«مريم المنصوري»، اسم سيكتب من ذهب، فهي التي استطاعت أن تكون أول رائد طيار فى القوات الجوية الإماراتية. ولدت في العاصمة أبوظبي، لأسرة مكونة من 6 بنات و3 أولاد، ودرست في مدينة خورفكان، وتخرجت في الثانوية العامة القسم العلمي، بمعدل 93%، ثم التحقت بجامعة الإمارات وحصلت على بكالوريوس لغة إنجليزية وآدابها بمعدل امتياز. راودتها فكرة التحاقها بالقوات المسلحة، بعد الثانوية العامة، بقرار شخصي منها، ودعم من الأهل، لرغبة جامحة في أن تكون طياراً مقاتلاً. في هذه الأثناء، لم يغفل «برنامج التمكين» الذي أطلقته القيادة الرشيدة للدولة، المرأة الإماراتية، وهيأ لها كل الفرص للالتحاق بالخدمة العسكرية ونيل شرف الدفاع عن الوطن. وسرعان ما التحقت المنصوري بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة لسنوات، وعند فتح المجال للعنصر النسائي بالالتحاق بكلية الطيران كانت أول من بادر بالانضمام لهذا المجال الذي مثّل الدافع الأول لالتحاقها بالقوات المسلحة. في هذه الأثناء، لم يغفل «برنامج التمكين» الذي أطلقته القيادة الرشيدة للدولة، المرأة الإماراتية، وهيأ لها كل الفرص للالتحاق بالخدمة العسكرية ونيل شرف الدفاع عن الوطن. وسرعان ما التحقت المنصوري بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة لسنوات، وعند فتح المجال للعنصر النسائي بالالتحاق بكلية الطيران كانت أول من بادر بالانضمام لهذا المجال الذي مثّل الدافع الأول لالتحاقها بالقوات المسلحة.
وانتصرت على كل العقبات والتحديات التي واجهتها، لتتخرج من المرحلة التأسيسية في كلية خليفة بن زايد الجوية عام 2007، وتم تحويلها لمجال الطيران المقاتل، وهي تعمل اليوم كطيار عمليات مقاتل على طائرة «إف 16 بلوك 60».
وتحدثت مريم المنصوري لمجلة «درع الوطن»، بكثير من الاعتزاز عن مهنتها، وأسباب التحاقها بها، وأكدت أن اختيارها لها نابع من حبها الشديد لمجال الطيران المقاتل، مشيرة إلى شعورها بالفخر والمسؤولية للعمل في هذا المجال. وشددت المنصوري على أنه لا فرق بين التدريب الذي يتلقاه الطيارون الذكور والإناث، فالمطلوب من الجميع أن يكونوا على مستوى عال من الكفاءة القتالية، وشددت أن كونها فتاة لم يجعلها تحصل على أية استثناءات مطلقا. ولم تنكر الرائد طيار مقاتل، وجود تعاون كبير من القيادة والمدربين والزملاء الطيارين؛ ما ساعدها على الاستمرار. وترى المنصوري أن كل شخص يسعى لتحقيق أهدافه بما يتناسب مع شغفه في الحياة، جازمة بأن هذا هو الفرق بينها وبين الفتيات الأخريات ممن اخترن مجالاً غير الطيران المقاتل. وعن أكثر ما لفت نظر الرائد طيار مقاتل مريم حسن سالم المنصوري لهذه المهنة، قالت «الدفاع عن الوطن»، وما يتضمنه ذلك من التحدي والمنافسة للوصول لأعلى مستوى.
تتشبث مريم المنصوري بالعلم لمواجهة أي صعوبة في مجال يسيطر عليه الرجال، فالصعوبات تتلاشى عند التسلح بالعلم وإثبات القدرة العملية على تنفيذ المهام بمستوى عالي. وحول كيفية تلقيها خبر حصولها على جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز، وماذا تعني لها الجائزة، تجيب: لم أكن على علم بترشيحي للجائزة، فقد تلقيت الخبر في الليلة السابقة للحفل وتأكدت في صباح اليوم التالي.
