النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

الإسلوبية المعاصرة في نصوص الشاعر العراقي علي نوير .

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 705 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22065
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62

    الإسلوبية المعاصرة في نصوص الشاعر العراقي علي نوير .

    الشاعر العراقي علي نوير يكتب بهدوء وهو ينسج المفردة الشعرية باسلوبية معاصرة ، وبين البصر والبصيرة يدخل الى منظوره الشعري..إنّ تحديد القصيدة هو درجة تعالق التعبير بالمحتوى . إذ إنّ إشكالية التعبير الشعري في تقديره تتموقع داخل اللوحة للخطاب ، ولا يمكن التعرّف على خاصيتها المحددة ، الملتقة بشكل حدس
    ، إلاّ في حالة انبثاق أثرها البنيوي الخاص للخطاب الّذي يقدّمه . وفي هذه الحالة ، يكون أثر المعنى يبدو كما كان أثرا للحواس . أن نقرأ معنى النصّ ذلك يعني أن ننتج خطابا جديدا وأن نربطه بالنصّ المقروء ، هذا الارتباط بين فعل القراءة وبين الخطاب المقروء يكشف ، داخل تكوين النص ذاته ، قدرة أصيلة على استعادة الخطاب ذاته بشكل متجدّد ، هذه الاستعادة هي التي تعطيه خاصيته المفتوحة على الدوام .... الشاعر العراقي علي نوير ، ليس من الشعراء العاديين والامساك بنصوصه ، ولكن ، النصّ لدى الشاعر بمميزاته ، له كينونته في الإنتماء الى المرحلة التي يعيش بها الشاعر..
    إن وحدة تقييم النصّ ، تأتي بواسطة الإنخراط في محسوسات الآخر القادرة على إيجاد المعايير الجمالية والحسّية للنصوص التي يعتمدها الشاعر ، وهذا الأخير يشتغل عندئذ كمرجع موضوعي وكقياس كوني ، نموذجا ومعيارا ، لأن شاعرا كالشاعر علي نوير له مسلكه الشعري طيلة حياته الثقافية في العراق ، وقد مرّ بمراحل عدة ، مما جعلته تلك المراحل أن يبني تجربته الشعرية وتاسيس الخطاب..
    تعتبر المفاهيم جيدة الى درجة ان كلّ صورة لاتفيد خلق موضوع فحسب ، بل موضوعا ضمن محتوى التجربة ، وهكذا نجد موضوعا ضمن مستوى العلاقة ، والعلاقة الشعرية هي طبيعة الاستعارة ... أن قوّة الصورة الشعرية تكمن في اثارة عواطفنا واستجابتنا للعاطفة الشعرية ولا تحتاج الصورة الى أن تكون جديدة بقدر ما يلفت التآلف بين المفردات ومدى انسجامها كي تكوّن لنا الدهشة الشاعرية ...
    بعدَ ثانيتَين
    إرتفعَ عُواءُ ذئب
    وعلى مرمى شهقةٍ
    إنبثقتْ صرخةُ إنسان
    الثابت في اللوحة هو الزمن ، والمحرّك لهذا الزمن عنصر العواء .. عواء الذئب ، وعنصر الإنسان ، وبين العاقل والغير عاقل ، وجدنا حركة زمنية تحتاج الى ديمومة ، ومن هنا بدأ عنصر الزمن بالهطول على القارئ ، من ضمن المرئي في إيجاد القصيدة وتناسقها العام بين اللوحات المقطّعة ... التقطيع في القصيدة الواحدة ، هي تحولات ، أما زمنية أو تحولات في المنظور الشاعري ، ومدى رسم الصور الشعرية ومتابعتها ، وهذه العلاقة التي خُلقت ، تقودنا ببصيرة ومخيلة ، تخرج من الداخل والى الخارج ، ليكون المتلقي أحد عناصرها ..
    ينظر الشاعر إلينا بصدق وهذا هو سرّ اصالة الصورة المرئية - صورة العين المدركة والخيال المفسّر ... وتتضمن الشطور الاربعة للشاعر ، إداركا فكريا يحلّق مع الخيال ، وبهذه الصورة الشعرية الملموسة ، تكشف رقة المقطوعة كلّها عن نفسها ، وهنا ثبت العامل الحسي وقوّة فاعليته ... إنّ عملية الخلق الشعري ، وكما في كثير من الشعر المعاصر ، تبدو الصورة وكأنها تُخلق من مادتها نفسها والوسط الّذي يشدّها الواحدة الى الاخرى ...
    في المساء
    الجثّتانِ في الوادي
    الدمُ الى النهر
    . في المساء
    حيثُ السماءُ رماديّة
    فاتَ أهلُ القُرى أنْ يكتشفوا
    سرَّ اللونِ الآخرِ للماء
    ولأنّهم سليلو أنهارٍ ونايات
    أدركوا بالغريزةِ
    _ بالغريزةِ وحدها _ أنَّ طعمَهُ لم يعد كما كان
