اهتمت الصحافة العالمية بشخصية المجاهد أبو عزرائيل اهتماما بالغاً، لم تكتفي بآثاره في المعارك الحالية ضد داعش، إنما تعدت ذلك لتطرح معلومات عن حالته الاجتماعية، قبل التحاقه بفصائل الحشد الشعبي، فنشرت الدايلي ميل البريطانية تقريراً عن رامبو العراق حسب ما وصفه كاتب المقال، سارداً قصة المجاهد الذي أشتهر بحمله الفؤوس والسيوف، يصول ويجول غير مبالي لخطر داعش وخطوطها الأمامية.
تناول الصحافة العالمية لمثل شخصية أبو عزرائيل، جاء في الفترة التي تحشد فيها الرأي العام ضد جرائم داعش، فبالأمس القريب تناولت تلك الصحف شخصيات من المتشددين في سوريا والعراق، وركزت على طرحهم كرجال من نوع أخر إضافةً إلى تسليطهم الضوء على جهاد النكاح، في محاولة لحشد الدعم لداعش والنصرة وغيرها، وهو ما أتى بنتائج مثمرة في التحاق عدد غير قليل من شباب وفتيات أوربا والغرب بتلك التنظيمات.
تحول مسار الدعم لم يكن عشوائياً، فالجرائم الأخيرة لداعش أحرجت الإعلام العالمي وجعلته ضعيفاً اتجاه الرأي العام المستنكر لتلك التصرفات الوحشية. الأيمان الشيعي بالمقاومة أهلها لولادة العديد من أمثال أبو عزرائيل. بقي العداء الإسلامي_ الإسرائيلي المحور الأهم في تاريخ وجود الطرفين، نمى الخلاف بصورة كبيرة عقب الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وفيه ظهر المسلمون بين متفاعل وخانع لا يقدم شيئاً إلا الرضا بالأمر الواقع، وهو ما كان مصدر شبهة أخرى تضاف إلى الشبهات بين الشيعة والسنة، فمصدر إرهاب إسرائيل بات شعاراً يرفعه كلا الطرفين، وشعار التخاذل أصبح التهمة المفضلة بينهما.
"ناحوم بارنيع" كبير المحللين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (ممكن جداً فهم تخوفه وهاجسه من المقاومة الإسلامية في لبنان و حماس و إيران وقد يلزم دخوله المستشفى)، وسبق هذا التصريح توضيح لسياسي أخر واصفاً المقاومة الإسلامية بقوله (معركة إسرائيل ضد الشيعة خاسرة.. فهم يلقبون شهدائهم بالشهيد الأول والثاني والثالث تباعاً، ويفرحون ويفتخرون بالشهادة) مثل هذا القلق الإسرائيلي يوضح مدى تخوفهم من المسلمين الشيعة، عكس اطمئنانهم للبلدان السنية التي نادت بالسلام مع إسرائيل.
هنا يظهر جلياً للمتتبع الخلاف بين الطائفتين المسلمتين، فهو ليس خلاف حقيقي بين أتباع هذين الطائفتين، بقدر ما هو خلاف مع الحاكم السني الذي اشتركت مصالحه مع وجود الدولة الإسرائيلية المفترضة، ضاغطاً بذلك على إرادة الشعوب السنية الراغبة بالقصاص من الصهاينة.
أبو عزرائيل ليس الأول.. ولا الأخير
. في مقارنة بسيطة بين رجال المقاومة الشيعية وبين من اعتبروا رجال المقاومة السلفية، نجد إن إسرائيل لم تقلق يوماً من أسامة بن لادن أو الظواهري وغيرهم، بقدر خشيتها من سيد المقاومة اللبنانية والموسوي ومغنية فضلاً عن علماء الشيعة المتصدين للمرجعية، وفي الوقت الذي أرعب رجال المقاومة إسرائيل والغرب اكتفى السلفيون ببث الرعب بين المسلمين، مستهدفين عقائد السنة قبل الشيعة وهذا يبين حجم التأثير الذي تمارسه الصهيونية في معتقداتهم. إن تبني الشيعة لقضية المقاومة وتسخير الإمكانيات لتحقيق أهدافها، في التخلص من السرطان الطارئ على قلب الأمة، كان سببا لولادة شخصيات أرعبت الكيان الغاصب ومن بعده الغرب، فأبو عزرائيل كان عماد مغنية و موسى الصدر ومهدي الحكيم، وسيولد مليون أبو عزرائيل جديد فالرحم الشيعي، لا يزال طاهراً نقياً بنقاء قضيته ومشروعه وأهدافه، وكلما زرعتم ببغائكم وغبائكم داعش جديد ستجدون المقاومة تزهر برجال الحق الصالحين.
المصدر..
http://www.khabaar.net/index.php/permalink/44006.html