وتعرب عن سعادتها بهذا التكريم الرائع الذي لم تتوقعه لتكون ضمن أول مجموعة تكرم في فئة جديدة هي “فخر الإمارات” وليكون يوما فارقا في حياتها.
وتوضّح أن ما زادها فرحاً هو تقليد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لها الميدالية التي تحمل اسمه، مؤكدة أنه دافع وحافز لها لتحقيق المزيد من العطاء والتميز والإبداع.. موجهة الشكر لمن رشحها للجائزة وللثقة التي أولاها إياها.
وعن المنافسة مع الرجل، تقول: ركزت على المنافسة مع الذات لأصنع طريقا خاصا لتطوير مهاراتي ليس له نقطة نهاية كالمنافسة العادية مع الآخرين، فالمنافسة مع الذات محفز للتعلم المستمر.
تنصح المنصوري بنات جنسها اللاتي يتطلعن إلى دخول هذا المجال بشيء واحد، هو الشغف به للاستمرار فيه، مشيرة إلى ما يتطلبه من تكريس وقت طويل وجهد كبير للوصول لأعلى مستوى من الاحتراف.
وعن لقائها أحد الرموز القيادية في الدولة، تقول: كان لي شرف لقاء “أم الإمارات” في حفل تخريجي في جامعة الإمارات، ولقاء سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حفل تخريجي في كلية خليفة بن زايد الجوية، ولقاء سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في معرض دبي للطيران ومعرض آيدكس.
وتضيف: كما كان لي شرف لقاء الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في حفل يوم القوات الجوية والدفاع الجوي في قاعدة ليوا الجوية، ولقاء معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في معرض مهارات الإمارات، مشيرة إلى أنها لمست من الجميع الاهتمام والدعم والتشجيع على الاستمرار والتميز.
وبشأن المشاركات والدورات سواء كانت خارج أو داخل الدولة، تنوه إلى مشاركتها في عدد كبير من التمارين العسكرية داخل الدولة و”تمرين الصقر الأناضولي» في جمهورية تركيا.
وتضيف: بالنسبة للدورات الداخلية، حصلت على عدد من الدورات التأسيسية العامة ودورات الطيران التخصصي وإضافة إلى دورة القيادة والإدارة المتميزة من جامعة ماك جيل الكندية.
وعن أمنيتها، تعرب عن أملها في أن يوفق الله الجميع للاستمرار بالعطاء والإخلاص لهذا الوطن الغالي، موجهة جزيل الشكر والعرفان إلى قيادة الدولة الرشيدة على دعمها المتواصل لأبناء هذا الوطن المعطاء بما يسهم في دعم مسيرة التطور والنماء والازدهار التي تزخر بها الدولة على مختلف الأصعدة.
يذكر أن مريم المنصوري إحدى رائدات الجو من بنات الوطن الذين يدافعن عن أجوائه ويحمين ترابه ومياهه وتحلق في عنان السماء جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل وحفرت اسمها بأحرف من ذهب كأول إماراتية مقاتلة في القوات الجوية والدفاع الجوي.
وجاء شهر مايو 2014 ليشهد تتويجا كبيرا لها بتكريمها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كأحد متميزي الجهات الحكومية كأول طيارة مقاتلة في الدولة.
تزخر الساحة العلمية والعملية في القوات المسلحة لدولة الإمارات بالعديد من المواهب والإبداعات، التي غدت علامة فارقة في محيطها يشار إليها بالبنان، مستفيدة بما يمكن تسميته «اقتناص الفرص» الثمينة، التي تتيحها القوات المسلحة لمنتسبيها حتى يصلوا إلى مستوى الطموح الكبير لقيادتنا الرشيدة.
واليوم، نرى التحاق المرأة الإماراتية بالمؤسسة العسكرية ومشاركتها باقتدار وتميز في مختلف صنوف العمل العسكري لتؤكد للجميع أن لديها القدرة على العطاء في مختلف مجالات العمل المتاحة بفضل من الله، ومن حكومتنا الرشيدة والرعاية الكريمة من «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة التي تشجع المرأة الإماراتية في شتى المجالات.
المصدر . http://www.masr11.com/arab-and-world/arab/item/84805