    أذا كانت الصورة الشعرية في التراث النقدي ، تشكّل إحدى العوامل الأساسية في صناعة الشعر ، فإنها في النقد المعاصر جوهر القصيدة كلّها ، من حيث كونها تتعدّى المحسوس الى الحدس ، في ارتباط أشكال هذه الصورة بالأجواء النفسية الكامنة في ذات الشاعر ، وهنا يؤدي الخيال دوره في نقل التجربة الشعورية التي تصاحب الحدث ، وتتأثر به من أجل تشكيل وحدة كاملة ، تنتظم في داخلها وحدات متعددة هي مايطلق عليها ( لبنات القصيدة ) في بنائها العام ، وكلّ لبنة من هذه اللبنات هي صورة ، وكما هو عليه الآن والبناء التصوّري للقصيدة الواحدة ، تلوّنها دفقة الشعور ، ضمن علاقات داخلية تفرز صورا موحية لما ينبغي أن يكون عليه الواقع . اللوحات التي أمامي ، تفرز مدى امكانية الشاعرية ، في توليد الحدث من خلال اللغة أولا ومن خلال الصور التي اعتمدها ثانيا .. فالصورة الشعرية في مدلولها الداخلي تتشكّل من مجمل حدوس ومشاعر سبقيّة يكون الشاعر قد اكتسبها من حافظة ذاكرة الضمير الجمعي ، وفق معطيات تفاعل محصلة الخبرات ، وتعدد التجارب _ حتى ولو كان ذلك من دون وعي منه _ وتبعا لذلك يكون سياق الذاكرة بين _ الشعوري واللاشعوري _ هو المتحكم في عملية الخلق الفنّي الّذي يعتمد على التركيز والتكثيف ، حيث تبقى الصورة الشعرية عملا فنيّا يشير الى عظمة الخيال لدى الشاعر والّذي تنتجه الذاكرة وتنميه
    لون الكآبة دائما يرمز الينا من خلال الألوان القاتمة ، وبين الألوان الباردة والألوان الحارّة ، مشّطت ريشة الفنان ، ألوان المفردة الشعرية ، ومدى انسجامها بين الحدث الداخلي لدى الشاعر ، وبين الحدث الخارجي .. ومن هنا كان للفلاش باك ، دوره الفعّال ، في عملية الرصد ، وإعادة بسيطة ، يدخل من جديد الشاعر الى جدّيته وعملية الإصطفاف النهائية ، بينه وبين الصورة التي تطوّرت في الخيال ، وعبر المخيلة .. الشاعر العراقي علي نوير وعبر قصيدته ( رصاصتان ) ، هل كلّ ماتبقى من رصاصات البندقية ؟ أم هما الرصاصتان اللتان في ذخيرة الذهنية للموت الأبدي ؟ .. الرصاصة تعني ( النهاية ) ومدى استقرارها في الجسم ، فمؤثراتها تختلف وحسب مؤثرات الجسد الواحد .. من الرأس والى القدمين ! يا للرصاصةِ الكَفيفةِ
    كم هِيَ بحاجةٍ الآن
    الى عُكّازةِ نبيّ
    وينهي الشاعر قيادته للمركب ، بالرصاصة الكفيفة التي لاتعرف الاستقرار ، وأين ستسقرّ في حتمية الآخر .. لقد أدخلنا الشاعر معه الى عظمة الأخيلة والصور الشعرية التي اعتبرها هي الأهمية القصوى في بناء النص الجوهري ... التخييل لدى الشاعر ، أن يُظهر الصلات بين الأشياء والحقائق ، ويُشترط في هذا النوع أن يعبّر عن حقّ . والتوهم : أن يتوهم الشاعر بين شيئين صلة ليس لها وجود ( د . سعيد الورقي : لغة الشعر العربي الحديث . ) الشاعر علي نوير ، من الشعراء الّذين أنتمي الى مدرسته الشعرية ، وامتلاكه الأدوات الفعّالة في عملية الخلق الفنّي .. فهو ذلك الهادئ الّذي يزحف بهدوء مع حدث القصيدة ، كي يقدّم الينا خاصيته البصرية بشكليها .. الدفينة والظاهرية ، ومن هنا برزت لديه الرمزية .. وعملية الخلق هذه ، ليست من السهولة والنظر عبر العدسة المفتوحة من خلال كاميرة اصطياد الحدث ، وتسخيرها بإيجاد حالة مبدعة ... فالحالات موجودة ومن على مرمى البصر ، ولكن عملية التسخير وإيجاد اللحظة وكذلك البناء الفعّال والدخول الى القصر الشعري .. كلّ هذه العوامل ، يتطلّب حالة نفسية لها استقرارها الشعري ، كي يتمكّن من عملية القيادة ..
    أعرض النصّ بالكامل كما جاء من على صفحته الخاصّة :
    رصاصتان
    _(النصّ في نسختهِ الأخيرة)..
    علي نوير / العراق
    المقاتلانِ على الرابية
    الهدفانِ على السفح
    الرصاصتانِ انطلقَتا
    جنبآ الى جنب
    .. ثمَّ آفترقَتا
    . بعدَ ثانيتَين
    إرتفعَ عُواءُ ذئب
    وعلى مرمى شهقةٍ
    إنبثقتْ صرخةُ إنسان
    . في المساء
    الجثّتانِ في الوادي
    الدمُ الى النهر
    . في المساء
    حيثُ السماءُ رماديّة
    فاتَ أهلُ القُرى أنْ يكتشفوا
    سرَّ اللونِ الآخرِ للماء
    ولأنّهم سليلو أنهارٍ ونايات
    أدركوا بالغريزةِ
    _ بالغريزةِ وحدها _ أنَّ طعمَهُ لم يعد كما كان
    إلّا أنّهم ألِفوهُ مع الوقت
    كأيِّ ندبةٍ في جسد
    أو شرخٍ في جدار
    . منذُ ذلكَ المساء
    وأهلُ القُرى على الضفتَين
    ينظرونَ الى السَفحِ والرابية
    كما ينظرُ فلّاحٌ الى سَحابة
    . منذُ ذلكَ المساء الرابيةُ الى ارتفاع
    السَفحُ الى هاوية
    .. والرصاصُ لم ينقطع ..
    . . . يا للرصاصةِ الكَفيفةِ
    كم هِيَ بحاجةٍ الآن
    الى عُكّازةِ نبيّ

