والنهّر في لهاثه
.................................................. ......
أنا والليلُ
ذاكرةٌ متعبةٌ
كالنهر ِ يداعبُ الضفافَ
يغازلُ ما تدلى من غصون
يرسمُ على وجههِ
غدائرَ الفرح
وفضةِ الضياء
لكنّه في حدائهِ وحيداً
يسكنُ قاعَه الضجر
متأبطاً روحاً من وجدٍ ..تهيم
تدقّ أبواب الأرض..
تصغي للسكون
يرسم في تعاريجه ظلّ ملاك
قد كان بالأمس يطاردُ الوديان
ينصبُ الفِخاخَ..
لكنّ صوتَ الحسنِ دهاهِ..
فتاه َ..أو ربّما..
سَكِر
تسربتْ من بين أصابعه اريتوزا
بلّور .. لونِها .يتشظّى فوقَ صفحة النور
يغازله شعاع من زرد ..
على زرقة العينين
هناك حورية الينبوع ..تلهث أمامه
تتوسل .. تتلو تعويذات.. "ارتميس"
ينفتح المجهول على نفق ٍ
و"الفيوس" .. يعلّم نهرَ الوله
أبجدية التدفقِ ..وقافيةَ .. العطاء
تحملهُ سَكرة العشقِ على جناح الماء
لكنّها تلجّ في النفق ..
....صارتْ
هناك .. في الوادي الغريب
تميّشُ بالنور ضفائرها..
في طرقٍ غريبةٍ تراقصها الأحداقُ والأزهارُ والنّوار والأفلاك
وأنا وأنتَ يا نهري المتعب
نتقاسم ليلنا والكدر
.................................................. .................................................. .....
*اريتوزا : ربة الينبوع عند الإغريق
*الفيوس: إله النهر
* ارتميس : إحدى آلهة الإغريق
موسى الزعيم