلطَ ماؤهم مع بخار الشحم المحترق
فيَدفعَه ابتهاجه ليطلب غيرهم
كـ قرودٍ و قرقوزات و مخنثين
ومواربين وأصحاب قرون
هم أهل الحظوةِ والمنال
فتكتمل الحَلقَةِ من جميعِ جوانبها
ويمضي الوقت
ويوم بعد يوم
يأتي صقراً آخر
بعدَ أن يسحل سالفه
وتأتي أهوالاً أخرى
وموتٌ زؤام جديد
ثامر الحلي