  2. #2
    حُلْمٌ ضائع
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بلد اللا قانون
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,925 المواضيع: 1,150
    صوتيات: 153 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 13288
    مزاجي: مُشَوَّش
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: لِبَن وتَمُر
    موبايلي: iPhone 15 Pro & Google Pixel 8
    آخر نشاط: منذ 4 يوم
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 5
    حقيقةً لقد أجدت وأبدعت في الوصف والكتابة ، ويسعدني وجود مواضيعك الرائعة المفيدة في المنتدى الذي أشرف عليه وأزداد فخراً حين قراءتها ، لك ودي وتقديري سيدي العزيز .

  3. #3
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    ~شُـكَـرٍاً~

    عٍَلىّ مروركمـ أإلـرٍآئٍعْ

    سَلٍمتًمْـ وٍسَلٍمْـ قَلَمَكُمْـ لـٍنآآ

    تَحيَتي مَعطـرٍه بأإلـرٍيآحـيَنْ أإبَعَثـًٍهآآ لـَكُـمـ

    دُمـتُمْ بَخٍ ــيًٍرٍ

  4. #4
    من أهل الدار
    بنت ذي قار وافتخر
    تاريخ التسجيل: March-2015
    الدولة: ذي قار العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,065 المواضيع: 131
    التقييم: 593
    مزاجي: عراقية وافتخر
    أكلتي المفضلة: البيتزا
    موبايلي: كالكسي 3
    آخر نشاط: 30/August/2016
    مقالات المدونة: 8

  5. #5
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال