سأغلق نافذتي فالضياء يعكّر ظلمتي البارده
سأسدل هذا الستار السميك على صفحة القصة البائده
وأطرد صوت الرياح البليد وإشعاعة الأنجم الحاقده
وأسند رأسي إلى الذكريات وأغمس عينيّ في دمعتين
وأرسل حبي يلفّ القتيل ويدفىء جبهته الهامده
لعلي أردّ إليه الحياة وأمسح من زرقه الشفتين
سأغلق نافذتي فالقتيل يحب الظلام العميق العميق
واكره أن يتمطّى الضياء على جسمه الشاعريّ الرقيق
على جبهة زرعتها النجوم ولوّنها ضوؤها بالبريق
وكانت تشعّ الحياة فعادت تمجّ الأسى والرّدى والعذاب
تخطّ عليها ذراع الممات أساطير عهد سحيق سحيق
أمرّ عليها بكفّي فأصرخ رعبا واسقط فوق التراب