كشفت مصادر طبية ومحلية عراقية الثلاثاء، وصول طلاب الطب البريطانيين من أصل سوداني، الملتحقين بتنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينة الموصل، وأنهم باشروا عملهم في مستشفى المدينة الرئيس.
وأعلنت أسر الطلاب انتقالهم من تركيا إلى سورية قبل نحو أسبوع، وانتقل بعضهم إلى تركيا في محاولة للبحث عنهم، كما أصدر التنظيم في الموصل بياناً قال فيه إنه بحاجة الى أطباء اختصاص وجراحين.
وقال أحد أطباء مستشفى نينوى، ويدعى سرمد الأيوبي إن الأطباء الذين دخلوا من تركيا إلى سورية؛ وصلوا إلى مستشفى المدينة الرئيس في الموصل، ومن هناك تم توزيعهم على المستشفيات الآخرى، حسب مسؤول ديوان الصحة، وهو بدرجة وزير في دولة الخلافة الإسلامية 'داعش'.
وأضاف الأيوبي أن التنظيم بدأ الاعتماد على العناصر الطبية الأجنبية وإدخالهم في مستشفيات نينوى بدل الأطباء العراقيين الذين امتنع كثير منهم عن تقديم العلاج للعناصر المسلحة التي تصل مستشفيات نينوى، وبعضهم يتعلل بعدم وجود الأجهزة والأدوية.
واعتقل 'داعش' كثيراً من أطباء نينوى، وتردد أن التنظيم قام منذ سيطرته على المدينة بإعدام عدد من الأطباء بذرائع مختلفة.
وأضاف أن 'موضوع الطلاب الأطباء الذين وصلوا إلى مستشفيات نينوى أثار استغراب كثير من الأطباء الذين يعملون في مستشفيات نينوى، لأنهم ليسوا أطباء بمعنى الكلمة ويحتاجون إلى ممارسة المهنة أكثر من أربع سنوات قبل أن تناط بهم مسؤوليات جراحية أو حتى تقديم وصفة طبية'.
وأكد الطبيب العراقي أن 'داعش فرض إجراءات صارمة ومنع أي حديث للأطباء البريطانيين من أصول سودانية، مع الأطباء العراقيين لأنهم يعالجون عناصر تابعة للتنظيم يحملون جنسيات عربية وأوروبية، وهؤلاء يمنع العاملون في المستشفيات العراقية من الاقتراب منهم أو حتى الحديث معهم، ويقتصر الأمر فقط على أطباء وممرضي داعش الذين يقدمون لهم العلاج'.
من جهته، قال أحد العاملين في القطاع الصحي في نينوى، ويدعى سيف الدين حسن إن 'القطاع الصحي تأثر بشكل كبير بعد العاشر من حزيران 2014، وهو موعد دخول مليشيات تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' المستشفيات الفارغة من الأطباء والطبيبات بسبب تصرفات التنظيم، حيث بدأها بفصل الذكور عن الإناث وإجبار الطبيبات على ارتداء النقاب وفرض إدارات على المستشفيات من الموالين للتنظيم'.
وتابع: هناك أطباء رفضوا العمل مع التنظيم، وعاقب التنظيم كثيراً من الأطباء بقطع رواتبهم من قبل ديوان الصحة، كما صادر بيوت بعضهم، حسب قوله. وأشار إلى أن 'داعش بدأ يعتمد على الأطباء الأجانب، واستقدم مجموعات منهم من سورية، وآخرهم الطلاب البريطانيون، والذين باشروا عملهم في مستشفيات نينوى'، مشددا على أن أياً من العاملين لا يمكنه الحديث معهم بسبب منع التنظيم ذلك، وأنهم مختصون في علاج جرحى التنظيم في المواجهات الدائرة مع قوات البشمركة وبسبب الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات التحالف الدولي في نينوى.
وقال إن 'القطاع الصحي العراقي، ولاسيما في الموصل، يتعرض لنكسة بسبب قلة الكوادر الطبية والأدوية ونقص الخدمات، حيث لا يوجد غاز الأوكسجين أو خيوط الجراحة أو مواد تخدير المرضى أثناء العمليات، وكذا أدوية الأمراض المزمنة التي باتت تباع بأسعار خيالية تتجاوز 300 دولار أميركي، في ظل انعدام وصول الأدوية من الحكومة العراقية بسبب سيطرة داعش على نينوى'.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3651868